4 قتلى أميركيين في انفجار ببغداد وباشتباك مع مسلحين في كربلاء وهجوم على مقر «التحالف» في كركوك

مقتل 8 من حراس رجل دين شيعي وشرطيين عراقيين والقوات الأميركية تخفف إجراءاتها الأمنية في «مدينة الصدر»

TT

قتل 4 من عناصر الشرطة الاميركية امس والليلة قبل الماضية في انفجار في بغداد واشتباك مع مسلحين شيعة في كربلاء قتل فيه ايضا عنصران من الشرطة العراقية وثمانية من حراس رجل دين شيعي، حسبما اكدت مصادر عسكرية اميركية. من ناحية ثانية، شهدت مدينة كركوك عددا من الهجمات بما فيها هجوم بسيارة ملغومة على مقر قوات «التحالف» أسفر عن مقتل امرأة، فيما اشارت مصادر الى انتشار عناصر من «فدائيي صدام» في الموصل.

وجاء في بيان عسكري ان احد افراد الشرطة العسكرية الأميركية قتل وأصيب اثنان في انفجار قنبلة في بغداد صباح امس. ولم يذكر البيان تفاصيل أخرى. من ناحية ثانية ، قال المتحدث العسكري الاميركي الكومندان رالف مانوس: «تعرضت الخميس في الساعة 30.23 دورية للشرطة العراقية يرافقها عناصر من الشرطة العسكرية الاميركية، لهجوم من قبل عراقيين كانوا متمركزين على اسطح منازل قرب مسجد العباس» في كربلاء. واضاف المتحدث «قتل ثلاثة عناصر من الشرطة العسكرية الاميركية واصيب اربعة آخرون بجروح خلال القتال» ليرتفع بذلك الى 101 عدد الجنود الاميركيين الذين قتلوا في العراق منذ اعلان الرئيس الاميركي جورج بوش انتهاء العمليات الحربية الرئيسية في العراق في مطلع مايو (ايار) الماضي. وحسب المتحدث «قتل عنصران من الشرطة العراقية واصيب خمسة اخرون في القتال ايضا» في كربلاء.

وحسب مقربين من رجل الدين الشيعي محمود الحسني فان الاشتباك بدأ عندما جاءت الدورية الاميركية ـ العراقية وطلبت من نحو 20 مسلحا في مكتب الحسني وامامه مغادرة المكان، وعندما رفضوا اطلق النار عليهم، وحسب مصدر عسكري اميركي قتل ثمانية منهم. وشوهد انصار الحسني المسلحون يقومون بدوريات في هذه المنطقة خلال الليل في انتهاك لحظر التجول الذي فرضته قوات التحالف هذا الاسبوع. واشار احد هؤلاء الانصار طالبا عدم ذكر اسمه الى وقوع اشتباك مع قوات التحالف، مضيفا ان عددا من الاشخاص قتل من الجانبين. وتجدد اطلاق النار صباح امس لفترة قصيرة. ويوم الثلاثاء الماضي حصلت مواجهات بين انصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر واتباع المرجع الديني آية الله علي السيستاني اسفرت عن سقوط خمسة قتلى واكثر من عشرين جريحا في كربلاء.

وجاءت مواجهة كربلاء في وقت اكد فيه مسؤولون في وزارة الدفاع الاميركية، تصميم القوات الاميركية على مواجهة الميليشيات الشيعية خاصة انصار مقتدى الصدر ولم يستبعدوا اعتقال الاخير. الى ذلك ، خففت القوات الاميركية التي سيطرت اول من امس على مقر المجلس البلدي في «مدينة الصدر» في بغداد، اجراءاتها الامنية امس لكنها ابقت جنودا حول المبنى. وصرح اللفتنانت جستن فوركنر «سنبقى هنا مع الشرطة العراقية طالما دعت الحاجة حفاظا على سلامة المبنى». وكان الجيش الاميركي قد استعاد السيطرة على مقر المجلس البلدي الذي احتله رجال مقتدى الصدر. وردا على سؤال حول وجود جنود اميركيين على بعد امتار من مسجد المحسن حيث تجمع الشيعة ظهرا لصلاة الجمعة قال «كنا فعلنا الشيء نفسه حتى لو كان نهار الاربعاء». واول من امس طوقت ست دبابات وعدد من الآليات المدرعة الاميركية محيط المبنى في حين قام جنود بمد اسلاك شائكة حول القطاع وتم اعتقال 12 من انصار مقتدى الصدر. وامس تمركزت دبابات امام المبنى في حين اخذ اربعة جنود مواقع على سطحه. واستؤنفت حركة السير التي كانت محظورة اول من امس في القطاع جزئيا على الطريق المؤدية الى المسجد. وكانت حركة السير طبيعية وحلقت طائرتا هليكوبتر اميركيتان فوق القطاع.

وكان رجال مقتدى الصدر قد سيطروا منذ اسبوع على مبنى المجلس البلدي في الحي ورفضوا المجلس الذي يدعمه الاميركيون. وقال فوركنر ان «اعضاء المجلس البلدي (الذي شكل بإشراف قوات التحالف) لم يعودوا بعد لكننا ننتظرهم خلال النهار». والاسبوع قبل الماضي اسفرت صدامات بين ميليشيا مقتدى الصدر «جيش المهدي» وجنود اميركيين عن سقوط قتيلين في صفوف الميليشيا. كما قتل جنديان اميركيان في هذا الحي الشعبي، وقاد الصدر امس 3000 من اتباعه في مظاهرة سلمية في بغداد حاملين لافتات تهاجم «الاحتلال الاميركي، من ناحية ثانية شهدت مدينة كركوك مجموعة من الهجمات استهدف احداها بسيارة ملغومة المقر العام للقوات الاميركية ـ البريطانية وادت الى مقتل امرأة عراقية اول من امس. وتوقفت السيارة وفيها ثلاثة ركاب امام المقر العام للجنود الاميركيين الذين فتحوا النار في اتجاهها.وانطلقت السيارة بعد ذلك بسرعة وعبرت مسافة مائتي متر ثم خرج منها الركاب الثلاثة وفروا راكضين. وانفجرت السيارة بعد ذلك ببضع ثوان.كما قال قائد شرطة المرور في المدينة صباح بهلول انه نجا من اعتداء استهدفه قبل منتصف الليلة قبل الماضية. واضاف ان صاروخا من نوع «ار.بي.جي 7» سقط على سيارته بينما كان موجودا على بعد 25 مترا من السيارة التي دمرت كليا، مؤكدا انه لم يصب بجروح. واوضح ان الهجوم هو الثالث الذي يستهدفه بعدما نجا من محاولتين سابقتين في 10 يوليو (تموز) و23 اغسطس (آب).

الى ذلك، قتلت والدة مواطن كردي في كركوك يشتبه الناس في انه يتعاون مع الاميركيين، لدى انفجار قنبلة وضعت في حديقة منزلها في حي القادسية، كما اعلن الملازم في الشرطة وطبان سلطان الجميلي. واضاف ان والدة غازي داود البالغة من العمر 75 عاما قد قتلت في الانفجار الذي ألحق اضرارا بالغة بالمنزل. وقد تلقى داود عددا من رسائل التهديد التي بعث بها مجهولون وتتهمه بالتعاون مع القوات الاميركية، كما قال الملازم الجميلي. وفي هجوم آخر، سقط صاروخ «ار.بي.جي 7» على مقر حركة الوفاق الوطني العراقي في كركوك التي يرأسها الرئيس الحالي للمجلس الوطني الانتقالي اياد علاوي، كما قال العقيد خطاب عبد الله عارف. واضاف ان محمد خورشيد مساعد وزير الداخلية العراقي كان موجودا في المقر لحظة وقوع الهجوم لكنه لم يكن مستهدفا على ما يبدو. وألحق الصاروخ اضرارا بسيارة كانت متوقفة بالقرب من بوابة المقر لكنه لم يسفر عن اصابات.

وفي الموصل تصاعدت وتيرة الهجمات اليومية على قوات التحالف ومراكز الشرطة العراقية. وتؤكد المصادر القريبة من الفصيلين الكرديين الرئيسيين، الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، انتشار عناصر من «فدائيي صدام» داخل المدينة بغية زعزعة الامن والاستقرار في الموصل. وقال مسؤول في الحزب الديمقراطي الكردستاني لـ«الشرق الأوسط» ان ثلاثة مراكز للشرطة تعرضت الليلة قبل الماضية لهجمات اصيب فيها 5 من افراد الشرطة فيما واصلت قوات التحالف مداهمة منازل بحثا عن المشتبه فيهم.