كاي: تعاون العراقيين مع مفتشي الأسلحة يزداد لكن العلماء المتعاونين يواجهون خطر التصفية المسلحة

بليكس يحذر من معلومات «قد تكون ملفقة» وكلارك يطالب بفتح تحقيق حول طريقة استخدام الإدارة الأميركية للمعلومات

TT

اكد ديفيد كاي كبير المفتشين الاميركيين عن اسلحة الدمار الشامل اول من امس ان تعاون العراقيين مع المفتشين الذين يعملون تحت اشرافه قد زاد. واشار الى ان عالمين عراقيين تعرضا لاطلاق نار في بغداد بعد ان تحدثا الى الفريق الذي تقوده الولايات المتحدة للبحث عن الأسلحة المحظورة. ولمح الى ان علماء اخرين سيصبحون في خطر اذا تعاونوا في هذا المجال.

وقال كاي للصحافيين «هذه عملية تقودها المخابرات ونحن نعتمد تماما على تعاون العراقيين لمساعدتنا على اكتشاف الحقيقة الكاملة بشأن برامج اسلحة الدمار الشامل».

وقدم كاي الذي يوجه عملية البحث عن اسلحة الدمار الشامل كمستشار لوكالة المخابرات المركزية الاميركية (سي آي ايه) تقريرا مؤقتا للكونغرس الاميركي في الاسبوع الماضي اوضح فيه انه لم يتم العثور بعد على اسلحة محظورة في العراق.

وابلغ كاي الصحافيين ان بعض العلماء العراقيين سعوا الى الانتقال الى الولايات المتحدة بسبب الخوف على سلامة عائلاتهم، وان اخرين ممن يريدون البقاء في العراق سعوا للحصول على ضمانات أمنية. وقال «يرون انهم في خطر حقيقي.. اذا تعاونوا معنا». واردف قائلا ان احد العلماء «اغتيل بالمعنى الحرفي بعد ساعات من اجتماعه» مع عضو في فريق البحث عن اسلحة الدمار الشامل برصاصة اصابته في رأسه من الخلف خارج شقته، واضاف ان عالما اخر «كان مهما بشكل حقيقي لنا» اطلقت عليه ست رصاصات ولكنه نجا. ولم يذكر كاي اسم اي منهما. وقال ان «العالم الذي اطلقت عليه ست رصاصات.. مهم لبدء تفهمنا لبرامج الاسلحة البيولوجية». واوضح ان ابن شقيق هذا العالم اطلقت النار عليه ايضا في الحادث الذي وقع قبل شهر ونصف الشهر.

وقال كاي «اعتقد ان كل من دخل العراق كان يتوقع ان تكون مهمة العثور بشكل فعلي على اسلحة محظورة ايسر مما ثبت في نهاية الامر». واضاف انه فوجئ أيضا بشبكة المختبرات الضخمة التي عثر عليها في جهاز المخابرات العراقي والتي لم يتم اعلام مفتشي الامم المتحدة بها، ومدى التقدم الذي حققه العراق في برنامجه للصواريخ.

واضاف كاي ان بعض العراقيين يصرون ايضا على ان العلماء خدعوا صدام حسين بالكذب عليه بشأن اجراء انشطة اسلحة دمار شامل حتى يمكن مكافأتهم. واضاف ان «الدليل على ذلك ايضا ضعيف».

وسئل عما اذا كان سيتم العثور على اسلحة دمار شامل في نهاية الامر، فقال كاي «اننا لا نهدف الى اثبات رأي او تقارير أي شخص.. اننا نهدف الى التوصل الى الحقيقة الكاملة بشأن ذلك وهذا أمر أنا مقتنع بأننا سنفعله».

وفي مواجهة المخاوف من مبالغات جديدة، حذر هانس بليكس الرئيس السابق لفرق التفتيش التابعة للامم المتحدة في العراق مجموعة التفتيش التي يقودها كاي، من خطر «تلفيق» المعلومات في تقاريرها المتعلقة باكتشافاتها في هذا البلد. وقال في حديث لصحيفة «الاندبندنت» البريطانية، «لا نريد وباء جديدا من عمليات التلفيق».

وقال بليكس ان لا شيء في تقرير ديفيد كاي عن اكتشافات المجموعة يدل على وجود «التهديد الخطير» الذي تتحدث عنه الحكومة البريطانية لتبرير مشاركتها في الحرب على العراق. ورأى انه كان على رئيس الوزراء البريطاني توني بلير وحكومته «البرهنة على محاكمة افضل» بشأن العراق. وتابع «لم يكن هناك تهديد خطير ووشيك. كان عليهم اتباع سياسة احتواء» حيال العراق. وتابع ان مصداقية «مجموعة التفتيش في العراق» ستتأثر الى حد كبير اذا هيمنت عليها عوامل سياسية.

وحذر الرئيس السابق لمفتشي الامم المتحدة خصوصا من الاقرار بصحة ما يقوله علماء او مسؤولون عراقيون بدون التحقق منه لأنهم «قد يرغبون في اسماع (المفتشين) ما يرغبون في سماعه». واضاف ان كل الاقوال يجب التحقق منها ما لم تؤكدها وثائق.

وفي سياق المخاوف ذاتها، اتهم ويزلي كلارك المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الاميركية ادارة الرئيس جورج بوش «بالتلاعب» بالمعلومات التي استندت اليها لشن الحرب على العراق. وقال في كلمة امام صحافيين اول من امس ان «قرار خوض الحرب لم يكن اجباريا، لم نكن مضطرين الى ذلك».

ودعا الى فتح تحقيق مستقل في الطريقة التي استخدمت بها ادارة بوش معلومات الاستخبارات لاقناع الشعب الاميركي بضرورة شن الحرب على العراق. وقال ان ادارة بوش «تتعامل مع المسألة بشكل عكسي. فهي تبدأ بالحل ثم توجد له مشكلة وتتلاعب بالحقائق لتناسب الوضع».

واشار الى ان «الادارة تسعى الى الحكم ضد ارادة الاكثرية» وتلجأ لذلك الى «حقائق محرفة والصمت والاسرار والتعتيم».

واكد ان ادارة بوش «ارهبت» جميع معارضيها «من خلال الرد على جميع الذين يسألونها عن الوقائع ويتحدون منطقها»، ملمحا بذلك على ما يبدو الى فضيحة ويلسون التي تنعكس سلبا على البيت الابيض.

وكان اعضاء ديمقراطيون في مجلس الشيوخ قد وجهوا انتقادات الى ادارة بوش في اعقاب نشر تقرير كاي. وقال السناتور ادوارد كينيدي الديمقراطي من ماساشوستس (شمال شرق) وعضو لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ «بعد الاستماع هذا الصباح الى تقرير ديفيد كاي، من الواضح ان العراق لم يشكل ابدا اي تهديد». واضاف «كان من الخطأ تعريض حياة الاميركيين للخطر بسبب قضية مشكوك في امرها ولا يزال عدد كبير منا يعتقد ان هذه الحرب كانت خطأ».

واعلن السناتور كارل ليفين المسؤول الثاني في لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ ان عدم العثور على اسلحة دمار شامل «يعزز ضرورة ان يحدد التحقيق الجاري حول اجهزتنا الاستخباراتية ما اذا كانت تلك المعلومات قد تم التلاعب بها او تضخيمها».