قادة دول منظمة المؤتمر الإسلامي يناقشون طلب روسيا الانضمام للمنظمة

مصدر دبلوماسي: قبول روسيا سيفتح الباب أمام دول أخرى لطلب الانضمام مثل الهند

TT

من المتوقع ان يناقش قادة 56 دولة اسلامية في اجتماع قمتهم العاشر غداً في ماليزيا طلب روسيا الانضمام للمنظمة. ويثير الطلب الروسي هذا العديد من علامات الاستفهام حول اسباب حرص موسكو الآن على الالتحاق بالمنظمة، والطموحات التي تسعى الى تحقيقها، وعما اذا كان ميثاق منظمة المؤتمر الاسلامي يجيز هذا الانضمام. وهل تثير هذه المسألة امكانية طلب دول اخرى مثل الهند للانضمام؟ وماهي طبيعة ردود الافعال للدول الاعضاء في المنظمة، وردود الافعال داخل روسيا نفسها وبالاخص على صعيد الكنيسة الارثوذوكسية؟

وكان طلب روسيا بالانضمام قد جاء بعد زيارة رسمية قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى ماليزيا في شهر اغسطس (اب) الماضي اكد فيها للماليزيين حرص بلاده على الانضمام الى المنظمة. وقال سيد حامد البار وزير خارجية ماليزيا في تصريحات صحافية ان الرئيس بوتين صرح برغبة واهتمام بلاده بالانضمام للمنظمة بصفة عضو أو مراقب. ومن ماليزيا صدرت اولى اشارات في عدم الاعتراض على الطلب الروسي. واضاف البار: «ان ماليزيا ليس لديها مشكلة على اساس خلق تفاهم افضل للاسلام والدول الاسلامية». وكررت روسيا الطلب مرة ثانية ولكن هذه المرة في موسكو وذلك عندما اعلن بوتين عن هذه الرغبة لضيوفه السعوديين في اوائل سبتمبر (ايلول) الماضي. واعلن الرئيس الروسي في حفل عشاء اقامه على شرف ضيفه الزائر الامير عبد الله بن عبد العزيز، ولي العهد السعودي، عن شكره لتفهمه رغبة روسيا في الانضمام الى انشطة منظمة المؤتمر الاسلامي. وابلغ نائب مدير ادارة العلاقات الخارجية بالكنيسة الأرثوذكسية الروسية الاب سيولود شادليم «الشرق الأوسط» في اتصال هاتفي ان الكنيسة تنظر الى هذا الموضوع بنظرة ايجابية. وقال: «اعتقد انه من المهم ان نكون منفتحين على العالم الاسلامي، ونحافظ على علاقات مع منظمة المؤتمر الاسلامي».

واضاف بان الاقليات الاسلامية في روسيا يجب ان تعطى لها كل الفرص من اجل ان تؤسس علاقات واتصالات مع المجتمعات الاسلامية الاخرى في العالم. وبرر السفير الروسي لدى السعودية طلب بلاده بان سكان روسيا بما في ذلك المسلمين لديهم الاهتمام بتطوير العلاقات مع بلدان العالم العربي والاسلامي.

وقال الدكتور اندريه باكلانوف في حديث لـ«الشرق الاوسط»: «نحن ننظر الى بلدان العالم العربي والاسلامي ككيان مهم جداً لروسيا الاتحادية ومصالحها، وكذلك الامر المهم وجود اكثر من 23 مليون مسلم في روسيا وهم جزء منها ويريدون ان يشعروا بارتباط سياسة روسيا بسياسة البلدان الاسلامية».

الا ان الاكاديمي السعودي المتخصص في العلاقات الدولية الدكتور جميل بن محمود مرداد يخالف السفير الروسي في تبرير طلب الانضمام، بان روسيا تسعى الى ضمان لعدم اقلاق الدول الاسلامية لشرعيتها أو سيادتها على مثل هذه الجمهوريات سواء الشيشان أو انغوشيا، وفي المقابل فان الدول الاسلامية ترغب في استثمار الوجود الروسي باعطاء موسكو الحافز في ان تعطي شعوب هذه الجمهوريات مزيدا من الحريات الدينية والسيادية حتى يمكن ان يمارسوا شعائرهم الدينية والثقافية والحضارية باستقلالية. ويقول الدكتور مرداد، لا بد من وجود مقايضة بحيث ان الدول الاسلامية تضمن في النهاية حقوق الاقليات المسلمة. مصدر مطلع على شؤون منظمة المؤتمر الاسلامي قلل من اهمية احداث روسيا للتأثير على اعمال وتوجهات دول المنظمة. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «سيكون وضع روسيا في المنظمة، اذا اجيز طلبها، كمراقب وليس عضوا كاملا والعضو المراقب لا يشارك في التصويت أو مناقشة بنود الاجتماعات». واضاف: «المراقب تعطى له الكلمة اذا ما طلب ذلك في الاجتماعات والصلاحية الوحيدة التي يتمتع بها المراقب هي امكانية ابداء الرأي في موضوع ما، الا ان هذا الرأي غير ملزم للدول الاعضاء في المنظمة». واوضح مصدر دبلوماسي مقيم في السعودية لـ«الشرق الأوسط» ان انضمام روسيا طريق مهم لانضمام الهند التي توجد فيها تجمعات مسلمة كبيرة يصل تعدادها الى حوالي 200 مليون مسلم. وقال الدبلوماسي: «قدمت قطر في اجتماع وزراء خارجية منظمة المؤتمر الاسلامي في الخرطوم طلبا من الهند لدخول المنظمة بصفة مراقب ورفض الطلب على اثر تشكيل لجنة من عضوية عدد من دول المنظمة ومن ضمنها السعودية لدراسته». واكد المصدر ان باكستان تعترض على دخول الهند، مشيراً الى ان اسلام اباد سبق ان هددت بالانسحاب من المنظمة اذا قبل طلب الهند. وقال المصدر: «الباب موصود امام الهند وبخلاف الاعتراض الباكستاني توجد ايضا معارضة من الدول الداعمة لباكستان، وامر مهم اخر هو قضية كشمير ولا توجد امكانية لدخول الهند قبل حل هذه القضية».

واشار المصدر الى عدم وجود شروط معينة لقبول دولة ما بصفة مراقب، مؤكدا فقط على ضرورة ارتباطها بقضايا العالم الاسلامي، مبينا ان روسيا استفادت من قضية الشيشان ذات الصبغة الاسلامية لتقديم طلبها.

وكان زير خارجية ماليزيا سيد البار اكد في تصريحات صحافية ان الحصول على العضوية بصفة مراقب تعتمد على الموافقة بالاجماع من دول المنظمة. غير ان استاذ العلاقات الدولية الدكتور مرداد اكد على ضرورة وجود معايير وشروط واضحة للتعامل مع طلبات العضوية. و«ضرورة وجود قدر معين من الحرية للمسلمين، وتحقيق مستوى معين من التنمية الاقتصادية، ونسبة معينة من مشاركة المسلمين في النظام السياسي وصنع القرار السياسي».