مصادر أميركية: إمام قاعدة غوانتانامو أوقف وبحوزته رسومات للسجن وقوائم للمعتقلين

الإمام يوسف يي يواجه المحاكمة في غضون 120 يوماً ومسؤولون يستبعدون اعتباره «مقاتلاً معادياً»

TT

أفادت مصادر متطابقة انه عثر بحوزة كبير وعاظ الجيش الاميركي الذي اعتقل مطلع الشهر الجاري بتهمة التجسس لصالح معتقلي غوانتانامو، على رسوم للسجن الذي يقبع فيه المعتقلون وربما قوائم بأسمائهم.

وكانت السلطات العسكرية قد اوقفت الكابتن جيمس يي، الصيني الاصل المعروف باسم الامام يوسف، يوم 10 سبتمبر (ايلول) الجاري اثناء وصوله الى مطار جاكسونفيل بفلوريدا قادماً من غوانتانامو، وبدأت التحقيق معه. ورفض المسؤولون العسكريون الكشف عن سبب التحقيق مع الكابتن يي، لكن مسؤولاً مدنياً من سلطات تطبيق القانون قال ان التحقيقات تبحث احتمال قيامه بعمليات تجسس ومساعدة السجناء بطريقة غير صحيحة او خروقات اخرى للمهام العسكرية. وقال مسؤول آخر ان السلطات العسكرية فتحت التحقيق مع يي قبل مغادرته غوانتانامو، ولدى وصوله الى القاعدة البحرية بجاكسونفيل خضع للتفتيش وعثر بحوزته على ما بدا رسومات وبيانات لتسهيلات موجودة في سجن معسكر غوانتانامو. وافادت تقارير بان يي عثر معه على قوائم للمحتجزين، لكن لم يمكن التأكد من هذه المعلومات. ويبدو ان المحققين يبحثون امكانية ان يكون يي، الواعظ المسلم الذي كلف بتقديم النصائح الدينية للمعتقلين، قد تعاطف مع السجناء وساعدهم بطريقة ما. وقال المسؤول في سلطات تطبيق القانون: «هذا هو الخوف والاشتباه الذي يريد الجيش معرفته». ولم توجه الى الكابتن يي اي تهم بعد. وبموجب القانون العسكري الاميركي يتعين تقديمه الى المحاكمة في غضون 120 يوماً منذ توقيفه حسبما افاد متحدثون عسكريون. واكد متحدثون باسم القاعدة العسكرية الجنوبية، التي تشرف على غوانتانامو، اعتقال يي في العاشر من سبتمبر، مضيفين انه تم تعيين محامين عسكريين لمساعدته على الدفاع عن نفسه، لكنهم رفضوا الكشف عن اسمائهم. وافادت تقارير ان الكابتن يي، 34 سنة، ربما يواجه تهم «التجسس وعدم طاعة النظام العام ودعم العدو».

وقد نقل الكابتن يي الى السجن العسكري في تشارلستون بولاية ساوث كارولاينا الذي يستخدم ايضاً لاحتجاز مشتبه فيهم صنفوا كـ «مقاتلين معادين» يحتمل ان يمثلوا امام محاكم عسكرية. لكن المسؤولين قالوا انه من غير المرجح ان يكون وضع يي مشابهاً لهؤلاء. وباعتباره مواطناً اميركياً وضابطاً عسكرياً في الخدمة، قد توجه اليه تهم خرق القانون العسكري اذا وجد المحققون ارضية لمثل تلك التهم.

يشار الى ان الكابتن جيمس يي نشأ في سبرينغفيلد بولاية نيو جيرسي. وبعد تخرجه من اكاديمية «ويست وبينت» العسكرية، خدم في الجيش كضابط مدفعية في سلاح الجو، حسبما افاد متحدث عسكري. وغادر يي الجيش في منتصف التسعينات الى سورية حيث تلقى دراسات اسلامية وقيل تزوج من سورية. وبعد عودته الى الولايات المتحدة انخرط ثانية في الجيش الاميركي كمرشد ديني.

وقد رفض كل من والد وشقيقة يي التعليق على القضية. كما رفض ضباط عسكريون مناقشة اسباب توقيفه، قائلين ان ذلك يضر حقوقه.

وقال مسؤولون مدنيون لهم علاقة بالقضية ان دورهم في توقيف يي كان ثانوياً، اذ ان عملاء مكتب المباحث الفيدرالي (اف. بي. آي) ساعدوا على عملية التوقيف وحضروا جلسات الاستجواب التي اجراها محققون عسكريون في جاكسونفيل. وقد نفذ مكتب المباحث عملية بحث في شقة بميامي يبدو ان يي كان يستخدمها، حسبما قال مسؤولون.

وكان يي، الذي تحول من المسيحية الى الاسلام وغير اسمه الى يوسف، اسندت اليه مهمته الجديدة في غوانتانامو بكوبا في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وتتضمن مهمته هناك تعليم زملائه العسكريين حول الاسلام وتقديم النصائح للمعتقلين الذين يتجاوز عددهم 600 وينتمون الى 43 دولة.

وكانت «الشرق الاوسط» قد اجرت في نوفمبر (تشرين الثاني) مقابلة مع يي تحدث فيها عن اشرافه «الروحي» على المحتجزين من عناصر تنظيم «القاعدة» وحركة طالبان. وفي مقابلة اخرى اجرتها معه وكالة «اسوشيتد برس» في يناير (كانون الثاني) الماضي رفض الاجابة عن اسئلة حول مدى تطور علاقته مع المعتقلين. وعندما سئل ما اذا كان متعاطفاً معهم، اذ ان بعضهم محتجز منذ نحو سنتين بدون اي تهم، بقي يي صامتاً ولم يظهر اي مشاعر تعاطف. وعندما سئل ثانية ما اذا كانت ديانته اثرت على نظرته لمهمته في غوانتانامو، قدم إجابة متعجلة، قال فيها: «انني هناك لاقدم خدمات روحية الى المعتقلين والجنود».