خلاف بين موفاز ورئيس أركانه حول قرار استدعاء الاحتياط

TT

تحفظ كبار ضباط الجيش الاسرائيلي وفي مقدمتهم رئيس الاركان موشيه يعلون، على قرار وزير الدفاع شاؤول موفاز، استدعاء وحدات من الاحتياط لتعزيز الاجراءات الامنية على الحدود بين الاراضي الفلسطينية المحتلة واسرائيل.

وحسب صحيفة «هآرتس» في عددها امس فان يعلون ابلغ موفاز بانه من الافضل تجنب استدعاء الاحتياط والتعويض عن ذلك بتقصير مدة التدريب للقوات النظامية وتحريك بعضها للقيام بمهام اخرى في الاراضي المحتلة، وتعزيز القوات الموجودة هناك.

وجرى ابداء هذا التحفظ كما قالت «هآرتس» في نقاش داخل الجيش في وقت سابق من الاسبوع الماضي». غير ان يعلون اشار الى ذلك في محاضرة القاها امام مجموعة من كبار الضباط في الجيش (من رتبة عقيد فما فوق). وتحدث يعلون في تلك المحاضرة عن الحاجة لأخذ الاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية بعين الاعتبار عند التفكير باستدعاء الاحتياط.

وانتقد كبار الضباط ايضا الصفوة السياسية التي اتخذت قرار الاغارة على معسكر تدريب مزعوم تابع لحركة الجهاد الاسلامي قرب العاصمة السورية دمشق، في الساعات الاولى من فجر يوم الاحد الماضي. وقالوا انه حتى قبل ان تكمل القوة التي نفذت العملية (بما في ذلك وحدات المساندة والانقاذ التي اتخذت مواقعها قرب الهدف لتقديم المساعدة لأي طيار قد تضطره الظروف للهبوط الاضطراري)، مهمتها، نشرت صحيفة «يديعوت احرونوت» في صفحتها الاولى تقريرا يزعم بان «دمشق قلقلة من هجوم على معسكر تدريب للجهاد».

وكانت التحقيقات الاولية غير الرسمية، قد برأت ساحة عدد من العسكريين الذين كانوا على علم مسبق بالغارة، ويعتقد ضباط كبار ان احد الشخصيات الساسية الكبيرة اما رئيس الوزراء ارييل شارون او وزير الدفاع موفاز، يقف وراء تسريب هذه المعلومات. وقال كبار الضباط ان المقصود من تسريب هذه المعلومات، كان خلق توازن مع عناوين الصحف حول عملية مطعم مكسيم في حيفا التي اسفرت عن مقتل 19 اسرائيليا وجرح اكثر من 60 آخرين. ورفض يعلون الذي ابلغ بشأن المعلومات المسبقة، بعد وضع اللمسات الاخيرة على خطة الغارة، التعليق على المسألة.

لكن التوتر في العلاقة بين قيادة الجيش والقيادة السياسية، تجاوزت هاتين القضيتين، في غضون الاسابيع. وثمة توتر في العلاقة بين يعلون وموفاز بسبب قرار وزير الدفاع التقليل من شأن قسم التخطيط في الجيش الذي يرأسه ميجر جنرال غيورا ايلاند، وابراز دور الميجر جنرال في الاحتياط عموس غلعاد الذي انتقل مؤخرا من الجيش الى وزارة الدفاع ليخدم مباشرة تحت امرة موفاز.

وقال يعلون بعد ان وصف الشعب مصدر السيادة، ان الشرعية المحلية لا بد ان تؤخذ في الحسبان عند اتخاذ قرار بشأن القيام بعمليات عسكرية بما في ذلك العمليات الوقائية. والمح يعلون بان الجيش يأخذ ذلك بعين الاعتبار، اكثر من الحكومة التي تعطي المعلومات التي تقود الى العمليات.

واضاف يعلون ان الجيش يقوم بتقييمات ديناميكية ويوجه لنفسه اسئلة صعبة، لكن الشيء ذاته لا يحصل في اوساط القيادة السياسية. وتابع القول ان عملية التعلم من كل عملية يقوم بها الجيش، لا بد ان تحصل على المستوى السياسي، المسؤول مباشرة عن مجمل الامن القومي.