بعد اختيار منظمة الصحة العالمية أبها مدينة صحية: عسير تبدأ تطبيق المرحلة الأولى من برنامج الصحة للجميع

TT

اختيرت مدينة أبها ـ جنوب السعودية ـ (مدينة صحية) من قبل منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة السعودية، حيث شرع المسؤولون في منطقة عسير تطبيق المرحلة الأولى من برنامج المدن الصحية الذي رفعته المنظمة تحت شعار (الصحة للجميع بحلول عام 2000) وهو ما تم الإعلان عنه في صيف هذا العام.

وشرعت مديرية الشؤون الصحية في عسير أخيراً في تطبيق المرحلة الأولى من البرنامج وذلك من خلال تكوين اللجان المناط بها تنفيذ وتفعيل دور البرنامج بجميع تخصصاته ووفقا، لكتيب صدر عن مديرية الشؤون الصحية بمنطقة عسير فأن برنامج المدن الصحية يهدف إلى النهوض بصحة السكان بحيث يسهم في رفع مستوى الخدمات والظروف البيئية في المدن ومن ابرز هذه الأهداف: زيادة الوعي الصحي والبيئي لدى مختلف شرائح المجتمع بالقضايا الصحية والبيئية في إطار جهود التنمية البيئية وكذلك استقطاب دعم ومشاركة المجتمع في معالجة المشاكل البيئية من حيث التخطيط والتنظيم والتنفيذ والتقييم للمشروعات الصحية والبيئية ودعم وتعزيز دور الإمارات والمحافظات في التصدي للمشاكل الصحية والبيئية بالمدن وذلك من خلال المشاركة والتعاون بين مختلف القطاعات الحكومية والقطاع الخاص وكذلك أفراد المجتمع. وقدم الكتيب تعريفا للمدينة الصحية، فهي المدينة التي تعمل بشكل دائم على تحسين بيئتها الطبيعية والاجتماعية والاقتصادية وعلى تعريف سكانها بكيفية تنمية موارد مجتمعهم ودعم بعضهم البعض والتعاون مع مختلف القطاعات الصحية والبلدية والتعليمية والزراعية ومصلحة المياه والصرف الصحي والكهرباء.. مما يمكنهم من الوصول لأعلى المستويات من الإمكانات والخدمات في المجتمع ومن ثم تمتعهم بأرقى مستوى من الأداء في أعمالهم وحياتهم العلمية والعملية. ويعد برنامج المدينة الصحية برنامجاً مستمراً ولا يهدف فقط للوصول إلى نتيجة معينة من خلال تنفيذ أنشطة محددة ثم يتوقف عند ذلك فحسب، بل هو برنامج مستمر باستمرار المدينة التي يبدأ تطبيقه بها وتناول مقومات المدينة الصحية ومن أهمها توفير المياه الصالحة للشرب وتوفير نظام صرف صحي جيد والتخلص من النفايات الصلبة وكذلك النظافة العامة ووجود الحدائق والمتنزهات والمساحات الخضراء والتوزيع السكاني الجيد على مختلف أحياء المدينة والحد من ارتفاع مباني المدينة مع إبقاء مساحات كافية من الأرض المحيطة بالمنزل وتوفير الرعاية الصحية الأولية والمستشفيات وربط جميع أجزاء المدينة بشبكة من الطرق والمواصلات إضافة الى خلوها من مصادر التلوث البيئي والضوضائي كالمصانع والورش والمقاهي وحدد الكتيب مواصفات المدن الصحية وهى التي تلبى الاحتياجات الأساسية لسكانها من مياه نظيفة وصرف صحي وخدمات صحية وكذلك المدينة التي تعتز بتراثها التاريخي والثقافي وتحتفي به وتضم مجتمعا قويا ومتكاتفا يؤازر بعضهم بعضا ويشارك أبناء المجتمع في إيجاد الحلول لمختلف مشكلاتها وتوفر لسكانها الاطلاع على مجموعة متنوعة من الخبرات وتوفير إمكانية التواصل مع الآخرين وان يكون اقتصادها متنوعا ومتجددا وتقوم كذلك على منظومة بيئية مضمونة من الاستمرار.

وشرح الكتيب، تفعيل تنفيذ المدن الصحية ومن ذلك النهوض بمستوى الخدمات الصحية والبيئية المختلفة في المدينة ويشمل.. إمدادها بالمياه الصالحة للشرب وتغطية المدينة بشبكة متكاملة من الصرف والتخلص الصحي من النفايات الصلبة وزيادة المساحات الخضراء بالمدينة والإسكان الصحي إضافة الى تنفيذ برامج توعية تركز على القضايا الصحية والبيئية والتنموية والمشاركة الفعالة من قبل المواطنين في جميع الأمور المتعلقة بحياتهم وصحتهم ودعم المؤسسات الصحية والبيئية للمشروع وتشجيع شبكات الربط بين المدن الصحية وتبادل المعلومات معها وحث القطاع الخاص والجامعات والكليات والمعاهد للمشاركة في برامج التوعية البيئية والصحية وتعبئة الموارد البشرية والمادية لدعم برنامج المدن الصحية وتعزيز دور المرأة ومراعاة احتياجات الطفل واخيرا تعزيز وتنسيق التعاون والتكامل بين البرامج الصحية والبيئية وبرامج الرعاية الصحية الأولية.

وتتميز مدينة أبها بصفات المدن الصحية، حيث تم اختيارها لوجود الكثير من المقومات والمواصفات ومنها .. الدعم غير المحدود من قبل أمير منطقة عسير ونائبه لتنمية مدينة أبها والارتقاء بها إلى مصاف المدن الكبرى والمتابعة المستمرة لكل ما يتعلق بهذه المدينة تخطيطا وتنظيما وتنفيذا ووجود لجان أهلية مختلفة تقوم بدعم مختلف النشاطات الصحية والسياحية والثقافية والبيئية ووجود الكثير من المؤسسات الخاصة والتي تقوم بدعم مختلف الأنشطة الصحية والسياحية والبيئية وغيرها. تعد مدينة أبها من اهم المدن السياحية في منطقة الشرق الأوسط نظرا لموقعها الجغرافي المتميز وطقسها الجميل على مدار العام ووجود خدمات بلدية متكاملة، كذلك وجود شبكة من المياه الصحية تصل لمعظم سكانها ووجود شبكة صرف صحي تغطي معظم منازل المدينة ووجود شبكة من المراكز الصحية والمستشفيات الحكومية والخاصة مجهزة بأحدث الأجهزة الطبية وموزعة بشكل مدروس على أنحاء المدينة.

كما تتميز أبها بأنها مدينة تجمع بين الطابعين الحضاري والتراثي في الوقت نفسه. ويوجد بمدينة أبها العديد من الجمعيات الخيرية والخدمات الاجتماعية والنفسية. وتعد أبها همزة الوصل بين الكثير من مناطق المملكة بشبكة جيدة من الطرق وتعد مدينة أبها من المدن الهادئة لقلة سكانها وتوزيعهم الجيد على أجزاء المدينة بطريقة مدروسة كما تخلو المدينة من المصانع والملوثات الجوية واحتوى الكتيب على معلومات موجزة عن مدينة أبها الموقع والمناخ والمساحة والسكان حيث تقع على سلسلة جبال السروات جنوب غربي المملكة العربية السعودية وهى العاصمة الإدارية لمنطقة عسير وترتفع عن سطح البحر بنحو 2200 متر ويخترق المدينة بعض الأودية ومنها وادي أبها. وتمتاز مدينة أبها بأجوائها الربيعية الممطرة في فصل الصيف وتشهد إقبالا كبيرا من المصطافين من داخل المملكة وخارجها، ويوجد في المنطقة الآن 22 مستشفى الى جانب 247 مركزا صحيا كما يوجد 8 مستشفيات خاصة تعمل مع 54 مستوصفا إضافة الى 15 مستوصفا للأسنان.. أنها مدينة الجمال.. مدينة السحاب.. مدينة الضباب.. مدينة الثقافة.. مدينة السياحة.. مدينة التراث.. مدينة الشعراء ومدينة العلم. يذكر أن تنفيذ برنامج المدن الصحية قد بدأ بإحدى عشرة مدينة أوروبية وبلغ عدد المدن الصحية حول العالم حتى عام 1996 اكثر من ألف مدينة وهو العام الذي اختير فيه (المدن الصحية.. تعنى حياة افضل) كشعار لليوم العالمي للصحة والذي يصادف السابع من أبريل (نيسان) من كل عام. من هذه المدن مدينتي جوهانسبيرغ وأكرا في إفريقيا، ولاهور الباكستانية وشيتا دورج في بنغلاديش وطهران في إيران وعربيا مدينتي الفيوم والسادات في مصر وخليجيا مسقط ودبي وأبوظبي، وسعودياً قد تم اختيار كل من الدرعية والبكيرية والمندق وأبها والجموم.