مجلس الشورى السعودي يدعو المثقفات لمناقشة غلاء المهور و تكاليف الزواج

TT

وجه مجلس الشورى السعودي الدعوة لعدد من المثقفات والمهتمات بالشأن الاجتماعي لحضور جلسات اليوم، والمشاركة في نقاش العديد من القضايا التي تهم المجتمع مثل غلاء المهور، وارتفاع تكاليف الزواج.

وكان المجلس قد بدأ في وقت سابق مناقشة هذه القضايا، ويتوقع أن يستكمل اعضاؤه هذا الملف بعد سماعهم للآراء والاقتراحات المقدمة من النساء، إضافة إلى مرئيات اللجنة الاسلامية وحقوق الإنسان في المجلس حول هذه القضية.

وأبلغ مصدر في مجلس الشورى «الشرق الأوسط»، عن عزم المجلس مناقشة عدة توصيات تقدمت بها اللجنة الاسلامية، مثل إنشاء مجلس أعلى للاسرة السعودية مكون من عدة جهات عليا تهتم بمعالجة المشكلات، مثل ارتفاع نسبة العنوسة، والاسباب المؤدية للطلاق، كما توصي اللجنة بضرورة منح البنوك القروض اللازمة لمساعدة الشباب على الزواج.

واشار المصدر إلى أن وضع حد معين للمهور في السعودية من أصعب النقاط التي أشارت إليها اللجنة لعدة اعتبارات، من اهمها اختلاف النهج الاجتماعي ما بين فقير وغني، واختلاف المستويات والعادات الاجتماعية ما بين منطقة واخرى، كما أوصت اللجنة بضرورة حث الاباء على ادراك المشاكل المترتبة على غلاء المهور في المجتمع وارتفاع تكاليف الزواج، التي تؤدي الى عزوف الشباب عن الزواج.

تجدر الإشارة الى أن قضية غلاء المهور تشكل هماً اجتماعياً في اوساط المجتمع السعودي، الأمر الذي يرى الكثيرون أنه أصبح ظاهرة ملموسة في بعض مدن وقرى البلاد، ومتفاوتة بين منطقة وأخرى، والبعض من العائلات يتفاخرون بارتفاع مهور فتياتهم التي تصل في بعض الاحيان الى نحو 54 ألف دولار، ناهيك عن تكاليف الزواج من صالات أفراح ومستلزمات ومجوهرات.

وكانت بعض القبائل السعودية أخذت في وقت سابق بمبدأ توحيد السقف الأعلى للمهور للفتاة البكر بين 8 ـ 14 ألف دولار، وللثيب بين 6 ـ 8 آلاف دولار، كما يوجد بعض الآباء وأولياء الأمور الذين يتبسطون كثيراً في تحديد قيمة المهر، بحيث يطلبون مبلغاً رمزياً متواضعاً في الوقت الذي يقدمون فيه مساعدات مالية وعينية شخصية منهم للمتقدمين للزواج من بناتهم لاعانتهم على تكوين عش الزوجية.

ووفقا لاخر إحصائيات وزارة التخطيط السعودية فإن عدد الفتيات اللواتي لم يتزوجن بعد، بينهن 64 الف فتاة تجاوزن سن الثلاثين عاماً، ولم يوفقن في الزواج لأسباب مختلفة، منها ما يتعلق بغلاء المهور، وارتفاع تكاليف الزواج، ونظرة الفتاة الاستقلالية، وصعوبة اختيار الزوج في ظل الأساليب التقليدية.