«بدائل» المغربية تنتقد هشاشة الغالبية الحكومية وتصف التحالفات الانتخابية لأحزابها بأنها «شاذة»

TT

وجه المشاركون في ندوة جمعية «بدائل» المغربية حول الانتخابات البلدية الاخيرة انتقادات لاذعة للأحزاب السياسية حول سلوكاتها وتحالفاتها خلالها.

وبينما طالب عدد من المتدخلين محاسبة الأحزاب، دعا رئيس الجمعية، إدريس بنعلي، الأحزاب المغربية إلى إعادة النظر في أساليب عملها ومراجعة مقارباتها للواقع المغربي خصوصا بعد أحداث 16 مايو (ايار) الماضي في الدار البيضاء.

ووصف بنعلى التحالفات الحزبية خلال الانتخابات الأخيرة بأنها «شاذة ومخالفة للطبيعة»، كما وصف سلوك الأحزاب الكبرى في هذه الانتخابات بأنه «انتحاري». وقال إن الأحزاب انتهجت خلال هذه الانتخابات، التي اتسمت بحملة انتخابية باهتة وتشابه الخطابات السياسية، اسلوب التآمر والمناورة بدل الاستراتيجية وصراع الزعامات بدل صراع التيارات، مما أدى إلى مزيد من الغموض والابهام بدل الشفافية في اللعبة السياسية.

من جهته، قال محمد بن الطالب عضو المكتب التنفيذي لحزب التجمع الوطني للأحرار إنه لا يكفي إلقاء اللوم على الأحزاب ولكن يجب النظر إلى الأسباب التي أوصلتها إلى هذه الحالة.

وسرد بن الطالب سلسلة من الأحداث مند قيام حكومة التناوب عام 1998 حتى الانتخابات التشريعية الماضية وتعيين وزير أول مستقل. وقال «كان حريا بالأحزاب السياسية عندما طرق بابها وزير أول مستقل من أجل المشاركة في حكومته أن تجيبه: على الرحب والسعة ولكن هل ستطبق برنامجنا؟ لكن بدل ذلك وقفنا كلنا في الطابور، وكان ممكنا أن تتشكل الغالبية من جميع الأحزاب السياسية». وأضاف بن الطالب أنه حتى الأحزاب التي لم تحصل على حقائب وزارية تم تعويضها بمناصب أخرى مما أضعف المعارضة وجعلها باهته، ثم جاءت أحداث 11 مايو في الدار البيضاء لتقتل ما تبقى من المعارضة.

وبشأن موضوع التحالفات، قال بن الطالب إن حزب التجمع الوطني للأحرار يعيش وضعية خاصة داخل الغالبية، واوضح قائلا «إننا حين نكون في اجتماع للغالبية يبدأ الحديث عن الكتلة الديمقراطية في إشارة إلى أن الأمر لا يعني التجمع الوطني للأحرار لكونه خارج الكتلة».

أما خالد الناصري عضو الديوان السياسي في حزب التقدم والاشتراكية فانطلق من كون المغرب يمر بما سماه «وضعية إنتقالية غير مكتملة من اللاديمقراطية نحو الديمقراطية» في ظل واقع اجتماعي وسياسي ومؤسساتي وحزبي يتسم بغياب النضج، ليخلص الى القول إن الخريطة السايسية التي أفرزتها الانتخابات الأخيرة هي مرآة للواقع السياسي المغربي، ووصفها بأنها من الفتوحات السياسية الكبرى في المغرب، الذي استطاع طي صفحة 40 سنة من تزوير الانتخابات، واعطاء الكلمة للشعب، لكن السؤال يبقى، يضيف الناصري، هو هل أخذ هذا الشعب الكلمة، مشيرا إلى أن نسبة المشاركة لم تتجاوز 50%.

واعتبر الناصري أن الانتخابات الأخيرة لم تكن كارثة في حد ذاتها ولكن توظيفها من طرف النخب والأحزاب كان بئيسا، وقد تشكل ردة إلى الوراء، مشيرا إلى السلوكات اللاأخلاقية للطبقة السياسية وتحالفاتها البهلوانية على حد تعبيره. وعزا الناصري ذلك إلى انفتاح الأحزاب بشكل عشوائي. وقال إن من أبرز الانتقادات التي كانت توجه للأحزاب السياسية في الماضي هي أنها «منغلقة» على ذاتها، غير أنها الآن انفتحت ولكن على مجتمع مريض فانتقلت إليها كل عيوبه. ودعا الناصري الأحزاب المغربية إلى إعادة الاعتبار للأخلاق في العمل السياسي، والعمل على مصالحة الموطنين مع السياسة.