ارتياح في بغداد لتقليص حظر التجول إلى 4 ساعات وانتقادات لتغيير التوقيت

TT

ابتدأ العمل بالتوقيت الشتوي في العراق امس وسبق ذلك بيومين تقليص ساعات حظر التجول الى اربع ساعات، من منتصف الليل حتى الساعة الرابعة فجرا. وابدى مواطنون عراقيون في احاديث لمراسل «الشرق الأوسط» استغرابهم لاتباع السلطات العراقية الجديدة نفس اسلوب النظام السابق في تغيير الوقت وجعله في الثالث من شهر ديسمبر (كانون الاول) بدلا من الاول من الشهر.

وقال الاستاذ الجامعي الدكتور حسام الدباغ «كان مقدم برنامج «العلم للجميع» في تلفزيون بغداد كامل الدباغ قد اقترح في السبعينات ايجاد توقيت صيفي وتوقيت شتوي بدلا من التوقيت الموحد الشتوي، وتم العمل بذلك على ان يكون التغيير في 1 ـ 4 و1 ـ 10، الا ان النظام السابق جعل التغيير في اول يوم جمعة من شهر ابريل (نيسان) واول يوم جمعة من شهر اكتوبر (تشرين الاول)».

واضاف «انا لست مع فكرة التغيير في التوقيت، لان نهار الشتاء قصير، ولا مبرر لاقتطاع ساعة منه، ونهار الصيف طويل ولا مبرر لاضافة ساعة اليه. ومن ثم فان اتباع «التوقيت البعثي» لا يجد له أي تفسير في الوقت الحالي، ومن ثم فهو لا اهمية له ما دام الناس يعودون الى بيوتهم وقت الغروب بسبب انعدام الامن.

واعتبر صاحب احد محالات الصيرفة زيدون خالد ان تقليص ساعات حظر التجول مفيد نسبيا، فالناس تستطيع التزاور في اطار المحلة او المنطقة خلال الليل، وما عدا ذلك فان حظر التجول مرتبط بتوقف العمل.. ولا وجود لعمل في الليل، ومن هنا فان حظر التجول هو الذي يفرض نفسه.

اما مهندس الكومبيوتر محمد صبحي فقال «بعد الغروب نقفل ابوابنا ونشاهد بعض البرامج التلفزيونية (ان وجدت كهرباء) وننام لكن الليل غير آمن في بغداد، وربما يكون افضل منه في المدن الاخرى».

اما طبيبة الاسنان الدكتورة رباب محمد تقي، فقد سخرت من موضوع تقليص ساعات التجول، مشيرة الى انه عندما توجد كهرباء اخشى البدء بأي عمل لان الكهرباء قد تنقطع في أي لحظة، وذلك يعني ان اترك اسنان المريض مفتوحة الى الصدف». وقالت انها تقوم الان بتقديم الاستشارات والقيام ببعض الاعمال البسيطة وتقفل عيادتها بثلاثة اقفال بعد الغروب، وخاصة بعد تعرضها للسرقة قبل اسابيع. واضافت ان تقليص ساعات حظر التجول لا اهمية لها.. لان حظر التجول مفروض اراديا بسبب الظروف. وعن تغيير التوقيت، اشارت الى ان «ذلك متبع في الكثير من الدول، وهذا لا يعني بالضرورة تقليدها.. لقد اعتدنا منذ الصغر على التوقيت الواحد، والتغيير التدريجي للنهار والليل.. ولا ارى مبررا للقفز فوق الوقت. كانوا يقولون انهم اتخذوا هذا الاجراء لاسباب اقتصادية ومنها التقنين باستخدام الكهرباء، واتساءل الآن اين الكهرباء».

لكن الاخصائي في مستشفى ابن الهيثم ببغداد احمد خضر يجد فائدة في تقليص ساعات حظر التجول، لامكانية معالجة بعض الحالات الطارئة ليلا.. الا انه يستدرك في هذه الحالة ينبغي ان يمكث المريض ومن يصحبه في المستشفى حتى الصباح لان الخروج في الليل مجازفة كبيرة. اكبر من حظر التجول.

ويقول انه «مكسب». لقد كان النظام السابق يسلب المواطنين كل حقوقهم وحرياتهم، وعندما يقدم لهم النزر اليسير جدا مما سلبه يعتبر ذلك مكسبا ينبغي التصفيق له، والخروج في مظاهرات ومسيرات.. ان حظر التجول حقيقة قائمة بسبب الوضع الامني المتدهور، لذا فان هذا المكسب لا قيمة له.. ومجرد شعور الانسان بان هناك حظرا للتجول، فذلك يعني استمرار شعوره بالاحباط، وانه لا يزال محاطا بالكثير من القيود.