سائقو سيارات الأجرة والحافلات يتحولون إلى مرشدين سياحيين

TT

هذا مسجد القبلتين.. هنا نزلت الآية القرآنية التي بعدها حوّل المسلمون قبلتهم الى المسجد الحرام بعدما كانوا يصلون تجاه المسجد الأقصى.. وهنا شهداء معركة بدر. الذين يتفوهون بهذه العبارات ليسوا مرشدين سياحيين كما يبدون للوهلة الاولى لمن يستمع اليهم، ولكنهم سائقو سيارات اجرة وحافلات واشخاص بسطاء درجوا على هذه المهنة منذ عقود، مهمتهم تقديم خدمات التعرف على المواقع والمزارات الدينية والاثرية في المدينة المنورة، وايضا قراءة بعض الادعية في الاماكن التي يتطلب فيها ذلك. وتصطف سيارات معظمها من الحافلات الصغيرة وسيارات الاجرة والبعض منها يملكها اشخاص، بعد صلاة الفجر امام المسجد النبوي الشريف في انتظار الزائرين.

وأحد هؤلاء هو سليمان اللهيبي، سائق اجرة، يقف يوميا بعد صلاة الفجر امام باب المجيدي في طابور طويل مع السيارات التي تقف في تلك المنطقة وينتظر دوره حتى يظفر بقيمة المشوار وهي 50 ريالا لكامل السيارة الصغيرة التي تسع خمسة ركاب. ويقول اللهيبي «منذ اكثر من 22 عاما وانا حريص على تقديم هذه الخدمة رغم انها لا تحقق لي مكسبا ماليا او دخلا جيدا، فمعظم اصحاب السيارات دخلوا هذه المهنة فضلا عن ان البعض منهم يسرق الركاب من خارج المنطقة فتضيع فرصتنا». ويمكن للزائر ان يتفاوض ويصل لسعر مناسب ومرضع لكون العاملين في زيارة الاماكن الدينية كثيرين، ومعظم الزوار الذين يأتون الى المدينة المنورة لا يعرفون بعض المواقع، ولهذا يستغل الكثير من السائقين هذا الجهل في عدم التجول بهم في اماكن كثيرة والاكتفاء بموقعين او ثلاثة فقط. ولهذا فان الكثيرين من السائقين او المرشدين السياحيين كما يحلو لزوار المدنية المنورة تسميتهم، يبادرون الى تخفيض الاسعار وتقديم الخدمات الأخرى مثل المشروبات الباردة.

ومع ان الموضوع لا يحتاج الى صعوبة في الشرح للزوار الذين لا يتحدثون العربية، خاصة بالشرح او بالاشارة، فان البعض منهم اصبح يتقن جملا قصيرة يمكن ان توصل المعلومة للمجموعة المرافقة معه، وهنا يعلق، نايف سعيد سائق حافلة «مايكروباص»: «اقف منذ الصباح بعد صلاة الفجر انتظر دوري، وفي كثير من الاحيان لا اجد زوارا خاصة وان الكثير منهم يتفقون مع اصحاب الفنادق والشقق السكنية الذين يحضرون الزوار، ولهذا فان الحصول عليهم من جوار المسجد اصبح امرا صعبا». ويقول نايف: «احصل يوميا على نحو 300 ريال من خلال «ردين» على المواقع التاريخية والاثرية التي يحبها الناس، وفي اوقات اخرى ألف بسيارتي بحثا عن ركاب». ومعظم السيارات التي تقف امام المسجد النبوي الشريف هي حافلات صغيرة تسع 15 راكبا، وسيارات النقل الخفيف، وحافلات كبرى سعة 40 راكبا، وهذه لا تعمل بشكل منتظم. أما الاماكن التي يقصدها الزوار فهي، مسجد قباء والبقيع وجبل أحد وبدر ووادي العقيق، مسجد القبلتين ومساجد الصحابة وهي متوزعة في عدة مواقع من المدينة المنورة، وايضا ومشاهدة الخندق الذي امر الرسول الكريم بحفره لحماية المدينة في معركة حملت نفس الاسم، ولا يفضل الكثير من الزوار تنفيذ جولات سياحية في اوقات المساء.