إليزابيث تشيني: جهودنا بالشرق الأوسط ليست مؤقتة ونريد المساعدة في الخروج من عهد المقابر الجماعية والمعتقلات

نائبة مساعد وزير الخارجية الأميركي لـ«الشرق الأوسط»: نريد رفع مستوى المرأة العربية ولا نفرض آراءنا

TT

وصفت صحيفة بريطانية اليزابيث تشيني، ابنة نائب الرئيس ديك تشيني ونائبة مساعد وزير الخارجية للشرق الأدنى، ومديرة مبادرة المشاركة مع الشرق الأوسط، بأنها هي التي ستوقد «شعلة نهضة العرب»، وانها وهي الشقراء الجميلة (عمرها 36 سنة) «ستكون الالهام لحملة تاريخية للقضاء على التطرف، والتخلف، وادخال العرب في القرن الحادي والعشرين».

وهي، مثل والدها، جادة جدا، وظهر هذا في نجاحها في اعتماد مائة مليون دولار ميزانية لها لهذه السنة، يتوقع ان ترتفع الى 145 مليون دولار السنة المقبلة. «الشرق الأوسط» التقت اليزابيث تشيني وكان لها معها حوار في ما يلي نصه:

* الرئيس بوش، في خطاب له اخيرا، قال ان الشرق الأوسط في مفترق طريقين: ليكون واحة سلام، او ليكون مستنقع ارهاب. كيف يؤثر هذا على جهود تحسين صورة اميركا في الدول العربية؟

ـ نحن كلنا نريد السلام والاستقرار والرخاء لشعوب الشرق الأوسط، ومن السخف الاعتقاد ان الرئيس بوش خير هذه الشعوب بين السلام والارهاب، او هل انتم معنا او ضدنا. الرئيس بوش قال مرات كثيرة اننا نمد ايدينا للتعاون مع شعوب الشرق اوسط، لهذا فان هذه الجهود التي نقوم بها جهود مشتركة بين الشعب الاميركي وشعوب الشرق الأوسط.

* خلال استجواب نائب وزير الدفاع بول وولفويتز، ورئيس هيئة الاركان الجنرال ريتشارد مايرز عن العراق اخيرا امام الكونغرس، حذر السناتور الديمقراطي ليفين من انطباع ان دولة مسيحية تحتل دولة مسلمة. كيف يؤير هذا الاحتمال على جهود تحسين صورة اميركا في المنطقة؟

ـ هذا البرنامج الذي نعمل على تنفيذه ليس برنامجا عن الاسلام او المسيحية او غيرهما، ولكنه برنامج نهضة اقتصادية، وتعليمية، وانفتاح ديمقراطي. ونحن لا ننظر الى مشاكل الشرق الأوسط من منطلق ديني، ولا نفضل دينا على دين، ولكننا نريد ان نقدم يد المساعدة لاخراج شعوب المنطقة من عهود المقابر الجماعية، وغرف التعذيب، وعنابر المعتقلات، كما رأينا في العراق مؤخرا.

* مشكلة إسرائيل

* واضح جدا ان نسبة كبيرة من الشعوب العربية تحمل اسرائيل مسؤولية كثير من المشاكل في المنطقة. كيف تعالجون مشكلة اسرائيل، وتحالف اميركا معها؟

ـ الرئيس بوش، ووزير الخارجية كولن باول، أوضحا مرات كثيرة ان هدفنا في المنطقة هو ان يعيش الاسرائيليون والفلسطينيون في امن واستقرار، وان خيار دولتين هو الخيار الذي طرحناه. والرئيس بوش هو اول رئيس اميركي يقترح دولة فلسطينية، ونحن نعمل الآن في غزة والضفة لرفع المستوى الاقتصادي، ونشر التعليم، والقضاء على الفوضى والفساد لمساعدة دولة المستقبل هناك.

* هل ستعرقل التطورات في العراق جهودكم؟

ـ جهودنا في المنطقة استثمارية، ولنشر الحرية والانفتاح. نعم هناك ناس لا يريدون ذلك، لكننا نعرف انهم اقلية. ونفس الشيء في العراق، نعم نحن نحارب الارهابيين وانصار النظام السابق، ولكننا متأكدون بأنهم اقلية، واننا سننتصر في النهاية. على اي حال، نحن نعرف ان الناس في كل مكان يريدون الاستقرار لأنفسهم، ولعائلاتهم، ويريدون المدارس والمستشفيات لأبنائهم وبناتهم. لهذا فان جهودنا في الشرق الأوسط ليست مؤقتة او مرحلية، ولكن بهدف خلق جيل جديد يعيش مرحلة جديدة.

* وضع المرأة

* كيف تريدون تحسين وضع المرأة في المنطقة في ظل الظروف الثقافية والاجتماعية الحالية! أليست هناك حساسية في معالجة هذا الموضوع؟

ـ نحن، طبعا، نريد رفع مستوى المرأة هناك، لكننا لا نريد فرض آرائنا على الآخرين، ولهذا فان الجهود التي نقوم بها في مجال المرأة، وفي المجالات الاخرى، مشتركة وتعاونية. نحن نستمع لنصائح المسؤولين في الدول التي نعمل فيها، وخاصة النساء انفسهن، ونعقد المؤتمرات الاقليمية لهذا الغرض، لأننا نعرف اننا لا نقدر على حل هذه المشاكل من هنا، من واشنطن.

* ماذا تفعلون لحل مشكلة جرائم الشرف في الاردن مثلا؟

ـ نتحدث مع الحكومة الاردنية، ونتعاون معها. البرلمان الاردني مؤخرا اوقف العمل بالقانون الجديد لجرائم الشرف، ونحن عبرنا عن قلقنا. ولكن هذا ليس معناه اننا نريد فرض رأينا على الاردنيين. بالعكس، نحن نريد التعاون مع الاردنيين، ونعرف ان الملك عبد الله والملكة رانيا يبذلان كل ما يستطيعان لرفع الظلم عن المرأة الاردنية.

* وماذا عن تصويت المرأة في الكويت؟

ـ نفس سياسة التعاون مع الحكومة، مع عدم اخفاء رأينا في اهمية منح المرأة حقوقها. والمسؤولون قالوا ان البرلمان الكويتي اوقف التقدم في هذا المجال، ولكن المحاولات ستستمر في المستقبل.

* هل تتعاونون مع السعودية؟

ـ نفس النهج الذي نتخذه، وهو اننا لا نريد فرض رأينا، ولكننا نريد التعاون مع الحكومات والهيئات التي تعمل في هذه المجالات.

* الاسلام:

* لابد ان محاولة كسب المسلمين تتم في نطاق دينهم. كيف تعالجون موضوع الدين وانتم دولة تفصل بين الدين والحكومة؟

ـ الرئيس بوش قال مرات كثيرة اننا نحترم الاسلام، ونراه واحدا من الاديان الرئيسية في العالم، ونشيد بمبادئ السلام وحسن المعاملة والصبر التي يدعو لها. لكن لا يحق لنا ان نفسر الاسلام، لأن المسلمين هم الذين يحق لهم ذلك. الشيء الذي نقوله هو ان الارهابيين يستغلون الاسلام، وهذا يشوه سمعة الاسلام وسمعة المسلمين. وعلى اي حال، جهودنا هي في المجالات الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية، وليست في المجال الديني.

* يقول البعض انكم لم تهتموا بالشعوب العربية الا بعد هجوم 11 سبتمبر (أيلول)، ما هو ردكم؟

ـ ربما نحن لم نوسع نشاطنا في المنطقة الا بعد 11 سبتمبر، لكن النشاطات الثقافية والاقتصادية الاميركية في المنطقة لها تاريخ طويل. ربما قصرنا في مجال التطورات السياسية، وربما كانت هناك نظرة عنصرية هي ان العرب لم يصلوا الى مرحلة الحرية السياسية والديمقراطية، وذلك لأننا كنا نتحدث عن الديمقراطية في كل مناطق العالم الا المنطقة العربية. وعلى اي حال نحن جادون ومخلصون فيما نفعل الآن.

* العراق

* العراق ما كان جزءا من برنامجكم بسبب مقاطعة حكومة صدام حسين. هل أدخلتم العراق في البرنامج بعد سقوطه؟

ـ كثير من البرامج في العراق تتم عن طريق الادارة المدنية هناك، لكننا نشارك احيانا، مثل المؤتمر الذي ننظمه في الخليج في الاسبوع القادم عن الاصلاحات القانونية في العراق، والذي ستحضره ساندرا اوكونور، قاضية المحكمة العليا.

* كثير من الناس يقولون ان المشكلة ليست جهل العرب بأميركا، ولكن جهل الاميركيين بالعرب. ماذا تفعلون لتحسين صورة العرب في اميركا؟

ـ نعم، نحن لا نعرف كثيرا عن الشعوب الاخرى، وربما خاصة الشعوب العربية، ويجب علينا ان نعرف اكثر. لكن الهدف من برنامجنا هو تعريف الشعوب العربية بنا. وفي نفس الوقت، عندما ندعو وفودا عربية لزيارة اميركا، نلاحظ انها تأتي للتعرف على الحياة في بلدنا وفي نفس الوقت تعرف الاميركيين بالدول التي جاءوا منها.