السلطات الإسرائيلية: الفلسطينيون خسروا الإدارة الأميركية

واشنطن تؤيد فرض حصار دبلوماسي على الرئيس الفلسطيني «بهدف زيادة عزلته» وإبعاده عن مركز القرار

TT

كشف مصدر اسرائيلي ان الادارة الاميركية، رغم معارضتها طرد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، فانها اقتربت خطوة اخرى كبيرة نحو موقف رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون، وأبلغت اسرائيل بأنها تؤيد فرض حصار دبلوماسي على عرفات لزيادة عزلته عن العالم وابعاده عن مركز التأثير والقرار.

وقال هذا المصدر ان «الفلسطينيين قد خسروا الولايات المتحدة الى فترة طويلة». وكشف ان المواقف الرسمية الاميركية اتسمت في الآونة الأخيرة بالتشدد تجاه الفلسطينيين وسلطتهم الوطنية، «فقد اوضحت لهم انها لن تقبل حكومة جديدة موالية لعرفات، وتصر على ان يتولى رئيس هذه الحكومة مسؤولية مباشرة عن كل اجهزة الامن».

وأضاف المصدر الاسرائيلي على لسان الاميركيين «انهم لن يقبلوا من الآن فصاعدا أية آلاعيب كلامية ويصرون على ان تكافح الحكومة الفلسطينية الارهاب بهدف القضاء على البنى التحتية للارهاب، ولا تربط بين ذلك وبين الاجراءات الاسرائيلية تجاه الفلسطينيين»، على حد تعبير المسؤول الاسرائيلي.

ويرى المراقبون ان هذه القناعة الاسرائيلية بتشدد الموقف من الفلسطينيين، قد تجر في اعقابها موقفا متشددا اكثر في اسرائيل، اذ ان الحكومة الاسرائيلية كانت قد رفضت تعيين احمد قريع (ابو العلاء) رئيسا للحكومة الفلسطينية القادمة، ثم بضغط من الولايات المتحدة تراجعت، وقالت انها ستحدد موقفها منه حسب سياسته وممارساته، لكنها اليوم تجد في الموقف الاميركي تشجيعا لها كي تعود الى موقفها السابق او قريبا منه.

وعلم انه الى جانب التنسيق الاسرائيلي مع الولايات المتحدة في المواقف ازاء مختلف قضايا النزاع مع الفلسطينيين، فان اسرائيل تعمل حثيثا على اطلاق حملة جديدة ضد الرئيس عرفات تهدف الى التشكيك فيه من شعبه واجهاض حملة التضامن الوطنية معه التي تنامت في الاسبوعين الاخيرين. وفي اطار هذه الحملة ينوون اتهامه بالتصرف بمئات ملايين الدولارات لحساب المقربين منه. كما ينوون نشر قصص عن تصرفات شخصية يزعمون وجودها للمساس بسمعته.

وكان وفد يضم مدير مكتب شارون، دوف فايسغلاس، ومدير وزارة الدفاع، عاموس يارون، قد وصل الى واشنطن امس للقاء كوندوليزا رايس مستشارة الرئيس الاميركي جورج بوش لشؤون الأمن القومي، وغيرها من المسؤولين في البيت الأبيض، لتنسيق المواقف وليس فقط حول مسار الجدار الفاصل. كما وصل الى نيويورك وزير الخارجية الاسرائيلي، سلفان شالوم، للمشاركة في دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة، وسيلتقي مع نظيره الاميركي كولن باول، لمواصلة التنسيق وليشكره على الفيتو في مجلس الأمن الدولي عند بحث المشروع العربي ضد طرد عرفات.

وقال ناطق بلسان شالوم انه سيلتقي على هامش اجتماعات الجمعية العامة مع كل من الامين العام للأمم المتحدة كوفي انان، ورئيس الحكومة الايطالية سيلفيو بيرلسكوني، و30 وزير خارجية بينهم وزراء خارجية الاردن وتونس والمغرب وقطر وربما مصر ايضا.

وسيشارك شالوم ايضا في ندوة دولية في موضوع مكافحة الارهاب بادر اليها رئيس حكومة النرويج، جنبا الى جنب مع الرئيس الفرنسي والمستشار الالماني ورئيسي باكستان وافغانستان.