بريطاني من أصل عراقي: الأميركيون الذين حققوا معي في غامبيا لا يختلفون عن صدام

TT

وهاب الراوي، وهو عراقي يحمل الجنسية البريطانية اعتقل في غامبيا العام الماضي بشبهة الارهاب مع شقيقه بشر والأردني جميل البنا اللذين زُج بهما في معسكر غوانتانامو بكوبا منذ حوالي 8 اشهر، خرج امس عن صمته للمرة الأولى. فقد روى رجل الأعمال الذي يتخفى في شمال انجلترا منذ عودته من المعتقل الأفريقي قبل اشهر، لصحيفة «الغارديان» البريطانية تفاصيل تجربته والضغوط التي مارسها عليه رجال استخبارات أميركيون لأربعة اسابيع بهدف اجباره على الاعتراف بالتورط بالارهاب. وقال انه حرم من النوم لأيام عدة خلال التحقيق الذي جعله يشعر ان الأميركيين ليسوا اكثر انسانية من صدام حسين. و كشف عن محاولة البريطانيين الفاشلة لتجنيده «جاسوساً» على الاصولي أبو قتادة (عمر محمود عثمان) الذي عرفه هو وشقيقه والبنا.

وقال وهاب الذي اطلق سراحه أوائل ديسمبر (كانون الأول) الماضي لعدم ثبوت أي تهمة عليه، ان عناصر وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي.آي.ايه) هددوه مرتين بالتعذيب. واضاف ان السلطات الغامبية اعتقلته في مطار العاصمة الغامبية بانجول مع شقيقه بشر والبنا في 8 نوفمبر (تشرين الثاني) وسلمتهم للأميركيين الذي تكفلوا بالتحقيق معهم. واضاف ان الاخيرين اودعوه زنزانة مصابيحها الكهربائية مضاءة على الدوام لحرمانه من النوم على سبيل التعذيب، كما لوحوا بترك رجال أمن غامبيين يغتصبونه. وذكر رجل الاعمال العراقي الاصل ان الهدف من زيارته بانجول مع شقيقه والآخرين كان البدء بمشروع لاقامة معمل لتكرير زيت الفستق. غير ان الأميركيين ضغطوا عليه بشدة لحمله على الاعتراف بأنه جاء الى غامبيا مع أخيه وصديقيهما «لشن هجمات ضد المصالح الأميركية او لانشاء معسكر ارهابي»، حسبما قال للصحيفة البريطانية. ونقل عن أحد الأميركيين تأكيده «بوسعنا ان نكون قساة بقدر ما كان صدام حسين قاسياً». واعتبر وهاب الذي تعرض والده للتعذيب في أحد سجون النظام العراقي المخلوع مما اجبره على الهروب مع عائلته الى بريطانيا قبل اكثر من 20 عاماً، ان رجال الاستخبارات الأميركيين «بالنسبة لي ليسوا مختلفين عن صدام حسين». ويُذكر ان الأب قد توفي قبل سنوات، فيما تعيش الأم وولداها بشر ووهاب وابنتها المتزوجة بجنوب لندن.

واشار وهاب الى ان سلطات الأمن البريطانية حققت معه في المطار اللندني قبل تركه يغادر الى غامبيا في 26 أكتوبر2002. وأوضح رجل الاعمال الذي سبق شقيقه والآخرين الى بانجول بعشرة ايام، ان عناصر الاستخبارات البريطانية قالوا له «هل ترغب في العمل لصالحنا؟» فرفض الامر الذي جعلهم يحاولون اغراءه بالمال قائلين «ستحصل على مبالغ محترمة (اذا تجسست لصالحنا)». ولفت الى ان هذا الحرص على تجنيده يعود الى معرفته هو الآخرين بالأصولي ابو قتادة. وقال لـ«الغارديان» عن الاصولي الفلسطيني المعتقل حالياً في بريطانيا «انني لم أر أي خطر في معرفة أبو قتادة. أعرف ان هذا الرجل غير قادر على تنظيم أي شيء. واعتقدت انه اذا عرفت أنا ذلك فان اجهزة الامن ستعرفه ايضاً». وذكر ان الأميركيين عرضوا عليه معلومات أدلى بها أبو قتادة لمحققين بريطانيين، مما يدل الى وجود تعاون وثيق بين الاجهزة الأمنية الأميركية والبريطانية. وقال انه عندما طلب الاتصال بالمفوض السامي البريطاني في بانجول فور اعتقاله أكد له رجل أمن أميركي «ان البريطانيين طلبوا منا اعتقالك». يُشار الى ان اداورد ديفي، وهو نائب المنطقة التي تعيش فيها عائلة الراوي في ساري، اتهم في يوليو (تموز) الماضي الحكومة البريطانية بالتخلي عن بشر الراوي المعتقل في غوانتانامو لمجرد انه كان يزوال هواية الطيران والقفز بالمظلة.