كُشف امس عن ان وزير الخارجية البريطاني جاك سترو «أجبر» بيتر هين، وزير ويلز وزعيم الاغلبية العمالية في مجلس العموم، على إلغاء فقرات من خطاب اخير تشتمل على انتقادات للولايات المتحدة. وذكرت صحيفة «الغارديان» البريطانية ان سترو تدخل لشطب عبارات دعا فيها هين أوروبا الى اتباع سياسة «تقدمية» بدلاً من فلسفة السوق التي انتهجتها الولايات المتحدة في ظل الرئيس جورج بوش، لا سيما انها ألحقت كثيراً من الظلم بفقراء العالم.
واشارت الصحيفة البريطانية الى ان مكتب هين وزع على الصحافة في ويلز مسودة الخطاب الذي كان من المقرر ان يلقيه الوزير الخميس الفائت في محاضرة بجامعة ويلز بمدينة ابرسويث، وذلك قبل اطلاع الجهات الحكومية المختصة بلندن على المسودة. وأضافت ان موظفي الخارجية تحفظوا على تلميحات وردت في المسودة الى رغبة بهزيمة بوش في انتخابات الرئاسة الاميركية المقبلة كي تتحقق «شراكتنا المثالية المبدأية بين أوروبا موحدة تقدمية وأميركا عالمية التوجه (بدلاً من الانفراد بذاتها». ويبدو أن سترو تدخل لدى الجهات المختصة بإعطاء الضوء الاخضر لشطب الفقرات التي ضمت الانتقادات لاميركا. ومعروف أن هين عمل قرابة اربع سنوات وزير دولة للشؤون الخارجية، وكان خلال عامه الاخير في الخارجية بمثابة نائب سترو. وقالت «الغارديان» ان الفقرة الاساسية التي اثارت سخط سترو وموظفيه اشتملت على اتهام اميركا بأن أسلوبها في اقتصاد السوق قد «قدم انتاجية عالية ونمواً في الولايات المتحدة، لكن لقاء ثمن (تمثل في) خدمات عامة رديئة ومعايير اجتماعية منخفضة وعنف متصاعد وفقر كبير». واضاف ان هذا كله ليس أجندة يجب ان تتبعها أوروبا التقدمية.