حملة فلسطينية ضد المتعاونين مع قوات الاحتلال عقب سلسلة عمليات التصفية ضد كوادر المقاومة

TT

اعتقلت الاجهزة الامنية الفلسطينية عددا من المتعاونين من الفلسطينيين مع المخابرات الاسرائيلية في اعقاب سلسلة عمليات التصفية المتعاقبة التي قامت بها قوات الاحتلال ضد نشطاء المقاومة في الآونة الاخيرة.

وكان من بين المعتقلين فريد الطالب الجامعي ابن مخيم الشاطئ المتاخم لمدينة غزة. الذي اعترف بانه مرتبط بجهاز المخابرات الاسرائيلية وانه مكلف بمراقبة تحركات نشطاء حركة «حماس» في المدينة والمخيم. وتبين من خلال التحقيقات التي اجريت مع عشرات العملاء مؤخرا انه على الرغم من انسحاب اسرائيل من مدن ومخيمات قطاع غزة، الا ان المخابرات الاسرائيلية واصلت تجنيد الفلسطينيين للعمل لصالحها. ومنحت سيطرة اسرائيل على المعابر الحدودية وتحكمها في حركة العمال من الاراضي الفلسطينية الى اسرائيل، ضباط المخابرات الاسرائيلية هامش مناورة كبيرا في محاولاتهم دفع الفلسطينيين للتعامل مع سلطات الاحتلال. واغلب الذين سقطوا في حبائل المخابرات الاسرائيلية كانوا مع الشبان الذين ارادوا استخدام معبر ايرز في التوجه للعمل في اسرائيل او الضفة الغربية. كما ان نسبة كبيرة من الذين تم القاء القبض عليهم بتهمة التعامل مع اسرائيل كانوا بالذات من المنتسبين لاجهزة الامن الفلسطينية من الذين توجهوا من قطاع غزة للضفة الغربية، اثناء مرورهم بالمعبر الحدودي في «ايرز»، حيث كان ضباط المخابرات الاسرائيلية لهم بالمرصاد.

وأكد معظم الذين حقق معهم ان ضباط المخابرات الاسرائيلية يوظفون الجنس في اسقاط الشبان الفلسطينيين واجبارهم للتعامل معهم. احدهم، وهو جندي في الامن الوطني يبلغ من العمر ثمانية عشر عاما، يقول انه تقدم قبل عامين في معبر «ايرز» بطلب للحصول على تصريح للذهاب للضفة الغربية للالتحاق بعمله هناك في احد مواقع الامن، احد جنود الاحتلال اخذه الى احد المكاتب، حيث كان هناك ضابط مخابرات اسرائيلي، عرض عليه التعامل مع المخابرات الاسرائيلية مقابل منحه التصريح، تمنع الشاب، فما كان من ضابط المخابرات الا ان تركه وخرج من المكتب، وبعد دقائق دخلت المكتب شابة يهودية قامت بمداعبته جنسيا، وبعد ذلك انصرفت، في هذه الاثناء دخل ضابط المخابرات المكتب ثانية ومعه مجموعة من الصور، حيث كان يظهر فيها الشاب الفلسطيني والشابة اليهودية في وضع غير لائق، وعندها خيره بين ان يقوم بنشر الصورة وبين قبوله التعامل مع المخابرات الاسرائيلية، فما كان من الشاب الا ان قبل. واغلب العملاء سقطوا في حبائل المخابرات الاسرائيلية بنفس الطريقة. وعلى الرغم من نجاح المخابرات الاسرائيلية في اختراق فصائل المقاومة الفلسطينية بواسطة العملاء، الا ان ذلك لم يحبط عمليات المقاومة. في الآونة الاخيرة وتعالت الاصوات المنادية للقصاص من العملاء، وهددت «كتائب عز الدين القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، و«كتائب شهداء الاقصى»، الجناح العسكري لحركة «فتح» بانه في حال لم تقم السلطة الفلسطينية بمحاربة العملاء فانهما سيقومان بهذا الدور. وعقب هذا التهديد، قامت الاجهزة الامنية الفلسطينية باعتقالات في صفوف من تشتبه بأنهم عملاء.