محكمة ليبية تطرد دبلوماسية بلغارية من القاعة

TT

ابعدت محكمة الجنايات في مدينة بنغازي الليبية من قاعة المحكمة اول من امس الينورا ديميتروفا، السكرتير الاول في السفارة البلغارية لدى طرابلس، بسبب ما وصفته بـ«سلوكها غير اللائق» اثناء انعقاد الجلسة السادسة للمحكمة التي تنظر في قضية اصابة اكثر من 400 طفل في مستشفى الفاتح ببنغازي بفيروس مرض نقص المناعة المكتسبة (ايدز). وقالت وسائل الاعلام في صوفيا ان قرار طرد الدبلوماسية البلغارية جاء استجابة لطلب خطي تقدم به محام يدافع عن احد رجال الامن الليبيين الذي يمثل ايضا امام المحكمة لاتهامه بممارسة التعذيب ضد ممرضات بلغاريات متهمات في هذه القضية.

ونقل مصدر صحافي بلغاري عن ديميتروفا زعمها ان رجل الامن الليبي الذي تقول وسائل الاعلام البلغارية انه «عقيد»، غمز لها بعينه اثناء مرورها بالقرب من مكان جلوسه في قاعة المحكمة مما جعلها تقول له بصوت عال «من انت، وكيف تسمح لنفسك بذلك»؟ واضافت ديميتروفا «ان رجل الامن حاول استفزازها ومن ثم جعل من نسفه ضحية». ونقل المصدر ذاته عن رجل الامن الليبي قوله: ان السكرتير الاول في السفارة البلغارية كانت تنظر اليه طيلة الوقت بصورة سيئة».

وكانت ديميتروفا تشغل وظيفة السكرتير الصحافي بالخارجية البلغارية قبل تعيينها في منصب سكرتير اول في سفارة بلادها لدى طرابلس.

وواصلت جلسة المحكمة اعمالها بعد خروج ديميتروفا من القاعة.

واستمعت هيئة المحكمة الى اعضاء هيئة الدفاع الذين وكلهم اهالي الاطفال المصابين وكذلك الى موكلي المتهمين في القضية ومن بينهم البلغار الستة. ثم قررت المحكمة رفع الجلسة لتعود الى الانعقاد يوم الاثنين المقبل.

وحضر هذه الجلسة علاوة على دبلوماسيين وصحافيين بلغار، سفيرا بلجيكا واليونان ودبلوماسيون من بريطانيا وفرنسا وايطاليا وبولندا وجمهورية التشيك معتمدون لدى طرابلس.

وكان وزير خارجية بلغاريا مولمون باسي قد صرح انه اطلع اخيرا نظراءه الاوروبيين على تفاصيل هذه المحاكمة.

ومنذ اعلان محكمة الشعب في ليبيا، التي تنظر عادة في قضايا تهم امن الدولة، عدم اختصاصها في هذه القضية، واحالتها اوراقها الى محكمة جنايات عادية فان المحكمة في بنغازي عقدت حتى الآن ست جلسات استمعت خلالها الى الادعاء العام والى افادات ذوي الاطفال المصابين ومحاميهم الذين طالبوا بتعويضات مالية كبيرة، وكذلك الى المتهمين ومن بينهم البلغار الستة وموكليهم. كما ادى بأقوالهما امام المحكمة خبيران في مرض الايدز، هما الفرنسي مونتانيس والايطالي كوليزي، اللذان قالا ان المرض انتشر في اوساط اولئك الاطفال قبل شروع الممرضات البلغاريات بالعمل في المستشفى المذكور.