مواقع أصولية تنشر تمرينات رياضية لنساء «القاعدة» وبعضها يدعو عناصر التنظيم من الشباب للتقليل من وجبات الكبسة

TT

في ظاهرة لافتة بدأ عدد من المواقع الاصولية، وبعضها محسوب على تنظيم «القاعدة»، بث برامج تمرينات مخصصة للمنتسبات للتنظيم. وتحتوي هذه المواقع على برنامج مفصل للتدريب البدني بعضها مزود برسوم.

وحثت هذه المواقع الاصولية «النساء المجاهدات» على التدريب والحرص على الاهتمام باللياقة والتمارين البدنية في المنزل «مع الحرص الكامل على السرية وعدم افشاء معلومات عن توجهاتهن الفكرية لأي احد حتى لأقرب الناس وبالذات الازواج والعمل على المساعدة في تجنيد الاخريات».

ووضع احد هذه المواقع جداول تدريبات لياقة «للمجاهدات»، على حد قول الموقع، وهي جداول صارمة تستمر طوال الاسبوع تبدأ بـ«التخسيس» والجري لعشر دقائق. واذا لم يكن هناك مكان للجري فقد نصح الموقع المتدربات بالقفز على الحبل لمدة خمس دقائق، بعد ذلك تبدأ عمليات تمارين الشد من البطن على الارض ورفع اليدين والقدمين، وتزداد التمارين في كل مرة.

وشرح الموقع التمارين بالصورة عبر رسم مبسط يوضح اداء التمارين، ولم يستعن كاتب التدريبات الذي رمز لنفسه باسم «يوسف تاشفين» بالصور التوضيحية التي قد تكون موجودة في كتب متداولة في السوق تدعو الى التدريب والحفاظ على اللياقة والوزن. بل ان الموقع أخفى منطقة الرأس في رسوم التدريب.

كما وضع الموقع مع الجداول الاسبوعية للتمارين «دروسا فكرية وعملية» تطلع عليها المتدربات كل اسبوع. كما اشارت امرأة رمز اليها باسم «أم أسامة» الى ان التدريبات تزداد مرة عن الاخرى وذلك حسب الخطة المجدولة، حيث وضعت في جدول الاسبوع الاول تمارين لياقة وتعويد الجسم على التمرينات.وفي الاسبوع الثاني وضع جدول تمريني ترافقه قراءة احاديث ودروس في التمريض، كما يرشح كاتب او كاتبة الموضوع على الموقع ان يكون الكتاب المقترح للقراءة «عن الدفاع عن اراضي المسلمين».

وفي الاسبوع الثالث تستمر التمارين «مع تغيير الغذاء الروحي» عبر كتاب جيد يتحدث «عن الجهاد وآدابه».

وتتركز الكتب المرشحة للقراء مع التدريبات الاسبوعية على غرس افكار متطرفة، تتركز على مؤلفات لبعض المتطرفين التي تشكل مرجعا مهما من مراجع خلايا الارهاب والتطرف والتي تدعو دائما الى نشر الفرقة والشقاق بين ابناء البلد الواحد من منطلقات غير سلمية.وقد اثار نشر جداول التدريبات جدلا خصوصا ان الكثير من المتطرفين يعارضون برامج التربية الرياضية للفتيات في المدارس، بينما يبررون هذه التمرينات لمنسوبات «القاعدة» والمنخرطات في فكر التطرف.

من جهته قال الدكتور هاني السباعي مدير مركز «المقريزي» للدراسات بلندن: «سمح الاسلام للمرأة ان تتدرب على استخدام السلاح سواء التقليدي القديم أو الحديث، لكنه لم يسمح لها بممارسة الرياضة البدنية العنيفة لانها تكون لها عضلات، وتبرزها كالرجل في التكوين، ومن ثم تفقد المرأة أنوثتها». ودلل المحامي المصري السباعي في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الأوسط» بالحديث الشريف «لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء، ولعن المتشبهات من النساء بالرجال». وهذا النص على حد قول السباعي هو سبب تحريم ممارسة الفتيات للرياضة البدنية العنيفة، حتى لو ارتدت الحجاب او النقاب، مشيرا الى ان «ممارسة الفتيات لبعض الرياضات العنيفة قد تفقدهن مواطن العفة وهو ضرر كبير على المرأة».

وقال عمر بكري زعيم «جماعة المهاجرون» الاصولية «ان المقصود هو التربية الجهادية» وليس «التربية البدنية». والهدف هو تربية المرأة المسلمة على مفاهيم مثل الولاء والبراء، أي انها تتعلم ان تحب في الله وتبغض في الله، وهذه المعاني يجب عليها ان تغرسها في نفوس أبنائها». واشار الى ان المطلوب ان تربي ابناءها على معاني وقيم الجهاد والتضحية في سبيل الله، بدفع اولادها لتلقي الاعداد البدني والعسكري». الى ذلك دعت مواقع اصولية اخرى عناصرها المتدربين والساعين «لتنفيذ مهمات» الى التقليل من ممارسة الجنس والكبسات والجري لمسافات طويلة، وذلك بهدف تجهيز هذه العناصر لعمليات ارهابية كما يبدو.

وقال موقع أصولي ان هذا البرنامج الاعدادي للمتدربين «يركز على الجري وقوة التحمل ويساعد هذه العناصر على التحرك السريع وهو (أي البرنامج) يحتاج إلى همة للوصول إلى جري حوالي عشرة كيلومترات في تمرين واحد».

وقال صاحب المقال الذي رمز لنفسه باسم «حكمتيار» ان هناك كتيبا باسم «زاد المجاهدين للمتدربين» سيتم نشره قريبا «للمتدربين».

ودعا الموقع المتدربين «الى النوم مبكرا وتقليل الاكل والتعود على الجوع وترك الشهوات وتقليل الجماع وممارسة الجنس، إذا كان العنصر متزوجا، كذلك ترك الاكل والمكبوس (الكبسة) لما في ذلك من مساعدة للمتدربين للوصول الى هدف البرنامج وهو الاستعداد المستمر».

وتشتكي حاليا الخلايا الارهابية من تناقص عناصرها التي تنضم اليها، وبالتالي اصبحت ترسل الكثير من الرسائل عبر الانترنت للوصول الى عناصر مستهدفة، ولكنها لا تصلها بالاتصال المباشر، بعد نجاح الاجهزة في ضبط وتفكيك العديد من الخلايا الارهابية واعتقال عناصرها.

وترى بعض الدوائر ان لجوء المواقع الاصولية الى نشر التمرينات الرياضية على مواقعها يهدف الى اغراء بعض الشباب لارتياد هذه المواقع بهدف التأثير عليه، كما ان اللجوء الى الانترنت لنشر التدريبات الرياضية يوحي بأن هذه الجماعات فقدت العديد من مواقعها ومراكزها لتدريب عناصرها في ظل الملاحقات الامنية في معظم الدول.