مسؤول الأمن والتشريفات في مجلس الشيوخ الأميركي: مرافق الملوك والقادة الزائرين للكونغرس والمسؤول عن أمن 5400 شخص في «كابيتول هيل»

بيل بيكل يخصص الجزء الأكبر من ميزانيته وعمله لمواجهة أعباء الأمن وهاجس الإرهاب

TT

اندفع بيل بيكل مسؤول الأمن والتشريفات في مجلس الشيوخ الاميركي مهرولا فوق السلالم ليتقدم الحاشية ليقف بهدوء على البساط الاحمر ليكون أول المرحبين بالعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني عند وصوله بسيارة «الكاديلاك» الى مبنى مجلس الشيوخ اثناء زيارته الاخيرة الى اميركا.

وأثناء مرافقته للملك عبد الله عبر أروقة المبنى تحدث بيكل مع العاهل الاردني عن الدراجات النارية والتصويب. وقال مسؤول الأمن والتشريفات لاحقا عن الملك عبد الله: «إنه رياضي وطيار وقام بالكثير من النشاطات المثيرة» وذلك بعد أن أوصل العاهل الأردني إلى غرف لجنة الاعتمادات الفرعية في مجلس الشيوخ.

ويعرف بيكل هذه التفاصيل ليس من خلال «الانترنت» بل من خلال عمله لمدة 26 سنة كرجل أمن سري. وهذه الخلفية كرجل أمن قد تكون مثالية اليوم بالنسبة لمنصب مسؤول الأمن والتشريفات في الكونغرس في عصر «الإرهاب». فمنصب مسؤول التشريفات الذي يقوم على الخدمة والرعاية ومراعاة البروتوكولات، أصبح المسؤول عنه اليوم بحاجة إلى أن يكون أقرب إلى «جيمس بوند» من رئيس خدمات تشريف.

ويقدّر بيكل أن 40 في المائة من عمله اليوم مخصص لضمان سلامة 5400 شخص ضمنهم أعضاء مجلس الشيوخ وموظفوهم أيضا. ويقول مسؤول الأمن والتشريفات الذي يعمل تحت إمرته 860 فردا إن «ما يتبقى من وقته مكرس لإدارة المدينة الصغيرة»، وهو مكلف أيضا بمسؤولية الاتصالات الهاتفية وتكنولوجيا المعلومات والخدمات البريدية واستديو التسجيل الإذاعي وقاعات الصحافة. وكذلك يدخل ضمن مسؤوليته جميع خدم وبوابي مجلس الشيوخ.

وبيكل البالغ من العمر 53 سنة تم اختياره من قبل السناتور الجمهوري بيل فيرست الذي كان عليه بصفته رئيسا للأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ أن يختار مسؤولا للأمن والتشريفات بعد أن تسلم مسؤولياته كرئيس لمجلس الشيوخ في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي. ويبلغ راتب بيكل السنوي 153 ألف دولار وهو ينفذ أهم الاسبقيات المتمثلة بالأمن والتكنولوجيا. وينعكس التركيز على الأمن من خلال ما طلبه بيكل لميزانية 2004 والتي تبلغ 198 مليون دولار، وهذه بزيادة 26 في المائة عن ميزانية سنة 2003 ومن هذا المبلغ خصص 21 مليون دولار لشؤون الأمن فقط.

وبالنسبة لشخص مثل بيكل معني كثيرا بالإرهاب فإن سلوكه يجمع ما بين الحزم والنعومة في آن واحد. فحبه لتاريخ الحرب الأهلية معروض على جدران مكتبه من خلال لوحتين زيتيتين لروبرت لي ويوليس غرانت وكلتاهما مستعارتان من المعرض القومي. أما هوايته الأخرى فهي جمع الأصداف حيث وضع بعضها على طاولته. ولقب بيكل الرسمي هو «رئيس التشريفات والحاجب» وهو لقب يعود إلى سنة 1789 حينما كان صاحب هذا المنصب مسؤولا عن جمع عدد من الشيوخ لتشكيل النصاب المطلوب. ويمتلك بيكل السلطة لاعتقال أي شخص يتجاوز القواعد السائدة في مجلس الشيوخ. وكان المأزق الأول الذي مر به حينما استدعته السناتورة الديمقراطية بربارة بوكسر لتشكو له بغضب من وقوف عدد من العاملين في خلفية غرفة كانت تجري فيها نقاشات حادة حول مشروع قانون الطاقة. وأرادت بوكسر أن يغادر الواقفون الغرفة لكن بيكل راجع كتابه السميك الخاص بالقواعد المتبعة ثم أخبرها بأنه ليس هناك أي أساس يسمح بطردهم. وقال بيكل بعد أن علت وجهه ابتسامة: «لقد ترِكوا في مواقعهم. باسم القانون».

ثمة مسؤوليات اخرى لا تبعث على الارتياح. فمسؤول المراسم والأمن الذي مثل الرئيس الاسبق آندرو جونسون عام 1868 اخطره بجلسة توجيه الاتهام الرسمي له داخل مجلس الشيوخ. وفي عام 1999 توجه مسؤول المراسم والأمن جيمس زيغلر الى البيت الابيض لأداء نفس المهمة مع بيل كلينتون.

كانت اول تجربة لبيكل في الكونغرس عندما تم تعيينه بواسطة الجهاز السري للإشراف على مكتب الاتصالات التابع للكونغرس. وبعد قيادته للوحدة التي كانت مسؤولة عن حماية نائب الرئيس، آل غور، عاد بيكل الى كلورادو ليصبح المدير الفدرالي لمطار دينفر الدولي. واصبح بيكل العام الماضي واحدا من ابرز المرشحين لإدارة جهاز الامن السري الاميركي، إلا ان الوظيفة في نهاية الامر كانت من نصيب صديقه رالف باشام. وأوشك بيكل على توقيع عقد مغر مع شركة للتكنولوجيا المتقدمة عندما تلقى مكالمة من فريست الذي التقى بيكل عام 1999 في مباراة لكرة القدم الاميركية بجامعة تينيسي عندما كان بيكل مسؤولا عن حماية آل غور.

وتلقى بيكل أخيراً مكالمة من مصدر بأجهزة الامن حذره من وضع حساس يخصه في ان مرشحا محتملا من مجلس الشيوخ لموقع حكومي بارز في حاجة الى المزيد من التدقيق لحسم وجود علاقات محتملة مع جماعات لها صلة بنشاطات «ارهابية».

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»