جراح حرب أكتوبر لم تندمل بعد في إسرائيل

TT

القدس المحتلة ـ ا.ف.ب: ما زالت الحرب العربية الاسرائيلية التي اندلعت في 6 اكتوبر (تشرين الاول) او في «يوم الغفران» ، تشكل بعد ثلاثين عاما على اندلاعها، هاجسا بالنسبة لاسرائيل التي اهتزت ثقتها بكونها الدولة التي لا تقهر.

وكما في كل عام ستعزل اسرائيل نفسها مساء غد في «يوم الغفران». الا ان هذا الاحتفال الديني يشكل ايضا الفرصة لاستعادة ذكرى الذين سقطوا (2700 اسرائيلي) في مواجهة مصر وسورية اللتين شنتا هجوما مفاجئا في السادس من اكتوبر 1973.

ورغم ان الاسرائيلين تداركوا هزيمة كبرى في هذه الحرب بعد 19 يوما من المعارك، الا انهم يتذكرون خصوصا فشل اجهزة الاستخبارات العسكرية التي عجزت عن توقع بدء الهجوم المصري ـ السوري. ولم يستبعد رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون هذا الاسبوع امكانية تكرار مثل هذا الهجوم. واكد «لا استطيع استبعاد هذا الاحتمال لاننا نعيش في منطقة لم تقبل وجود اسرائيل».

وقال بني موريس استاذ التاريخ ان اسرائيل ايقنت بعد هذه الحرب ان ليس بوسعها توسيع رقعتها الجغرافية من خلال الغزوات العسكرية كما في عام 1948 عند قيام دولة اسرائيل وفي عام 1967. واضاف هذا المؤرخ لوكالة الصحافة الاسرائيلية ان «هذه الحرب ترسم ربما حدود التوسع الاسرائيلي واظهرت لغالبية الاسرائيليين ان ليس بامكاننا التوسع اكثر وان العالم العربي ليس كيسا نستطيع ان نضربه كما يحلو لنا».

وبعد الحرب بحوالي 5 سنوات وقع رئيس الوزراء الاسرائيلي آنذاك مناحيم بيغن معاهدة سلام مع الرئيس المصري الراحل انور السادات تحت اشراف الرئيس الاميركي الاسبق جيمي كارتر في كامب ديفيد، لتكون اول معاهدة سلام من نوعها توقعها اسرائيل مع دولة عربية.

لكن المؤرخ العسكري مارتن فان كريفيلد يعتبر ان هذه الحرب قد تكون الانتصار الاكثر حسما الذي حققته اسرائيل لانها اظهرت للحكومات العربية ان اسرائيل ستستمر في الوجود. وقال ان «التأكيد ان حرب 1973 اثبتت ان الجيش الاسرائيلي ليس بالقوة الكافية ولا يستطيع السيطرة على الشرق الاوسط بالقوة، ليس خطأ لكن بوسعنا ايضا التاكيد انها كانت (الحرب) اكبر انتصار تحققه اسرائيل على اساس انه لم تجر من بعدها ولا محاولة واحدة لشن حرب واسعة ضدنا».

ويري جاك كوهين الذي كان في التاسعة عشرة من عمره في 1973 في سيناء، كيف ان نصف افراد وحدته التي كانت تضم سبعين رجلا قتلوا في المعارك. وقال «علمتنا الحرب ان القوة لا تكفي. علينا ان نحاول بجدية اكبر ان نحاور وليس فقط ان نلجأ الى السلاح، حتى وان كنا الاقوى».

واعتبر اسرائيل هاريل الكاتب في صحيفة «هآرتس» ان اسرائيل ما زالت تعاني من اثار «تعب المعارك». وقال «منذ هذا الانتصار الكبير نتصرف من وجهة نظر نفسية والى حد ما من وجهة نظر عسكرية، كما لو اننا اصبنا بهزيمة كبيرة». واضاف «اننا لم ننه فعليا في يوم من الايام حربا بانتصار كذلك الذي تحقق ضد الالمان واليابانيين والذي الغى بالفعل كل خيار بحروب اخرى في المستقبل».