غجر العراق يتحسرون على أيام صدام

TT

بغداد ـ أ.ف.ب: يعيش الغجر الذين كانوا يحظون بنوع من الحماية في عهد الرئيس المخلوع صدام حسين حاليا مهمشين من قبل العراقيين مجبرين على العيش حياة الرحل في حالة فقر مدقع. ويقول نزار رمضان، 30 سنة، الذي اصبح عاطلا عن العمل منذ سقوط نظام صدام حسين «دمرت منازلنا واثاثنا ونحن نسعى من معسكر لآخر للعثور على مأوى لاطفالنا»، مضيفا وهو يحبس دموعه بصعوبة «نعيش حياة الفاقة. بلا كهرباء ولا ماء واحيانا بلا غذاء».

وتحاول 30 اسرة من الغجر في معسكر الكرامة سابقا الذي يقع على بعد 35 كلم من بغداد تنظيم حياتها. وفي هذه المباني المتداعية حيث لا نوافذ ولا ابواب يتكدس افراد الاسرة الواحدة في غرفة واحدة تستخدم ايضا غرفة نوم وحماما ومطبخا في آن.

وتؤكد ثريا التي كانت تضع عباءة سوداء يكاد المرء لا يتبين لونها من الغبار «ليس لدينا مياه ونحن نعيش مثل الحيوانات». وتضيف وهي تشير الى ارضية الغرفة التي تنبعث منها رائحة كريهة لفضلات بشرية «ابنائي لم يغتسلوا منذ شهر واخشى ان يصيبهم المرض». وتتابع «لا خيار لدينا. احاول التنظيف غير ان قيمة البشر لم تنزل ابدا الى هذا المستوى».

اما بشأن علاقتهم بالنظام السابق فانهم متكتمون. وتقول احدى الغجريات التي تدلت خصلات شعرها الاشقر على كتفيها «كنا نكسب قوتنا وكنا نعامل بشكل جيد ونعيش بكرامة»، وتضيف «لا ادري لماذا يراد بنا كل هذا السوء. كل شخص يكسب عيشه على طريقته» من دون مزيد توضيح.

وتحدث الرجال باستفاضة اكثر. وقال احدهم طالبا عدم كشف هويته وهو يكاد يعرب عن حسرته على النظام السابق «كثيرا ما كان يتم استدعاؤنا الى القصر ولذلك يكرهنا الجميع». وتابع «الغجر معروفون بحذقهم في الرقص وهم يعرفون كيف يعيشون ويحبون الحياة واغتنام ما توفره من فرص»، موضحا ان «العديد من الاشاعات تروج لكنها من اختراع اشخاص غيورين». غير انه رفض التعليق على اشاعات تحدثت عن ارتباطهم باجواء دعارة في قصر عدي صدام حسين.

وسط المعسكر تقوم طاولة وضعت كما اتفق، وتكدست فوقها علب العصير والبيض وحبات رمان مقام «سوبر ماركت». وتقول رحيمة «هذا كل ما نملك» في حين كانت بضع دجاجات هزيلة تبحث عن شيء تأكله وسط النفايات. واعرب «زعيم» هذه الجماعة شاكر محمود من جهته عن اسفه لغياب اي مساعدة من القوات الاميركية ومن السلطات العراقية الجديدة.

وقال محمود الذي يقوم بمساع لدى السلطات «لقد تفرقنا. البعض موجود في الموصل وآخرون في كركوك والبعض الآخر اضطروا للجوء في الجنوب». واضاف وهو يظهر رسالة وجهت الى التحالف يطالب فيها الغجر بمساعدة انسانية عاجلة «وعدونا بالمساعدة لكن حتى الآن لم نر شيئا سوى كلمات».

وقالت قسيمة التي اعياها الترحال والشيخوخة «نأمل الحصول على نوافذ وابواب قبل حلول الشتاء». وتضيف ان الجميع استفاد بطريقة او باخرى من النظام السابق غير ان الغجر «الضعفاء والمسالمين هم من يدفع الثمن عوضا عن العراقيين الذين امتلأت قلوبهم بالكراهية والمرارة».