أربع سعوديات يتحدثن للبرلمان الأوروبي عن المرأة السعودية في قطاع المال والأعمال

TT

يطلق برلمان الاتحاد الاوروبي، غدا الاثنين، جلسة حوار مفتوح مع اربع سيدات اعمال سعوديات عن اوضاع المرأة السعودية في قطاع المال والاعمال، وهي البادرة الاولى من نوعها، وجاءت بترتيب من مجلس الغرف التجارية السعودية.

ومن المنتظر ان تضع لبنى العليان، وعالية باناجة، والدكتورة مها المنيف، ورشا الهوشان اعضاء البرلمان الاوروبي في اطار الصورة الواقعية لجوانب حياة المرأة السعودية وفرص العمل المتاحة لها في السوق السعودي.

وقال عبد الرحمن الجريسي رئيس مجلس الغرف السعودية ان مشاركة الوفد النسائي السعودي الاول من نوعه جاءت «نتيجة لما وصلت له المرأة السعودية من تطور حقيقي لكنه للاسف لم يأخذ صداه عند الامم الاخرى التي تحمل صورة مشوشة ومغلوطة عن واقع السعوديات كمسلمات نجحن في تحريك عجلة الاقتصاد والتنمية الوطنية».

وتبدأ زيارة الوفد النسائي السعودي التي تستمر ثلاثة ايام من 5 الى 8 اكتوبر (تشرين الاول) الجاري، بلقاء موسع مع ممثلي الغرفة التجارية في بروكسل لمناقشة الامكانات المتوفرة للسعوديات في قطاع الاعمال التجارية والصناعية ومختلف الاستثمارات. فيما ستفتح قبة البرلمان الاوروبي جلسة رئيسية مع اعضاء الوفد السعودي لطرح مجمل التساؤلات عن حقيقة ما تعيشه السعوديات في ظل الشريعة الاسلامية، وفي اليوم الثالث سيستقبل هارمن كروو رئيس البرلمان البلجيكي اعضاء الوفد السعودي لفتح حوار مماثل. وسينعقد للوفد النسائي السعودي مؤتمران صحافيان الاول في بداية الزيارة، والآخر في نهايتها.

واعتبرت الدكتورة مها المنيف، وهي الطبيبة السعودية المتخصصة في طب الاطفال، مشاركتها في اللقاء مع اعضاء برلمان الاتحاد الاوروبي «فرصة طيبة للاجابة على اي استفسار يتعلق بحياتنا العملية في اطار تجربتنا كبلد محافظ والتي تختلف مفاهيم حياتنا عن حياة الغرب». وقالت «بالنسبة لي سأتحدث عن تجربة المرأة السعودية العاملة في القطاع الصحي».

بدورها اكدت عالية باناجة المستثمرة السعودية في قطاع التقنية ان مشاركة الوفد النسائي «فرصة حقيقية لنا لاظهار الجوانب المضيئة في تجربتنا وواقعنا كسيدات سعوديات نجحن بتوفق في النزول الى ميدان العمل من دون الخروج عن مفاهيم الشريعة الاسلامية السمحة». وأضافت «لن اتردد في الاستفادة من الزيارة لابرام عقود عمل مع الشركات الاوروبية او البلجيكية اثناء لقاءاتنا مع ممثليها بما يعود على اقتصادنا الوطني بعوائد مالية تنفع».

وقالت رشا الهوشان انها ستنقل في زيارتها ضمن الوفد «الواقع الذي اعيشه كمستثمرة سعودية في سوق التصميم والديكور، وتجربة بنات وطني في هذا المجال تحديدا، وتجربتهن الاوسع في مجالات الحياة المختلفة التي نعيشها هنا». واكدت رشا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» عن امنيتها «بنجاحنا في نقل الصورة المشرقة في تجربتنا الاسلامية»، وقالت «اتمنى ايضا ان تتاح الفرصة لغيري من السعوديات الاكثر قدرة وخبرة لتمثيلنا في محافل دولية اخرى».

من جانبه قال عبد الرحمن الجريسي، «كنت اواجه بعاصفة من الترحيب عند تحدثي في المؤتمرات الدولية، وحتى العربية عن تجربة عمل المرأة السعودية في بلادنا. فكان لا بد لنا من تبني مثل هذه الوفود النسائية لينقلن بأنفسهن واقع يعشنه بكل كفاءة بعيدا عن الاخلال بقيمنا الاسلامية». واوضح الجريسي انه «لدينا في المملكة نسب لمساهمة المرأة السعودية لا نجدها في أي من دول العالم، فهذه نسبة 35 في المائة من وظائف التعليم العام تشغلها نساء و52 في المائة من مقاعد التعليم العام تجلس عليها بناتنا السعوديات وغيرها من النسب المشرفة لواقع المرأة عندنا». لكن الجريسي لم يمانع في الاعتراف «بتقصيرنا في كشف هذه المعطيات التي لا تمتاز بها نساء العالم بما فيها العالم الغربي. فالمرأة لدينا تعمل وتحصل على راتب مماثل للرجل، وايضا تحصل على اجازة سنوية مضاعفة عنه تقديرا لمهمتها كأم، بينما في الغرب وغيره من العالم تحصل المرأة على راتب خمسين الى سبعين في المائة مما يأخذه الرجل، ومعاملة مشددة في بعض النواحي الاقتصادية، وهذا ولله الحمد لا يوجد عندنا».