وصف مصدر اعلامي سوري ما قاله الصحافي السوري المعارض نزار نيوف الموجود في باريس عن تعرفه الى معتقلين لبنانيين في السجون السورية اثناء وجوده قيد الاعتقال على مدى عشرة اعوام من عام 1992 الى عام 2001 وتسليمه البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير لائحة باسماء هؤلاء المعتقلين بـ«الاوهام التي صورت له وجود معتقلين لبنانيين».
واكد المصدر لـ«الشرق الأوسط» ان السلطات السورية كانت قد سلمت السلطات اللبنانية قبل عامين جميع السجناء السياسيين اللبنانيين لديها، فيما ابقت الموقوفين الصادرة بحقهم احكام جنائية والذين لا يتجاوز عددهم التسعين موقوفا.
ورد المصدر على ما ورد في بيان صادر عن النواب اللبنانيين فارس سعيد وبيار الجميل ومنصور غانم البون اول من امس والذين استندو فيه الى اقوال نيوف ليطالبوا الحكومة اللبنانيية بالتحرك لكشف مصير المعتقلين اللبنانيين في سورية، فقال: «ان ادعاء بعض النواب اللبنانيين بين الحين والآخر بوجود منفيين او معتقلين في سورية لا يعبر عن نوايا حسنة ويندرج في اطار مخطط تعكير العلاقات اللبنانية ـ السورية وتعليق كل مفرزات الحرب الاهلية اللبنانية التي اوقفتها سورية على المشجاب السوري».
من جهة اخرى، تابعت دمشق المواقف التي صدرت اخيرا عن كل من البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير ووزير الخارجية الفرنسي دومينين دو فيلبان المطالبة باحترام الدستور اللبناني ومعارضة تعديله للتمديد او التجديد للرئيس اللبناني اميل لحود. وان كان صفير ترك الباب مفتوحا لحصول مثل هذا التعديل لـ«الحالات الضرورية الاستثنائية» على حد قوله.
وفيما بدا ان المسؤولين السوريين يؤثرون عدم التعليق في الوقت الحاضر على هذا الموضوع، الذي يعتبرونه شأنا لبنانيا بحتا، علمت «الشرق الأوسط» من اوساط سورية متابعة ان الاجواء في العاصمة السورية تشير الى انه من المبكر الحديث عن انتخابات رئاسة الجمهورية في لبنان بما في ذلك التجديد او التمديد للرئيس لحود، خصوصا في ظل الاوضاع المضطربة التي تشهدها المنطقة. خصوصا انه لا يزال يفصل عن موعد الانتخابات الرئاسية في لبنان اكثر من سنة.
وكان ثلاثة نواب لبنانيين قد استندوا الى الوثيقة التي ابرزها الصحافي السوري المعارض نزار نيوف خلال مشاركته في الحوار الصحافي الذي اجري مع البطريرك الماروني نصر الله صفير في باريس اول من امس والتي تشير الى وجود سجناء لبنانيين في سورية والى حيازته اسماء 33 سجينا لبنانيا تعرف اليهم اثناء وجوده في السجن في سورية من بينهم بطرس خوند (عضو المجلس السياسي في حزب الكتائب)، فاصدروا بيانا طالبوا فيه الحكومة اللبنانية بـ«الاسراع في نشر تقرير اللجنة الوزارية التي تشكلت برئاسة الوزير السابق فؤاد السعد لمعالجة ملف المفقودين والمعتقلين اللبنانيين والمخفيين قسرا في سورية» معلنين احتفاظهم «بحق مناقشته وبحق طلب التحقيق النيابي». فيما اكد رئيس حزب «الكتائب» وزير التنمية الادارية كريم بقرادوني ان ما ورد في شهادة نيوف بشأن بطرس خوند غير صحيح على الاطلاق.