افتتاح الجولة الحاسمة لمفاوضات السلام السودانية بحضور دولي مكثف

قرنق: السلام يجب أن يشمل الشرق ودارفور * طه: لدينا عزيمة لتجاوز العقبات

TT

بدأ نائب الرئيس السوداني علي عثمان طه وزعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان الدكتور جون قرنق امس في مدينة نيفاشا قرب العاصمة الكينية نيروبي، جولة جديدة من محادثات السلام السودانية الرامية لانهاء 20 عاما من الحرب الاهلية.

وقد بدأ اللقاء بين الوفدين برئاسة طه وقرنق ظهر امس، بحضور وزير الخارجية الكيني كالونزو موسيوكا الذي دعا الطرفين الى مواصلة المفاوضات من اجل التوصل الى اتفاق سلام ،لان «العالم يتطلع اليكم وينتظر مثل هذا الاتفاق». ودعا موسيوكا الحكومة والحركة الشعبية الى بذل مزيد من الجهد للوصول الى اتفاق سلام نهائي، معتبرا ان اتفاقية الترتيبات الامنية، كانت خطوة مهمة. واضاف «في السابق كان الطرفان يضعان قضية الترتيبات الامنية في اواخر قائمة التفاوض لكنهما الآن اتفقا في اول جولة جمعت بين طه وقرنق». واشار الى ان نجاح المفاوضات جاء نتيجة للعزيمة والمرونة التي تحلى بها الطرفان في اتخاذ القرارات الجادة. وتابع «نحن نشجع الطرفين وهذه هي سياسة كينيا في الوساطة». وقال «خلال الفترة الماضية (العشرة ايام الاخيرة) كانت هناك لجان فنية تعمل للوصول الى رؤية واضحة في القضايا العالقة وعملوا مع مجموعة من الخبراء الدوليين لانجاز توصيات تم رفعها الى طه وقرنق لاتخاذ قرارات مهمة حولها».

وقال موجهاً حديثه الى المفاوضين ان «العالم ينظر اليكم الآن وينتظركم بتوقعات عالية، لان تنجزا السلام المنشود» واضاف «اعتقد ان هذه التوقعات اعلى من توقعات الشعب السوداني الذي عانى من الحرب في العقدين الماضيين»، وقال «نحن ماضون الى الامام لانهاء هذه المهمة في الوقت الذي يحتفل فيه المسلمون والمسيحيون برمضان والكرسماس». واضاف «هذا تحد خاص بي.. في ان يصل طه وقرنق الى سلام نهائي خلال هذه الفترة».

وأوضح موسيوكا ان القمة العاشرة لرؤساء دول «ايقاد» ستبدأ في 22 اكتوبر (تشرين الاول) الجاري في أوغندا، واشار الى ان الحكومة الكينية سترفع تقريراً للرؤساء حول ما تم انجازه خلال الفترة الماضية في المفاوضات السودانية.

من جهته قال زعيم الحركة الشعبية الدكتور جون قرنق انه جاء لهذه الجولة بنفس العزيمة والاصرار، وبذأت الروح التي قادت الى انجاح الجولة الماضية. واضاف «سأبقى هنا مهماطال الزمن لحل القضايا الصعبة» وتابع «نريد ان نبدأ بالمسائل الصعبة، من قمة الجبل سننزل الى اسفله، وهي الاسئلة الصعبة، المناطق الثلاث، المشاركة في السلطة، والمشاركة في الثروة». وقال ان «هذه القضايا غير سهلة وفيها تعقيدات كثيرة.. ولكن بما ان الشعب السوداني يريد السلام ولديه توقعات عالية.. لا بد من ان نعمل سوياً للوصول الى هذا الهدف».

واستطرد «يجب ان يشمل السلام النهائي دارفور (غرب) وشرق السودان، حتى نصل الى السلام النهائي». ووصف المفاوضات الجارية بانها سلسلة من الجبال «انتهينا من جبل (الترتيبات الامنية) وتبقت سلسلة اخرى من الجبال علينا ان نتجاوزها».

وأضاف «في السلطة هناك موضوعات العاصمة والرئاسة والخدمة المدنية والجهازين التشريعي والتنفيذي والقضاء والخدمة المدنية، سنرى كيف ستكون المشاركة فيها». وقال ان الحركة ملتزمة بقضية السلام وما سنناقشه هي قضايا كبرى ستحدد معالم مستقبل السودان وعلينا ان نبذل المزيد من الجهود.

من جانبه رحب النائب الاول للرئيس السوداني بجهود حكومة كينيا وبالوسطاء في ايقاد وقال «نحن موعودون بالسلام لان هناك رغبة مشتركة من الطرفين للوصول اليه».

وتحدث طه عن جولته في عدد من دول الجوار العربية والافريقية وقال انه لمس ترحيبا كبيراً بالاتفاق الامني، وشكر الحركة الشعبية ورئيسها على تعاونهم في تخطي الصعاب. وقال ان هناك عزيمة واصرارا للوصول الى تسوية شاملة وعادلة.

وحضر الجلسة الافتتاحية امس وسطاء لايقاد وسفراء الاتحاد الاروبي في نيروبي ووفد من التجمع الوطني (المعارضة) مثله التيجاني الطيب وحاتم السر علي والعميد عصام ميرغني. وعقد قرنق وطه امس جلسة ثنائية استمرت نصف ساعة حددا فيها جدول المفاوضات، وسيبدآن غدا رسميا الخوض في المفاوضات التي تنتهي في 26 من الشهر الجاري، وسيحضر وفد التجمع بالاضافة الى وفد آخر تابع للحكومة جولة المفاوضات من دون المشاركة فيها. وتواصل 3 لجان فنية حول المناطق الثلاث والسلطة والثروة، اجتماعاتها لرفع توصياتها حول موضوعات الخلافات.