مقتل ما لا يقل عن 19 إسرائيليا وجرح أكثر من51 آخرين في عملية تفجيرية في مطعم في حيفا

فلسطينية تتجاوز الجدار الفاصل والإغلاقات والحواجز لتصل إلى المطعم وتفجر نفسها

TT

قتل ما لا يقل عن تسعة عشر اسرائيليا واصيب اكثر من 51 آخرين احدهم في عداد الموتى وجراح 5 بليغة جراح 12 منهم خطيرة عندما فجرت فدائية فلسطينية نفسها بعد ظهر امس في مطعم في مدينة حيفا شمال اسرائيل.

وتأتي هذه العملية لتثير التساؤلات حول الاجراءات الامنية المشددة وتشديد اغلاق المناطق الفلسطينية التي اعلنت اسرائيل عن اتخاذها استعدادا لاحتفالات رأس السنة العبرية ويوم الغفران التي تستمر حتى وقت متأخر من غد. واعترف مسؤولو شرطة حيفا بأن جهازهم كان في حالة تأهب قصوى، لكنهم لم يتلقوا اي تحذيرات محددة ازاء اي عمليات تفجيرية.

ورغم ان اي فصيل فلسطيني لم يعلن مسؤوليته عن هذه العملية الا ان الاجهزة الامنية الاسرائيلية اكدت ان منفذة العملية فتاة فلسطينية من جنين شمال الضفة الغربية من سرايا القدس ـ الجناح العسكري لحركة «الجهاد الاسلامي» وذلك انتقاما لقتل واعتقال عدد من كوادرها وقادتها الذين كان آخرهم بسام السعدي قائدها في الضفة الغربية.

وادانت السلطة الفلسطينية العملية وطالبت الولايات المتحدة بـ«التدخل لمنع التصعيد». وقال صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين لوكالة رويترز «نحن نستنكر هذا الهجوم ونحث الادارة الاميركية واللجنة الرباعية لبذل كل الجهود الممكنة من اجل نزع فتيل التوتر».

وأعرب رئيس الوزراء الفلسطيني المكلف، أحمد قريع (أبو علاء) رفضه للعملية التي وصفها بالبشعة ضد المدنيين العرب واليهود في حيفا. وناشد أبناء الشعب الفلسطيني وجميع المنظمات الفلسطينية ضبط النفس والتوقف التام عن هذه الأعمال التي تستهدف وتسيء إلى كفاح الشعب الفلسطيني العادل، وتوجه أبو علاء إلى حكومة إسرائيل مطالبا إياها بالتوقف عن قهر الشعب الفلسطيني ومصادرة أرضه ومطاردة كوادره وقيادته حتى يمكن الانطلاق إلى عملية سلمية جادة وذات مصداقية.

ورغم ذلك حمل مسؤول في مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون السلطة الفلسطينية مسؤولية العملية لانها كما زعم لم «تفكك المنظمات الارهابية». وقال ديفيد بيكر المسؤول في مكتب شارون في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، «ان هذا الاعتداء يؤكد من جديد ان السلطة الفلسطينية ترفض كليا تفكيك المنظمات الارهابية في المناطق التي تسيطر عليها». وتابع بيكر القول ان اسرائيل «تطالب السلطة الفلسطينية باتخاذ اجراءات فورية لتفكيك البنى التحتية الارهابية والحؤول دون وقوع اعتداءات اخرى يجري الاعداد لها».

ورددت اصوات في الحكومة الاسرائيلية التهديدات التقليدية بضرورة التخلص من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات مما دفع حرس الرئاسة في رام الله الى اعلان حالة الاستنفار القصوى داخل «المقاطعة» مقر الرئاسة. وهذه هي العملية الاولى منذ حوالي الاسابيع الاربعة، وتحديدا منذ 9 سبتمبر (ايلول) الماضي عندما نفذت كتائب عز الدين القسام ـ الجناح العسكري لحركة «حماس» عمليتين في غضون سويعات من بعضهما البعض، قرب قاعدة عسكرية في منطقة صرفند قرب مدينة الرملة ومقهى هلل في شارع ايميك رفييم في القدس المحتلة واسفرتا عن مقتل 16 اسرائيليا وجرح العشرات. وجاءت العمليتان كما توعدت «حماس»، انتقاما لسلسلة من عمليات الاغتيالات التي نفذتها قوات الاحتلال ضد كوادر الحركة وقادتها من بينهم اسماعيل ابو شنب وكذلك محاولات اغتيال الشيخ احمد ياسين مؤسس الحركة وساعده الايمن اسماعيل هنية وكذلك الدكتور محمود الزهار.

ووقع الانفجار في مطعم مكسيم الذي تعود ملكيته لعرب من مناطق 1948 ويقع المطعم داخل محطة وقود في شارع هآهغاناه عند المدخل الساحلي الجنوبي للمدينة. وكان المطعم يعج بالرواد بمناسبة رأس السنة العبرية ويوم الغفران، عند وقوع عملية التفجير التي ادت الى تدميره بالكامل.

واكد قائد شرطة اللواء الشمالي اللواء يعقوف بوروفسكي، حسب ما ذكرت صحيفة «هآرتس» في عددها الالكتروني امس ان اطلاق نار سمع قبل عملية التفجير. وحسب شهود عيان فان الفدائية الفلسطينية بدأت باطلاق النار في اتجاه الحارس وقتله عند المدخل الرئيسي للمطعم، قبل ان تقتحمه وتواصل اطلاق النار وتفجر الحزام الناسف زنة 10 كيلوغرامات الذي كانت تتزنر به. فانهار المطعم وبأعجوبة لم يتسبب الانفجار باحتراق محطة الوقود المجاورة.

واستغرب المفتش العام للشرطة الاسرائيلية شلومو اهرونيسكي، من كيفية وصول الفدائية الفلسطينية الى حيفا رغم حالة الاستنفار الامني والاغلاق الشديد المفروض على المدن والقرى الفلسطينية لا سيما في منطقة جنين معقل الفدائيين الفلسطينيين، والجدار الفاصل والحواجز الامنية المنتشرة على طول الخط الاخضر وداخل المدن الاسرائيلية.