رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر يطالب أميركا بتحديد وضع معتقلي غوانتانامو

* الدكتور كيلينبيرجر:عدم توجيه تهم للمعتقلين يستدعي سرعة إطلاقهم * سنستمر في مساعداتنا الإنسانية للعراقيين بالرغم من الظروف الأمنية الصعبة * علاقاتنا مع جمعية الهلال الأحمر السعودي جيدة بالرغم من الاختلافات

TT

طالب الدكتور جاكوب كيلينبيرجر، رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر، الولايات المتحدة الاميركية بتحديد الوضع القانوني للمعتقلين في غوانتانامو وتحسين ظروف اعتقالهم.

وقال في حوار لـ«الشرق الأوسط» في ختام زيارته للسعودية الاسبوع الحالي، ان عدم توجيه اي تهم للمعتقلين يستدعي سرعة اطلاق سراحهم. وعلى صعيد اخر، بين الدكتور كيلينبيرجر ان اللجنة الدولية للصليب الاحمر ستستمر في تقديم المساعدات الانسانية للعراقيين بالرغم من الظروف الامنية الصعبة والخطرة. ورفض الحديث عن احوال سجناء الحرب العراقيين او المعتقلين من كبار اركان النظام السابق، موضحا ان اللجنة زارت حوالي 7 الاف سجين في العراق. وفي ما يلي نص الحوار:

* ما هو الهدف من زيارتك الحالية للسعودية، وما هي طبيعة المباحثات التي اجريتها مع المسؤولين؟

ـ الهدف الحقيقي هو تقوية العلاقات والحوار مع السعودية وتوسيع نطاق التعاون مع الحكومة وجمعية الهلال الاحمر السعودي، فاللجنة الدولية للصليب الاحمر لم تحظ بكثير من الاهتمام في المملكة، وهذا الحوار بين الجانبين امر مهم جدا، فالسعودية دولة مهمة لنا خاصة في الاعمال الانسانية، واعتقد أن هذا له أسس في التقاليد الإسلامية ويجب على لجنتنا أن تشرح للرياض من نحن وماذا نفعل وما هي مبادئنا خاصة انه لم تكن لدينا أي اتصالات على مستوى عال مع السعودية منذ وقت طويل، وقد حان الوقت فعلاً للقيام بمثل هذه الاتصالات.

* ما هو تقويمك لمستوى العلاقات بين اللجنة وجمعية الهلال الاحمر السعودي؟

ـ العلاقات جيدة بين الجانبين، لكن هذا لا يعني عدم وجود اختلافات في وجهات النظر، وان كانت هذه الاختلافات ليست على صعيد المبادئ وانما قد تكون على صعيد اسلوب العمل الميداني وتنفيذ الأعمال الانسانية.

* ماهي ابرز المعوقات والصعوبات التي تواجه اعمالكم؟

ـ الأمن في كثير من أماكن الصراع أصبح متدهوراً، وهذا يشكل تحديا كبيرا لاعمالنا، وايضاً قبول أعمال المنظمة في بعض المناطق خاصة في أماكن الحروب المدنية، بالاضافة الى ان المزيد من الجماعات المسلحة غير معروف هيكلها والقيادة فيها مما يشكل صعوبة في معرفة مع من نتحدث.

* ما هو تقويمك للاوضاع الانسانية في العراق؟

ـ اولاً بالرغم من الظروف الامنية الصعبة والخطرة في العراق وفي ظل انسحاب العديد من المنظمات الانسانية، الا ان اللجنة قررت الاسبوع الماضي الاستمرار خاصة وان نشاطنا في هذا البلد منذ عام 1980 وبدون توقف. وقررنا ايضا الاستمرار في البصرة وبغداد والشمال ولذلك فان التزامنا بالمساعدات الإنسانية للعراقيين سيستمر وسنركز على 3 أمور، المعتقلين في السجون كسجناء حرب والمعتقلين المدنيين العراقيين وكبار شخصيات النظام العراقي السابق، ومواصلة دعم قطاع المياه وقطاع الصحة.

* كم عدد السجناء وما هي اوضاعهم الانسانية؟

ـ لا أستطيع أن اتحدث عن رقم معين عن سجناء الحرب ولكننا نقوم بزيارة حوالي 7 آلاف سجين، كما اننا زرنا كبار الشخصيات من النظام السابق. وفي الحقيقة فقد زارت اللجنة خلال العام الماضي حوالي نصف مليون معتقل في حوالي 70 بلدا للتأكد من أنهم يلقون معاملة إنسانية محترمة، وفي حال وجود ملاحظات توصي اللجنة بضرورة تحسين الأوضاع.

* هل من بينهم جنسيات عربية، وما هي جنسياتهم وكم عددهم؟

ـ لا أستطيع التحدث في هذا الموضوع.

* هل لديكم جهود لاطلاق سراح المعتقلين في غوانتاناماو وما هي احوالهم الصحية والنفسية؟

ـ كنت في اميركا في نهاية شهر مايو (ايار) الماضي وسأزورها ايضا قبل نهاية العام الحالي لان اللجنة قلقة على صعيدين محددين، الاول مطالبتنا للسلطات الاميركية بتحديد الوضع القانوني لكل معتقل لأنه من الصعب على الأفراد أن لا يعلموا وضعهم القانوني، ثانياً مطالبتنا بتحسين ظروف الاعتقال ومن سوء الحظ لا أستطيع الدخول في تفاصيل عن هذا الأمر لكننا نشعر طالما أنه لم يتم توجيه أي تهم لهم فلا بد أن يتم تسريع عملية إطلاق سراحهم.

* متى كانت اخر زيارة للجنة الدولية للصليب الاحمر للمعتقلين وهل نقلتم لهم رسائل من ذويهم؟

ـ نحن الآن على وشك إنهاء الزيارة السادسة لهم وزياراتنا هي على أساس منتظم ودوري والزيارة الواحدة تستغرق عدة أسابيع وهذا موضوع صعب وأنا أناقشه باهتمام وبشكل شخصي مع السلطات الأميركية المعنية، ونحن ننظم موضوع تبادل الرسائل بين المعتقلين وذويهم ولحد الآن قمنا بتسليم الآلاف من الرسائل وهي بين اثنين أو ثلاثة الاف رسالة صادرة من المعتقلين ومثلها واردة لهم.

* ما هي طبيعة الاعمال التي تقوم بها اللجنة في الاراضي الفلسطينية المحتلة وما هو تقييمك للوضع الانساني هناك؟

ـ الوضع الإنساني في الأراضي الفلسطينية سيئ ونشاطنا الرئيسي في إسرائيل والأراضي الفلسطينية هو نشاط حماية وهذا يعني زيارة المساجين والتدخل في حالات عدم احترام القانون الإنساني، لكن في العام الماضي لاحظنا أن الوضع الاقتصادي سيئ جداً في الضفة الغربية وقمنا بالعديد من الأعمال للمساعدة ونحن في الحقيقة نساعد 300 ألف فلسطيني في الضفة الغربية والظروف الإنسانية هناك صعبة للغاية.

* ما هي مصادر تمويل المنظمة؟

ـ ميزانيتنا أكثر من مليار فرنك سويسري 90 في المائة من الدول، واكبر الدول المساهمة هي أميركا، بريطانيا، سويسرا، هولندا، المفوضية الأوروبية، والسويد، ونتمنى النجاح في تنويع مصادر دخلنا ولكن هذا الأمر ليس بالسهل.

* هل تتدخل هذه الدول في قرارات وتوصيات اعمال اللجنة؟

ـ هذه الدول لا تحاول ابداً ان تؤثر في قرارات اللجنة وحياديتها كما انهم يحترمون استقلاليتها بشكل كامل ولا يحاولون استغلال الدعم المادي كما ان اللجنة لا تسمح بهذا الأمر.