عالم ينشر إعلانات في الصحف الأميركية احتجاجا على عدم منحه جائزة نوبل

TT

في خطوة احتجاجية غير مألوفة، نشر عالم في نيويورك اعلانا من صفحة كاملة في ثلاث صحف رئيسية على الاقل زاعما انه حرم على نحو غير منصف من جائزة نوبل في الفيزياء او الطب، وهي الجائزة التي منحت لعالمين آخرين اخترعا طريقة التصوير عن طريق الرنين المغناطيسي «ام. ار. آي».

وورد في الإعلانات التي ظهرت في كل من «نيويورك تايمز» و«لوس انجليس تايمز» و«واشنطن بوست» وقدرت تكلفتها بحوالي 290 الف دولار، ان المخترع الحقيقي لنظام التصوير بالرنين المغناطيسي هو الدكتور ريموند داماديان رئيس ومؤسس «مؤسسة فونار» في لونغ آيلاند بولاية نيويورك.

يشار الى ان جائزة نوبل منحت يوم الاثنين الماضي الى بول لوتربير، من جامعة ايلينوي الاميركية، والسير بيتر مانسفيلد، من جامعة نوتينغهام البريطانية، وهما عالمان معروفان على نطاق واسع بمساهمتهما في تطوير نظام التصوير بالرنين المغناطيسي.

وورد في الإعلان المذكور، الذي سددت تكاليفه «مؤسسة فونار»، ان لجنة جائزة نوبل قد اهملت دور داماديان بعدم اعترافها بمساهمته في تطوير هذه التكنولوجيا التي تستخدم حاليا بصورة واسعة في تصوير الاعضاء الداخلية لجسم الانسان بغرض تشخيص الامراض.

وكان الدكتور داماديان قد قال مرارا انه «لو لم يولد لما كان هناك تصوير بالرنين المغناطيسي». وقال للصحافيين اول من امس انه لا مفر من حقيقة انه هو الذي بدأ كل شيء يتعلق بهذا الاختراع.

وورد في الاعلانات، التي ظهر واحد منها يوم الخميس فيما نشر اثنان الجمعة في صحيفتين اخريين، ان داماديان هو الذي صنع «التقدم» الذي قاد الى تكنولوجيا التصوير بالرنين المغناطيسي وان لجنة جائزة نوبل «اقدمت على فعل شيء ليس لها الحق في فعله وهو اهمال هذه الحقيقة».

إلا ان بعض العلماء يعتقدون ان مزاعم الدكتور داماديان لا اساس لها من الصحة. وقال الدكتور جيمس بوتشين، اخصائي علم الإشعاع بجامعة ولاية ميشيغن، ان ثمة اعتقاداً وسط العلماء في هذا المجال ان لجنة جائزة نوبل كانت على صواب هذه المرة، وان قرارها كان حكيماً ومنصفاً. كما قال بول بوتوملي، اخصائي علم الإشعاع بجامعة جونز هوبكنز، انه ليس بالامكان «شراء جائزة نوبل».

ولم يتسن الاتصال بالعالم لوتربير، إلا ان زوجته قالت انه لا يفضل مناقشة ادعاءات داماديان. كما لم يتسن الاتصال بالعالم مانسفيلد لمعرفة موقفه من هذه الادعاءات.

من جانبه، قال سفانتي ليندكيست، مدير متحف نوبل في استوكهولم، ان الجدل بشأن الاشخاص الذين تقرر منحهم الجائزة والآخرين الذين لم يحظوا بذلك امر يحدث سنويا، اذ ان كثيرا ما يحدث احتجاج بشأن اختيار الفائزين بسبب ما يطلق عليه «قاعدة الثلاثة اشخاص» التي تمنع تقسيم الجائزة اكثر من ثلاثة اشخاص، فيما تعتبر الاختراعات الحديثة في غالبية الاحيان مشروعات تنجزها مجموعة من العلماء.

إلا انه لم يحدث ان نظم شخص من المحتجين مثل حملة داماديان، الذي نشر إعلانات على صفحات كاملة في ثلاث صحف اميركية رئيسية وطلب من القراء كتابة خطابات ورسائل بريد الكتروني للجنة المسؤولة عن منح الجائزة لحثها على إلغاء قرارها. وظهرت في الإعلان صورة مقلوبة لميدالية نوبل وعنوان: «خطأ مخز يجب ان يصحح».

جدير بالذكر ان تقنية الرنين المغناطيسي ظلت حتى عقد السبعينات، عندما كان يطلق عليها «الرنين المغناطيسي النووي»، تستخدم من قبل الكيميائيين لاستخلاص تركيبة الجزئيات العضوية. وتعتمد هذه التكنولوجيا على السمات المغناطيسية لذرات الهيدروجين الموجودة في غالبية الجزئيات العضوية والماء داخل جسم الانسان. فعندما تدخل ذرات الهيدروجين في مجال مغناطيسي قوي وتتلقى سيلا من موجات الراديو فإنها تصدر اشارات راديو توفر معلومات حول وسطها المحلي.

وكان الدكتور داماديان، 67 سنة، قد قدم مساهمة رئيسية في هذا المجال. ففي عام 1971 توصل الى ان الإشارات التي تصدرها الانسجة السرطانية تختلف عن تلك التي تصدرها الانسجة السليمة. وفي ذلك الوقت اعلن داماديان ان هذه التقنية سيصبح استخدامها ممكنا لكشف السرطان في أي جزء من اجزاء جسم الانسان.

* خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ «الشرق الأوسط»