كرزاي يبدأ جولة لكسب الدعم المالي وواشنطن تنفي مقتل مدنيين على يدها

TT

يسعى الرئيس الافغاني حامد كرزاي للحصول على دعم في مجالات الامن واعادة الاعمار خلال جولة خارجية في بعض الدول الحليفة بدأها امس بعد ساعات من الاعلان عن اصلاحات في وزارة الدفاع.

وتوجه كرزاي الى الولايات المتحدة حيث سيتحدث امام اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة ويجتمع بالرئيس جورج بوش والمستشار الالماني غيرهارد شرودر والرئيس الباكستاني برويز مشرف. ويزور الرئيس الافغاني بعد ذلك كندا وبريطانيا الحليفتين الوثيقتين لحكومته المؤقتة.

وكان كرزاي قد اعلن اول من امس اصلاحات مؤجلة منذ وقت طويل في وزارة الدفاع لتمهيد الطريق امام خطة طموحة تدعمها الامم المتحدة لنزع اسلحة زعماء الحرب واجراء انتخابات وتطوير الجيش الوطني الذي لا يزال محدود العدد والعتاد.

وكانت الدول الرئيسية المانحة للمساعدات لافغانستان وكذلك الامم المتحدة تدعو لتطبيق هذه الاصلاحات منذ شهور. وقالت الحكومة ان اعادة هيكلة وزارة الدفاع، التي يسيطر عليها التاجيك، تهدف الى توسيع قاعدة التمثيل فيها من الناحية العرقية وزيادة كفاءتها.

لكن تعيين 22 شخصية جديدة لم ينجح في احداث تغيير جوهري. وكان مرسوم وقعه كرزاي قد اعطى البشتون ـ اكبر اعراق افغانستان ـ نصيب الأسد في الوزارة، ولكن السيطرة ظلت في يد وزير الدفاع التاجيكي القوي محمد قاسم فهيم بينما انتقل التاجيكي بسم الله خان من منصب نائب الوزير الى منصب رئيس الاركان.

وقال المتحدث باسم الحكومة، جويد الدين، ان كرزاي يعتزم الان تنفيذ خطة لنزع اسلحة نحو 100 ألف من مقاتلي الفصائل بحلول منتصف اكتوبر (تشرين الاول) المقبل. واضاف ان كرزاي سيركز في جولته على اهمية التأييد الدولي المستمر للاسراع في اعادة الاعمار ودعم الامن بينما يسعى جاهدا لاحتواء مقاتلي طالبان ويستعد للانتخابات المقررة في يونيو (حزيران) المقبل.

وبينما غادر كرزاي كابل يبحث مسؤولون افغان مع المانحين في دبي تقديم مساعدات لافغانستان بعد ان اعلنت واشنطن رغبتها في ان تقدم الدول الاخرى مليار دولار اضافية على الاقل من المساعدات التي تعهدت بها. وقال جويد الدين ان كرزاي سيبحث سبل تعزيز الامن في المناطق الريفية ومن بينها امكان توسيع نطاق عمل قوات حفظ السلام التي يقودها حلف شمال الاطلسي الى مناطق خارج كابل ونشر فرق مدنية وعسكرية اقليمية اضافية لاعادة الاعمار.

يذكر ان الناتو اتخذ خطوة اولية نحو توسيع نطاق نفوذه لحفظ السلام الى مناطق خارج العاصمة يقوض فيها امراء الحرب القبليون الامن والتنمية. وقالت مصادر في الحلف انه وافق على طلب المشورة من خبراء عسكريين بشأن كيفية توسيع القوة الدولية للمساعدة الامنية «ايساف» التي يبلغ قوامها 5500 جندي.

وتساند ايساف جهود السلطة الافغانية لاحلال الامن في كابل منذ ان اطاحت الولايات المتحدة بحكومة طالبان وحلفائها من تنظيم القاعدة في اعقاب الهجمات التي شنت على نيويورك وواشنطن في 11 سبتمبر (ايلول) 2001. ويذكر ان الحلف تولى الشهر الماضي قيادة القوات في افغانستان وهي المرة الاولى التي ينشر فيها قوات خارج اوروبا واميركا منذ انشائه قبل 54 عاما.

على صعيد آخر اكد الجيش الاميركي مقتل اثنين من قادة حركة طالبان وقال انه «واثق بدرجة كبيرة» من ان «مقاتلين» من طالبان فقط هم الذين لقوا حتفهم خلال غارة اودت بحياة احد القائدين يوم الاربعاء الماضي. ويأتي هذا ردا على مسؤولين افغان قالوا اول من امس ان ثمانية على الاقل من البدو الافغان من بينهم امرأة واطفال قتلوا في الغارة الاميركية. وهي الغارة التي اسفرت عن مقتل اثنين من مقاتلي طالبان احدهما القائد محمد جول نيازي في اقليم زابل الجنوبي. واضافوا ان قنبلة سقطت على خيمتهم وان من المعروف ان مقاتلين من طالبان لجأوا من قبل الى اسر من البدو في المنطقة.

وقال الجيش الاميركي يوم الخميس ان الهجمات الجوية التي شنتها القوات المتحالفة قتلت 11 من مقاتلي طالبان خلال الايام الثلاثة السابقة في زابل واقليم قندهار المجاور.

وذكر بيان للجيش الاميركي امس: «يمكن للتحالف ان يؤكد الان مقتل القائدين الملا عبد الرحيم ومحمد جول نيازي خلال اشتباكات عملية «جبل الافعى» الاخيرة». واضاف: «نحن واثقون بدرجة كبيرة ـ استنادا للمعلومات الموثوق بها والمتاحة حاليا ـ من انه لم يقتل او يصب خلال اشتباكات يوم الاربعاء الا مقاتلون مناوئون للتحالف».