سعود الفيصل: قرار إجراء انتخابات بلدية يعكس حرص القيادة السعودية على تنفيذ رغبات المواطنين

أكد أن قادة البلاد ليسوا «هواة تجارب» وأن المملكة بلغت مرحلة من التطور بات معها توسيع المشاركة أمرا مطلوبا

TT

بوتراجايا (اندونيسيا) ـ أ.ب: قال الامير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي، امس ان السعودية ستنظم اول انتخابات بلدية لأنها اصبحت مطلبا متزايدا من جانب المواطنين السعوديين. وأضاف ان «قادتنا ليسوا هواة تجارب وإنما يسعون في المقام الأول الى تنفيذ رغبات المواطنين السعوديين وبالتأكيد بلغنا مرحلة من التطور بات معها توسيع مشاركة المواطنين امرا مطلوبا». وكان الامير عبد الله بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني السعودي، قد اصدر توجيها لكل الادارات الحكومية باتخاذ الاجراءات اللازمة ازاء الانتخابات البلدية. وجاء في تصريحات الامير سعود الفيصل كأول تعقيب من مسؤول سعودي رفيع المستوى حول القرار الذي صدر اول من امس بشأن مشاركة المواطنين في انتخابات 14 مجلسا بلديا في انحاء المملكة. وقال الامير سعود ان القرار يعتبر خطوة في الاصلاحات التي تنفذها المملكة. وأشار الى ان الأمير عبد الله اكد في الجلسة الافتتاحية لمجلس الشورى ان انتخابات البلديات ستكون بداية لتوسيع مشاركة المواطنين السعوديين في النظام السياسي.

من ناحية ثانية، وصف الامير سعود الفيصل الانتقادات في بعض الأوساط الاميركية للسعودية في مجال الحرب على الارهاب بأنها «سخيفة». وأوضح ان هذه الانتقادات لا تستند الى ادلة وانها لا تعدو ان تكون محاولة لتشويه سمعة السعودية في نظر المجتمع الدولي، مؤكدا ان السعودية ربما تعتبر الآن الدولة الاكثر فاعلية ونشاطا في مكافحة الارهاب في المسرح الدولي. وأشار في هذا السياق الى ان السعودية لم تتبادل فحسب معلومات مهمة ادت الى انقاذ ارواح في الكثير من الدول، بل ان السلطات السعودية اعتقلت اعضاء في خلايا تابعة لتنظيم «القاعدة» وقضت على خلايا اخرى وأوقفت كل السبل التي يمكن ان تسمح لتنظيم «القاعدة» باستخدام مصادر سعودية للتمويل.

كما تحدث الامير سعود الفيصل عن الخطر الذي تشكله ترسانة اسرائيل النووية. ففي إشارة الى التقارير التي تحدثت عن تعديل اسرائيل صواريخ «هاربون» الاميركية الصنع بغرض تحميلها رؤوساً نووية لاستخدامها ضد الغواصات، قال وزير الخارجية السعودي ان قدرات اسرائيل في الوقت الراهن باتت تشكل تهديدا يصل مداه الى غرب اوروبا وشبه القارة الهندية. وفي هذا السياق تحدث الامير سعود حول مدى الخطر الذي يشعر به الكل في المنطقة من جراء التطورات التي تحدث في اسرائيل، كما اشار الى ان عدد سكان اسرائيل لا يتجاوز 4 ملايين نسمة، لكنها رغما عن ذلك تحيط نفسها بإطار امني هائل، بل اظهرت انها لا تتردد في استخدام قدراتها في الهجوم من دون ان يتعرض لها احد، في مخالفة واضحة للقانون الدولي، فيما يسمح لها بالحصول على الوسائل التي تمكنها بالتالي من الحصول على السلاح لإسناد هذا الإطار الامني.

وفيما لم تعترف اسرائيل بأنها تملك اسلحة نووية، اشار خبراء في هذا المجال الى انها تملك عددا من الرؤوس النووية يتراوح بين 100 و200 وانها تملك القدرات اللازمة لإطلاق هذه الرؤوس النووية بواسطة طائرات «اف-15» و«اف-16» الحربية الى جانب صاروخ «جيريكو 2» المتوسط المدى. وكانت حكومات الدول المسلمة قد اتهمت واشنطن على نحو متكرر باتباع نهج قائم على ازدواجية المعايير بالسماح لاسرائيل ضمنا ببناء ترسانتها النووية، فيما تصر على حظر تطوير اسلحة الدمار الشامل عندما تتحدث عن دول مثل العراق وسورية وايران.