بوتين: عرفات أضاع فرصة تاريخية لحل القضية الفلسطينية.. لكننا ضد إبعاده

TT

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان القضية الفلسطينية كانت على وشك ان تجد لها مخرجا خلال فترة رئاسة ايهود باراك للحكومة الاسرائيلية، مشيرا في تصريحات للصحافيين عشية قمته مع الرئيس الاميركي جورج بوش، ان عرفات اضاع تلك الفرصة التاريخية برفضه عروض باراك.

لكن بوتين سارع ليقول ان ذلك لا يعني تجاهل دور عرفات في فلسطين وفي العالم العربي. وضاف ان محاولات عزله هي التي افضت الى استقالة حكومة محمود عباس. ووصف محاولات عزله بانها «خطأ لن يساهم في تحقيق التسوية». اما السبيل الى تحقيق تسوية للقضية الفلسطينية «يتلخص في ضرورة ان يبذل الجانب الفلسطينى كل ما في وسعه من اجل وقف الاعمال الارهابية وعلى الجانب الاسرائيلي مواصلة مكافحة الارهاب» وتستهدف تصريحات بوتين هذه بالدرجة الاولى اعداد المناخ الاعلامي المناسب قبيل لقائه الرئيس بوش، وتحديد الكثير من ملامح مواقف بلاده تجاه العديد من القضايا الداخلية والخارجية.

على ان ما يلفت الانظار في هذه التصريحات ما تناقلته وكالات الانباء حول عودة الرئيس بوتين عما سبق واعلنه حول استعداد بلاده لارسال قوات الى العراق وان لم يشر الى ذلك صراحة مكتفيا بالقول ان بلاده لا تبحث هذه المسألة وان موقف روسيا بهذا الشأن معروف. وكان بوتين سبق واشار خلال زيارته الاخيرة لايطاليا الى هذا الموقف وان ربط ذلك بصدور قرار عن الأمم المتحدة بهذا الشأن.

وقد بدا حرص بوتين واضحا على تعليق القضية العراقية على الأمم المتحدة في اشارة لا تخلو من مغزى قائلا: «ان التسويف في هذه المسألة امر يتسم بعدم المسؤولية ولا يمكن السماح به»، فيما اكد على ان الأمم المتحدة مدعوة الى الاضطلاع بمهامها العملية وليس الشكلية تجاه اعادة اعمار العراق». وقال ان «قرار الأمم المتحدة بهذا الشأن يجب ان ينص صراحة على تحديد وضعية القوات والفترة اللازمة لبقائها والشروط الخاصة باقراره الى جانب ضرورة مراعاة مصالح الاطراف المعنية والشعب العراقي بالدرجة الاول». وقال صراحة: «ان موسكو ستلتزم بتنفيذ قرار مجلس الامن اذا كان سيراعي رأي روسيا ومصالحها». وقال بوتين ايضا ان العملية سوف تحقق التقدم السريع اذا توصل الجميع الى قرار يحظى بتأييد الاطراف المعنية والدول العربية ويفضي الى تزايد الثقة في العراق تجاه الهيئات التي يجري تشكيلها هناك.

وكان بوتين قد لمح ايضا الى القضايا التي يتوقع الكثيرون ان يتضمنها جدول اعمال القمة المرتقبة ومنها مسألة اسقاط بعض الديون السوفياتية المستحقة على روسيا في نفس الوقت الذي يظل الغموض فيه يكتنف مستقبل الديون الروسية المستحقة على العراق والتي تقول بعض التقديرات انها تبلغ ثمانية مليارات دولار. وفي اطار تناول المسائل المتوقع ان يضمها جدول اعمال القمة الروسية ـ الاميركية المرتقبة، توقف بوتين اكثر عند نقاط الالتقاء مع واشنطن وفي مقدمتها التعاون في مجال مكافحة الارهاب الدولي. وكان بوتين اشار الى قضية دعم المقاتلين الشيشان متهما في ذلك دولة قطر التي تؤوي سليم خان يندربييف الرئيس الشيشاني السابق الذي قال ان لديه «معلومات مؤكدة تقول انه يواصل اتصالاته مع الارهابيين في افغانستان الى جانب ممثلي المعارضة الشيشانية بل ومع شخصيات رسمية في الادارة الاميركية».