عائلة بريطاني أطلق عليه الإسرائيليون النار مصممة على ملاحقة الجناة قضائيا

TT

أعربت عائلة الشاب البريطاني توم هارندال، 21 عاماً، عن نيتهم بذل قصارى جهدهم لملاحقة الجندي الاسرائيلي المسؤول عن قتل توم سريريا قبل نحو ستة اشهر. وقال شقيقاه صوفي، 24 عاما، وبيلي، 18 عاما، إن العائلة تجري حالياً اتصالات مع جهات قانونية اسرائيلية وبريطانية بغرض تحديد الخطوات التي يجب اتخاذها لتقديم الجندي الجاني الى المحاكمة. وقد عمد ذوو المصور الشاب الذي أصيب برصاص في رأسه فيما كان يحاول إنقاذ أطفال في مخيم رفح بغزة، الى مناقشة موضوع رفع قضايا قانونية في بريطانيا واسرائيل تحسباً لصدور نتائج غير مرضية عن التحقيق الذي يتوقع ان الشرطة العسكرية الاسرائيلية ستجريه في حادثة قتل توم سريرياً. وأوضحت صوفي لـ«الشرق الأوسط» ان العائلة مستاءة من التأخر في الحصول على رد السلطات الاسرائيلية، لا سيما ان التقرير الذي قدمته لتل أبيب «يشتمل على أدلة قوية للغاية» تدين جيش الاحتلال بإطلاق الرصاصة القاتلة على توم، على حد تعبير مسؤول بريطاني بارز اعتذرت عن عدم ذكر اسمه. وقالت إن الإجابة الوشيكة «ستوضح ما اذا كانت تل ابيب ستأمر الشرطة العسكرية الاسرائيلية بإجراء تحقيق في الحادث ام لا». لكن من الواضح ان تحقيقاً كهذا لن تتوفر فيه صفتا الشمولية والشفافية اللتان تطالب بهما العائلة. ولذا تقوم العائلة حالياً بـ«استشارات محامين اسرائيليين وبريطانيين بهدف تحديد الخطوة القادمة»، حسبما أكدت صوفي. ولم يستبعد مقربون من ذوي الضحية أن يلجأوا الى المحكمة الاسرائيلية العليا إذا كان تقرير هيئة التحقيق العسكرية غير متوازن، كما اشاروا الى استعداد العائلة لإقامة دعوى في بريطانيا «لتقديم الجندي الذي اطلق النار على توم الى المحاكمة، لان محاسبته ستساهم في نسف اطمئنان الجنود الاسرائيليين الى ان بوسعهم إطلاق النار على الابرياء والبقاء بلا عقاب، وهذا في نهاية المطاف سيؤدي الى إنقاذ الآلاف من الفلسطينيين».

وجدير بالذكر ان العائلة اقامت موقعا على شبكة الانترنت «www.tomhurndall.co.uk» يضم التطورات المتعلقة بقضية توم. وانشأوا صندوقاً للتبرعات لمساعدتهم على رفع القضايا القانونية في محاكم اسرائيلية وربما بريطانية لإنصاف توم ومعاقبة «قاتله». وبوسع الراغبين في المساهمة بالتبرعات العودة الى حقل «donate» في موقع الانترنت المذكور آنفاً. يشار الى ان عائلة توم تلقت رسالة مواساة من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات اعتبر فيها توم «بطلاً ومدعاة للفخر»، ورسائل دعم من الآلاف حول العالم.

ومن جهته، قال بيلي الذي امضى ستة اسابيع في الاراضي المحتلة قبل حوالي 3 اشهر، انه زار المنطقة «كي ارى بنفسي ماذا يحصل هناك». وتابع «انا لست سياسياً، ولكني وجدت معاملة الاسرائيليين للفلسطينيين سادية بلا مبرر». ولدى سؤاله عما إذا زار رفح حيث اصيب شقيقه، قال بيلي «اضطررت للبقاء في الضفة الغربية لان الاسرائيليين لم يسمحوا لي بدخول غزة».