إيران ترفض «مهلة» الوكالة الدولية للطاقة وتؤكد التزامها بمعاهدة الحد من الانتشار النووي

TT

فيينا ـ طهران ـ وكالات الأنباء: اعلن نائب الرئيس الايراني ورئيس وكالة الطاقة الذرية الايرانية غلام رضا آغا زاده امس ان ايران لا تزال ملتزمة تماما بمعاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية الا انها لا تزال تعارض المهلة التي حددتها الوكالة الدولية لاثبات انها لا تقوم بتطوير الاسلحة الذرية. واضاف ان «ايران ملتزمة تماما بمسؤولياتها المنصوص عليها في معاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية ليس فقط بسبب التزامها التعاقدي ولكن ايضا لاعتباراتها الدينية والاخلاقية». وقال غلام رضا اغا زاده رئيس وكالة الطاقة النووية الايرانية «ايران ملتزمة التزاما كاملا بمسؤولياتها بمقتضى معاهدة حظر الانتشار النووي». وأفاد بانه سيواصل محادثاته مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن توقيع بروتوكول اضافي يسمح بعمليات تفتيش مفاجئة للمنشآت النووية الايرانية.

وتجدر الاشارة الى انه بعد ان هددت ايران بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي حث محمد البرادعي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، طهران أمس، بدلا من ذلك على ان تثبت سلامة برنامجها النووي «بأسرع ما يمكن». وقال البرادعي في مؤتمر يحضره ممثلو 136 دولة موقعة على المعاهدة «من المهم والملح اغلاق ملف كل القضايا الهامة خاصة تلك المتعلقة باليورانيوم المخصب بأسرع ما يمكن».

وأثار عثور الوكالة في ايران على يورانيوم يمكن ان يستخدم في تصنيع الاسلحة النووية مخاوف من قيام طهران سرا بتخصيب اليورانيوم لاستخدامه في تصنيع اسلحة ذرية. ونفت ايران ذلك وأرجعت ما عثرت عليه الوكالة الدولية الى مكونات ملوثة مستوردة من الخارج.

وكرر البرادعي في نص خطابه المكتوب ما ورد في قرار مجلس أمناء الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يضم 35 دولة، الجمعة الماضي، ويطالب ايران بازالة كل الشكوك المثارة حول برنامجها النووي بحلول يوم 31 اكتوبر (تشرين الاول) ووقف كل انشطة تخصيب اليورانيوم والا تعرضت لعقوبات تفرضها الأمم المتحدة.

وفي مطلع الاسبوع اشارت ايران الى انها قد تحذو حذو كوريا الشمالية وتنسحب من معاهدة حظر الانتشار النووي احتجاجا على القرار الذي ايدته الولايات المتحدة.

وكانت الولايات المتحدة قد نجحت في اقناع كل اعضاء مجلس الامناء في الوكالة الدولية ـ باستثناء ايران ـ باصدار انذار يعطي ايران سبعة اسابيع لاثبات سلامة برنامجها النووي التي تقول واشنطن انه واجهة لتطوير قنبلة ذرية. وقال علي اكبر صالحي، مندوب ايران في الوكالة الدولية، «انهم يتخذون الآن من ايران كبش فداء ليتوحدوا من جديد».

ويقول دبلوماسيون ان سبب تأييد عدد كبير من الحلفاء لموقف الولايات المتحدة من ايران على خلاف العراق هو ان تقارير الوكالة الدولية بشأن ايران تؤيد المزاعم الاميركية. كما ان واشنطن لا تطلب من ايران سوى الاذعان لاحكام الوكالة الدولية ومعاهدة الحظر النووي.

وقبل ان يخرج مندوب ايران غاضبا من قاعة جلسة مجلس أمناء الوكالة الدولية الجمعة الماضي، قال ان ايران التي وصفتها الولايات المتحدة بانها عضو في «محور للشر» مع كل من العراق وكوريا الشمالية، هي هدف واشنطن التالي. واضاف صالحي «ليس سرا انه يدور بخلد الولايات المتحدة فكرة غزو اراض اخرى في اطار سعيهم لاعادة تشكيل منطقة الشرق الاوسط كلها».

لكن صالحي عاد وقال أول من امس ان طهران ستواصل التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة رغم مطالب المتشددين بأن ترفض ايران المهلة التي حددتها الوكالة. ومستخدما لهجة اقل حدة مما كانت عليه تصريحاته في الايام الاخيرة، قال صالحي ان ردود فعل طهران لن تكون «عنيفة وعصبية» على القرار الذي اعلنته الوكالة الاسبوع الماضي بتحديد مهلة.

ونقلت صحيفة ايرانية رسمية عن صالحي قوله «سنواصل تعاوننا المعتاد مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.. وانتقادنا الواضح لا يعني اننا سنقطع تعاوننا مع الوكالة».

وبذلت الولايات المتحدة جهودا مكثفة ليتفق الحلفاء معها في الضغط على ايران لتثبت انها لا تملك برنامجا سريا للاسلحة النووية ونجحت واشنطن في استصدار قرار متشدد من الوكالة الدولية، لكن صالحي اضاف انه يتعين الا تظهر ايران «امتثالا كاملا لمطالب الغرب»، لان هذا «قد يفتح الطريق امام مطالب لا نهاية لها».

وتتهم الوكالة الدولية طهران بعدم تقديم معلومات كاملة ودقيقة عن برنامجها النووي. وتقول ايران ان منشآتها النووية تستهدف فقط توليد الطاقة الكهربائية.