وجه رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري انتقادات عنيفة لمشروع الموازنة العامة للعام 2004 ووصفها بأنها «موازنة مناكفة ومناحرة»، ورأى انها «تنكيل بمؤتمر باريس ـ 2 ودفن له»، متهماً وزير المال فؤاد السنيورة بـ«نصب فخ لمجلسي النواب والوزراء للمطالبة بزيادة الضرائب». وكان بري يتحدث امس في حفل وضع حجر الاساس لمحطة تكرير مياه مبتذلة في منطقة زحلة في البقاع اللبناني، والذي تحول الى مادة للخلاف السياسي بين قوى المدينة السياسية، اذ اعتبر النائب يوسف المعلوف ان بري «يستغل» الزيارة لتصفية حسابات مع النائب محمود ابو حمدان المطرود من حركة «امل» التي يرأسها بري، وان النائب ايلي سكاف الذي دعا بري الى المنطقة يستغل المناسبة لتقوية نفوذه قبيل الانتخابات العام 2005. وحرص بري في كلمته على «شكر» معارضي الزيارة لانهم حولوها «من لقاء اصدقاء وانماء الى لقاء تاريخي» واستغرب خلال حفل غداء اقامه سكاف على شرفه التعامل مع الزيارة «وكأني قادم من وطن آخر الى كوكب آخر». واعداً بـ«زيارات انمائية اخرى كثيرة للمنطقة». يذكر ان هذه الزيارة هي الثالثة التي يقوم بها بري الى البقاع خلال اشهر قليلة. وكرر بري في كلمته التي القاها في تدشين المحطة دعوته لـ«الانتباه الى ان المنطقة في خطر والى ان لبنان في خطر، والى ان ذلك يقتضي وحدة الخطاب السياسي المعبر عن لبنان والمعبر عن موقف لبنان. واقول بالنسبة الى بعض القضايا الداخلية الخلافية انه آن الاوان لكي نتعلم سبل ادارة اي خلاف من دون ان ينعكس ذلك حالاً من الشرذمة والتخبط والمزايدة حرقاً للمواقع».
واضاف: «ذكر ان موازنة قفزت من كمّ الوزير المختص، مثل السحرة، لترمي بظلها على المرآة الاقتصادية لعام كامل. انتظرنا رداً بعد الردود التي حصلت يعيد النظر بما جرى، اما ولم يحصل فكان لا بد من القول اولاً بالشكل: ما هكذا ترد الأبل يا فؤاد (السنيورة) ولا هكذا تعد الموازنات. لم تسأل ادارة او مؤسسة او وزارة عن رأيها ولم تتناقش مع احد، وهذا الامر غير طبيعي. ولم يناقش مع المتخصصين، حتى اني سمعت ان مدير عام المالية لم يكن على علم بما احتوته خزائن هذه الموازنة من نفائس في الاساس. الحقيقة انها ليست موازنة بل عدم توازن. وهي فخ منصوب امام مجلس الوزراء ومجلس النواب. انها موازنة مناكفة ومناحرة».
واعتبر بري ان ما حصل تنكيل بـمؤتمر «باريس ـ 2». وقال: «ان ما حصل ليس بريئاً. وهي خطة بل فخ كي يعود مجلس الوزراء ومجلس النواب ليصار الى تفاقم الدين ليطالب بزيادة ضرائب». واكد «ان هذا الامر لن يمر علينا ولن تزداد اية ضريبة مهما كلف الامر».