كبار الكتاب والشعراء الإسرائيليين يبادرون بجمع تواقيع تأييد للطيارين المتمردين

TT

مع التصعيد الشديد للضغوط العسكرية الحكومية على الطيارين الإسرائيليين المتمردين، خرج كبار الأدباء اليهود، أمس، في حملة تضامن شعبية لمناصرتهم ورفع معنوياتهم ومجابهة الضغوط الهادفة إلى كسر نضالهم ضد الغارات الجوية على المدنيين الفلسطينيين.فقد بادر هؤلاء الكتاب، وفي مقدمتهم يزهار سميلانسكي وعاموس كينان ودافيد غروسمن والشاعران نتان زاخ ويتسحاق ليؤر، إلى جمع تواقيع على عريضة موجهة إلى الرأي العام تشيد فيها بمعركة الطيارين. وتقول إنها «أنقذت شرف إسرائيل، وأظهرت أنها لا تسير كالقطيع وراء السياسة الدموية للحكومة».

وكان قائد سلاح الجو الإسرائيلي، الجنرال دار حالوتس، قد أعرب عن تفاؤله من إمكانية كسر نضال الطيارين قريبا ـ «فالرد الجماهيري الحاد ضد خطوتهم والموقف الرائع الذي اتخذه جنود وضباط سلاح الجو، كفيلان بفرض التراجع على كل مقاتل مخلص منهم»، كما قال.

يذكر أن 27 ضابط طيران من كبار المقاتلين وجهوا رسالة إلى قادة الجيش، في الأسبوع الماضي، يعلنون فيها رفضهم للغارات الإسرائيلية الجوية والاغتيالات لأنها توقع ضحايا كثيرين، في صفوف المدنيين الأبرياء من الفلسطينيين، ويؤكدون رفضهم تنفيذ أوامر بهذا الشأن كونها غير قانونية وغير أخلاقية. وأحدثت رسالتهم ضجة كبرى في المجتمع الإسرائيلي. وخرجت قيادة الجيش ورئيس الحكومة، آرييل شارون، ووزير الدفاع، شاؤول موفاز، ومعظم القادة السياسيين يهاجمون هذه الخطوة، واعتبرها بعضهم خيانة.

وأصدر قائد سلاح الجو في حينها أمرا فوريا بتجميد نشاطهم العسكري ومنحهم مهلة أسبوع للتراجع، وإلا فإنه سيقدمهم إلى المحاكمة العسكرية ويرسلهم إلى السجن. ثم كلف مرؤوسيه بممارسة الضغوط الشخصية على كل فرد منهم بهدف إقناعهم بالتراجع.

ونجحت هذه الضغوط في ثني أربعة طيارين وسحبهم تواقيعهم، لكن ثلاثة غيرهم انضموا إلى العريضة. وخرج الضابط صاحب أعلى رتبة بينهم، العميد سيكتور، بتصريحات أشتمت منها رائحة التأثر من الهجوم الكاسح عليهم.

فقال: «أنا لست متمردا، ولا أؤمن بالتمرد، والرسالة التي وقعت عليها منصوصة بشكل سيئ، وكان علي أن أراجعها بمزيد من التعمق، فهي تحتوي على كلمات يبدو منها أننا نطعن في سلاح الجو برمته، وليس فقط بالأوامر غير الأخلاقية. لهذا أصرح بأنني أسحب توقيعي، لكنني أوضح أنني لست مؤيدا بالكامل للرسالة. وأقول إنني لست ضد الاغتيالات، لكنني أطلب أن تكون اغتيالات نظيفة، تمس فقط الإرهابيين ولا تصيب المدنيين».

لكن في المقابل، هناك حملة تضامن أيضا مع الطيارين. وكان أبرزها، أمس، حملة التواقيع من كبار الأدباء والمثقفين، التي خططوا تجنيد المئات لها. وهي رسالة تأييد جلية يؤكدون فيها وقوفهم مع الطيارين وضد سياسة كم الأفواه الحكومية ضدهم.

ومن المتوقع أن تقام مظاهرة، اليوم، في القدس لرفع شأن عملية السلام، يتوقع أن ترتفع فيها أيضا شعارات التأييد للطيارين، وغدا ستقام مظاهرة أمام بيت رئيس الوزراء، ارييل شارون، في القبة، لمطالبته بإجراء حساب نفسي على الأكاذيب والأضاليل التي خدع بها الجمهور الإسرائيلي وعلى الجرائم التي ارتكبها وأدى إلى قتل ألوف الإسرائيليين والفلسطينيين هباء.

ويلاحظ أن رسالة الطيارين تمكنت من إعادة معسكر السلام الإسرائيلي إلى الشارع، ليس بالكمية والمستوى المطلوبين، لكنها من دون شك بداية لها أهميتها في المعركة ضد سياسة الحكومة الإسرائيلية وممارساتها العدوانية.