هزيمة لبوش إثر قرار مجلس الشيوخ تحويل نصف ميزانية العراق قروضا

TT

تبنى مجلس الشيوخ الاميركي ذو الغالبية الجمهورية الليلة قبل الماضية تعديلا على مشروع الميزانية الاضافية البالغة 87 مليار دولار التي طلبها الرئيس جورج بوش للعراق وافغانستان ينص على تحويل نصف الـ20 مليار دولار المخصصة لاعادة الاعمار في العراق، الى قروض.

ويعتبر هذا التصويت هزيمة لادارة بوش التي طلبت ان تكون المساعدة الاميركية بالكامل على شكل منحة لاعادة اعمار العراق، واستخدمت كل قدراتها لافشال هذا التعديل الذي يدعمه عدد من اعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين. واقر التعديل بغالبية 51 صوتا مقابل 47، حيث صوت ثمانية جمهوريين لصالحه وعارضه اربعة ديمقراطيين، في ختام مناقشات حادة جعلت نتيجة التصويت غير مؤكدة حتى اللحظة الاخيرة. واشار انصار تحويل جزء من المساعدة الاميركية الى قروض الى ان الرأي العام الاميركي لن يتفهم بسهولة لماذا تقدم الولايات المتحدة 20 مليار دولار لبلد مثل العراق يملك ثاني اكبر احتياطات النفط في العالم، لاعادة اعمار بنيته التحتية ومدارسه، في حين لا تزال التغطية الاجتماعية في الولايات المتحدة غير كافية. وقالت عضو مجلس الشيوخ الجمهورية سوزان كولينز «يتوجب علينا ان نؤكد للاميركيين ان القروض ستسدد ما ان يصبح العراق من جديد بلدا مزدهرا»، مشيرة الى الثروة الكبيرة التي يتمتع بها هذا البلد. ولفتت كولينز ايضا الى ان الـ 20 مليار دولار التي طلبتها ادارة بوش للعام 2004 لاعادة اعمار العراق، تعادل قيمة كامل المساعدات الاجنبيـــة التـــي تدفعها الولايات المتحدة سنويا. ورأى السناتور الديمقراطي كارل ليفين ان منح العراق «مساعدات على شكل هبات هو كمن يقول لبقية العالم ان الولايات المتحدة تسيطر على العراق». وقد شدد معارضو صيغة القروض على القول ان ذلك سيعطي الحق لمنتقدي الولايات المتحدة عندما يؤكدون ان السيطرة على النفط العراقي كانت السبب في التدخل العسكري الاميركي في العراق. اضافة الى ذلك، فان مثل هذه المقاربة لن تشجع حلفاء الولايات المتحدة على الاسهام في اعادة اعمار العراق، لا سيما قبل عقد مؤتمر الدول المانحة هذا الاسبوع في مدريد. وتساءل السناتور الجمهوري جون ماكين قبيل التصويت «كيف تريدون مطالبة الدول الاخرى بتقديم الاموال لاعادة اعمار العراق في حين لا تقدمون سوى القروض؟». واضاف قائلا «اعارض هذا التعديل لاني لا اريد ان تتقرر سياسة العراق في باريس او في موسكو». والتعديل الذي اقره مجلس الشيوخ وتقدم به السناتور الديمقراطي ايفان باي من يمنح الرئيس بوش ايضا امكانية الغاء القروض اذا قامت الدول الرئيسية المانحة لبغداد بالغاء 90 في المائة من القروض التي كانت قدمتها بموجب عقود مبرمة في ظل النظام العراقي السابق.

لكن اذا كان مبلغ الـ20 مليار دولار لاعادة الاعمار في العراق قد تسبب بمعركة في مجلس الشيوخ، فان الـ67 مليارا المتبقية من المبلغ المطلوب من قبل الرئيس بوش والذي يخصص القسم الاكبر منه لتمويل الانتشار العسكري، تبقى موضع تفاهم واسع داخل مجلسي الشيوخ والنواب معا.