انفجار قنبلة جديدة في كشمير يفشل في تبديد التفاؤل بالسلام

TT

قتل اربعة اشخاص واصيب 28 بجراح في كشمير امس في انفجار قنبلة، قالت مصادر الشرطة ان «المتمردين المسلمين هم الذين زرعوها». وخبئت القنبلة داخل جهاز تلفزيوني وضع امام محل لبيع الكحول في مدينة راجوري على بعد 150 كيلومترا شمال غرب جامو العاصمة الشتوية للولاية.

وقال مسؤول في الشرطة ان «اشخاصا تجمعوا لمشاهدة الجهاز فانفجر امامهم مما ادى الى مقتل شخصين على الفور». وافاد اطباء في مستشفى راجوري ان اربعة اشخاص قتلوا واصيب اربعة بجراح حالتهم خطرة. ويذكر ان حدة العنف تصاعدت في الاقليم منذ 30 اغسطس (آب) بعد اربعة اشهر من الهدوء النسبي. وتشهد المنطقة حرب عصابات اسلامية ضد الحكم الهندي منذ 14 عاما قتل فيها 28 ألف شخص حسب الاحصاءات الرسمية، الا ان المتمردين يقولون ان الرقم يتراوح ما بين 80 ألفا و100 ألف.

ويطالب سكان كشمير ـ وهي الولاية الهندية الوحيدة ذات الاغلبية المسلمة ـ اما بالاستقلال او الانضمام لباكستان. وتلوم نيودلهي اسلام اباد في السماح للمتشددين ممن يعيشون في باكستان بالعبور الى كشمير لاذكاء العنف، وترفض الحديث مع دولة تقول انها «تدعم الارهاب» بينما تقول باكستان ان رفض الهند تقديم أي تنازلات يصعب عليها سحق الجماعات المتشددة.

وهكذا يمكن القول ان عملية السلام بين الهند وباكستان تتعثر، لكن محللين يقولون إنه من المبكر القول انها لفظت أنفاسها بالرغم من تجدد العنف في كشمير. ويقول المحللون ان قمة اقليمية في جنوب آسيا تستضيفها اسلام اباد في يناير (كانون الثاني) وتتزامن مع هدنة الشتاء التقليدية في كشمير ماتزال توفر فرصة للدولتين النوويتين لانعاش عملية السلام.

ويقول سانديب واسليكار، من المركز الدولي لمبادرات السلام في بومباي: «عملية السلام تترنح بالتأكيد، لكنني لا أستطيع ان أخلص الى انها انتهت، ذلك ان رئيس الوزراء الهندي اتال بيهاري فاجبايي كان ملتزما بالتحرك قدما في عملية السلام وبالتالي يمكنه الفوز بمكانة تاريخية».

وكان فاجبايي، 78 عاما، قد قال في مايو (ايار): «سأبذل محاولة اخيرة من اجل السلام في حياتي»، وهو ما يفهم على انه اخر محاولة قبل الانتخابات العامة التي ستجرى في الهند العام المقبل.

واقتربت الهند وباكستان من الحرب العام الماضي وتبادلتا طرد السفراء بينما كان يفترض ان يكون بداية لعملية سلام بطيئة تقود الى مباحثات قمة في النهاية، لكنهما تراجعتا وتبادلتا الاتهامات حول تجدد العنف في كشمير.

وفي علامة على مدى السوء الذي بلغته الامور قالت الهند الاسبوع الماضي انها لا ترحب بوزير الخارجية الباكستاني، خورشيد محمود قسوري، بعد ايام من اعلانه نيته زيارة الهند، ومع ذلك يقول برايان كلافلي المتخصص في الشؤون العسكرية في جنوب آسيا: «عملية السلام لم تمت لكنها تترنح ويبدو ان ما من احد يقدم لها يد العون على الاطلاق».

وعلى خلفية من التشكك المتبادل لاكثر من نصف قرن تلقى كل دولة ضمنا باللوم على الاخرى في تعثر عملية السلام. ويقول مسؤولون باكستانيون ان الهند تتحرك ببطء في البداية وتفتقد قوة الدفع الحاسمة المطلوبة للتخلص من المرارة التي خلفها الاقتراب من الحرب العام الماضي.

ويقول حامد جول رئيس المخابرات الباكستانية السابق: «المنطق هو اعطاء فرصة للجهود الدبلوماسية، والواقع هو ان الدبلوماسية لم تفلح لذا من الطبيعي بكل وضوح ان يبدأ المجاهدون في التصرف بأنفسهم». ويضيف: «هل يحتاجون مساعدة الحكومة الباكستانية من اجل الحصول على البنادق والقنابل اليدوية؟ بوسعهم شراؤها من السوق المفتوحة بأسعار رخيصة».