نور ابن السبعة أيام أصغر أسير فلسطيني في سجون الاحتلال

TT

افتتح نور فجر امس، في ظلمة السجن، وخلف قضبان صماء وجدران خرساء، يومه السابع في عمره بالصراخ في حضن أمه الاسيرة الفلسطينية منال غانم، من شدة الجوع. ولم يكن بمقدور أمه المريضة توفير الحليب الكافي له من صدرها.

ونور هو الطفل الفلسطيني الخامس الذي يفتح عينه بين قضبان الأسر الاسرائيلي. ففي 28 سبتمبر (ايلول) الماضي وضعت منال ابنها نور وهو الخامس في مرتبة اطفالها، في سجن الرملة ليكون اول لقاء له مع الدنيا السجن وبيئته القاسية. ومثلها مثل اربع سجينات سبقنها، سيكون لزاما على منال الى جانب مكابدة الحياة في زنازين السجن الكئيبة والمرض، ان تهتم برعاية نور في بيئة خالية من ابسط قواعد العناية الطبية الضرورية للطفل وامه.

ومنال مصابة بمرض انيميا البحر المتوسط التي يطلق عليها «الثلاسيميا» اي فقر الدم وحالتها الصحية متدهورة وهي بحاجة الى عناية خاصة. لكن ادارة السجن لا توفر الدواء لها كما لا توفر الحليب المناسب لابنها الذي لا تستطيع ان توفر له امه الحليب الكافي بسبب وضعها الصحي.

وربما يكون نور مصاباً بنفس مرض امه اذا ما اخذ في عين الاعتبار ان اشقاءه الاربعة الذين يعيشون خارج السجن مصابون ايضا بنفس المرض. لذا فان منال حائرة في توزيع احاسيسها ومشاعرها وقلقها بين وليدها الجديد الذي يقاسمها الزنزانة وبين اخوانه الاربعة المرضى الذين تركوا بدون حضن الامومة الحاني وحتى نفسها التي لا بد من الحفاظ عليها من اجلهم. ومصدر العزاء الوحيد لمنال في هذه الظروف القاسية هي حالة التكافل والتضامن والتعاون التي تبديها بقية الاسيرات في الزنزانة معها ومع نور. اعتقلت منال في منطقة طولكرم شمال غربي الضفة الغربية، بحجة انها كانت تُعد لتنفيذ عملية تفجيرية باسم كتائب شهداء الاقصى ـ الجناح العسكري لحركة «فتح». وكانت في الشهر الثالث من الحمل. وهي رابع اسيرة فلسطينية تحتفظ بابنها معها في السجن.

وتناشد منظمات حقوق الانسان الحكومة الاسرائيلية الافراج عن منال التي تحلم كغيرها من الزميلات في ان ترى نور الحرية قريبا مع ابنها نور في صفقة تبادل الاسرى بين اسرائيل حزب الله.