الاحتلال يعتمد الكلاب الضارية في اعتقال المطلوبين الفلسطينيين بعد تدريبها على روائحهم

TT

استيقظ العجوز فزعا، صارخا والكلاب الضارية الضخمة تنهشه بكل قوة والدماء تنزف من جميع انحاء جسمه. ولم يكن ذلك العجوز سوى الشيخ محمد طه، احد قادة ومؤسسي حركة «حماس». حصل ذلك اثناء قيام جيش الاحتلال الاسرائيلي باعتقاله قبل سبعة اشهر في مخيم البريج للاجئين، وسط قطاع غزة.

شهود العيان وعائلة الشيخ اكدوا لـ«الشرق الأوسط» ان الكلاب ظلت تنهش جسم العجوز الذي تجاوز الخامسة والستين من العمر حتى بعد ان زج به مع ابنه ايمن، 33 عاما، الذي لم توفره الكلاب، في سيارة الجيب. وبسبب الجروح الغائرة التي سببها نهش الكلاب، فقد الاثنان كمية كبيرة من الدم، تدهورت على اثرها حالتهما الصحية بشكل كبير ونقلا الى مستشفى بدلا من زنازين السجن كي يستعيدا وضعهما الصحي استعدادا لجولات التحقيق والاستجواب. ما تعرض له الشيخ طه ونجله، اصبح النمط الذي يتكرر في كل عملية اعتقال ضد من يعتبرون مطلوبين لسلطات الاحتلال. واصبحت الكلاب المدربة على الاعتقال عنصرا اساسيا في انجاز هذا النوع من العمليات. وكان آخر مثال على ذلك ما حدث مع قائد حركة «الجهاد الاسلامي» في الضفة الغربية الشيخ بسام السعدي. فعندما حاصر جنود الاحتلال المنزل الذي كان يختبئ فيه في مخيم جنين شمال الضفة، استطاع الشيخ السعدي ان يغادره متخفيا وان يتجاوز طوق الحصار الاول، واستطاع ان يستلقي اسفل سيارة كانت قرب المنزل، استعدادا للانتقال الى مكان اكثر امنا، لكنه فوجئ بالكلاب تقتحم عليه الملجأ الضيق الذي اوى اليه وتنهشه لكي ينتبه له الجنود ويعتقلونه ويخضعونه لأشد اساليب التعذيب والتنكيل امام اعين وبصر الجيران.

وقالت مصادر فلسطينية لـ«الشرق الأوسط» ان الكلاب التي يستخدمها جنود الاحتلال في عمليات الاختطاف والاعتقال مدربة على اعتقال المطلوبين بشكل خاص. ويتبع الجنود آلية محددة على تدريب الكلب على التعرف على هويته. فتقوم اولا بمداهمة منزل المطلوب عدة مرات وفي كل مرة تحصل على قطع من الملابس التي كان يستخدمها بشكل خاص ومن ثم يتم تدريب الكلاب على شمها والتعرف على رائحة المطلوب مع مرور الوقت. وعندما تتوفر معلومات استخبارية معينة عن وجود هذا المطلوب او ذاك في مكان ما، يطلق الجنود الكلاب الضارية في المكان المعني. وبغض النظر عمن يقابلها في طريقها فانها تبقى صامتة، حتى تقترب من المطلوب الذي تدربت على شمه، فعندها تأخذ تنبح بشكل عال وتقوم بنهشه إن كانت قريبة جدا منه ومحاصرته وشل حركته الى ان يحضر الجنود ويعتقلونه.