ترك الطالب صخر السميري مقاعد الدراسة الجامعية لهذا الفصل نظراً للأوضاع المادية الصعبة التي تعيشها أسرته نتيجة للممارسات الإسرائيلية التعسفية. ويعمل السميري بائع خضار متجولا في أسواق قطاع غزة، من أجل إعالة أسرته بعد ان جرفت قوات الاحتلال الاسرائيلي الأرض الزراعية التي كان يعتاش منها هو وأفراد عائلته الاثنا عشر، واقتلعت كل ما فيها من أشجار حمضيات ولوزيات وزرعت مكانها نقاطا عسكرية حلت بدلاً من الكروم.
ونقلت وكالة الانباء الفلسطينية (وفا) عن السميري قوله إنه لم يجد مصدر رزق لهم بعد تجريف أرضهم التي كانت تعود بالدخل عليهم والمساعدة في توفير التكاليف الجامعية. وأجبر السميري على تأجيل الدراسة في الجامعة هذا العام والعمل كبائع خضار متجول حتى يستطيع أن يوفر لقمة العيش لاخوته وحتى لا يكلف والده الذي لم يجد فرصة عمل منذ أربعة أعوام ماضية ما لا يطيق.
وقال والد السميري ان تركة أجداده التي كان يعتاش منها والتي أصبحت أطلالاً، ضاعت. وتابع القول «احتلوا اراضي وأول شيء فعلوه هو وضع النقاط والأبراج العسكرية، بعد أن اقتلعوا أشجار الزيتون التي هي أشجار سلام في عرفنا، رغم ذلك اقتلعوها رغم أنهم يدعون الى السلام».
وكشفت الحاجة فايزة والدة السميري انها باعت مصاغها لكي تستطيع توفير بعض المصاريف المدرسية لاولادها لهذا العام. لكنها عجزت عن توفير شيء لابنها الأكبر، وأصبحت لا تملك سوى دموع لا تجف من عيناها، كلما رأت ولدها ذاهب في ساعات مبكرة إلى السوق بدلاً من أن كان يذهب إلى الجامعة.
وتقول نتائج مسح القوى العاملة في الأراضي الفلسطينية التي وزعها الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في سبتمبر (ايلول) الماضي، إن نسبة الإعالة الاقتصادية في الأراضي الفلسطينية ارتفعت من 4.8% في الربع الثالث من عام 2000 إلى 6.5% في الربع الثاني من عام 2003 أي بمعدل ارتفاع 34.5% في الربع الثالث 2000 والربع الثاني 2003، حيث ارتفعت من 4.3% إلى 5.4% في الضفة الغربية بمعدل ارتفاع 25.6% وارتفعت كذلك في قطاع غزة من 6.0% إلى 7.4% بمعدل ارتفاع 23.3% بينما بلغت النسبة في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة 6.6% و7.5% في الربع الأول على التوالي.
كما ارتفعت نسبة المستخدمين الذين تقل أجورهم الشهرية عن خط الفقر من 43.5% في الربع الثالث 2000 إلى 59.9% في الربع الثاني 2003، بمعدل ارتفاع مقداره 37.7%.
ووفق نتائج ذات المسح، انخفض عدد العاطلين من 336 ألف شخص في الربع الأول إلى 302 ألف في الربع الثاني 2003، في حين كان 170 ألف شخص في الربع الثالث 2000، وهذا يشكل ما نسبته 37.9% من قوة العمل في الربع الثاني 2003 وفقاً للتعريف الموسع للبطالة.
وأشارت النتائج إلى أن نسبة البطالة في الضفة الغربية انخفضت من 31.3% في الربع الأول 2003 إلى 22.4% في الربع الثاني 2003، في حين لم يحصل تغير يذكر في معدل البطالة في قطاع غزة، حيث انخفضت من 28.5% في الربع الأول 2003 إلى 28.4% في الربع الثاني من نفس العام.