المعارضة السودانية تنتقد «طريقة» دعوة الحكومة لها للمفاوضات

TT

أكد التجمع الوطني الديمقراطي السوداني المعارض أهمية وجوده في المفاوضات السودانية الجارية في نيفاشا بكينيا بحجة انه يشكل الوعاء الجامع لكل أهل السودان. ونقلت مصادر مطلعة في هيئة القيادة عن محمد عثمان الميرغني رئيس التجمع اصراره خلال لقاء جمعه مساء أول من أمس مع المبعوث البريطاني للسلام في السودان، آلان غولتي، على أهمية مشاركة التجمع وجميع القوى السياسية الاخرى في حوار السلام، خاصة بعد دخول المفاوضات مراحلها الاخيرة ببحث مسألة شكل ومستقبل الحكم في السودان. وقال الميرغني (حسب المصادر) ان «التجمع إذا كان قد قبل اختصار الحوار على طرفي الحكومة والحركة فقط في السابق، فمن غير المعقول أن يقبل باستمرار هذا الوضع في الوقت الراهن». وأكد الميرغني استمرار الاتصالات بينه وبين قائد الحركة الشعبية جون قرنق بشأن التنسيق ومتابعة مجريات التفاوض أولا بأول. وكشفت المصادر عن اتصالات جرت بين الميرغني وطه والدكتور حسن الترابي الأمين العام للمؤتمر الشعبي المعارض، بما يؤكد توجه الميرغني نحو ضرورة قومية حل الأزمة السودانية. وقالت المصادر ان الميرغني انتقد الطريقة التي دعت بها الحكومة حزبه للمشاركة في متابعة مجريات التفاوض بنيفاشا، مشيرا الى أن «الطريقة كانت غير مقبولة وفيها تبعية وتهميش لحزب بحجم الحزب الاتحادي الديمقراطي».

ومن جهته طالب فاروق أبو عيسى، مساعد رئيس التجمع للشؤون القانونية والدستورية، المجتمع الدولي بالالتزام بجمع القوى السياسية السودانية حول طاولة تفاوض واحدة من أجل الاتفاق على حل سياسي شامل يشارك فيه الجميع.

باعتبار ان ذلك يمثل الضمانة الوحيدة لبقاء واستمرار الاتفاقات التي ستتمخض عن المفاوضات.

وردا على تمسك المراقبين في «ايقاد» والدول الغربية بحصر المفاوضات في الفريقين المتحاربين حتى يسهل الاتفاق على وقف الحرب باعتباره مطلبا وطنيا، قال أبو عيسى في اجتماع بمقره في القاهرة مع غولتي ومجموعة من سفراء دول الاتحاد الأوروبي وعدد من أعضاء هيئة قيادة التجمع، «توقفت الحرب عملياً منذ عام وأبرمت اتفاقات خاصة بوقف العدائيات واعادة نشر الجيوش التي تمت بمقتضى اتفاق نيفاشا ودخلت المفاوضات الآن مراحل أكثر تقدماً مما يستوجب مشاركة الكافة». وطالب أبو عيسى المجتمع الدولي بأن يتحول اهتمامه بالشأن السوداني إلى برنامج عمل يساعد شعب السودان في اعادة بناء السودان.

ومن جانبه قال غولتي ان «ما تم ليس نهاية الطريق، ومعركة التفاوض ما زالت مستمرة»، ودعا التجمع والقوى السياسية الى المشاركة بجميع الأشكال المختلفة في المفاوضات وألا يكونوا بعيدين عن دائرة التفاوض، وأكد ضرورة مساهمة التجمع لبناء خطط لتقديم المساعدات لشرق وغرب السودان، وضرب مثالاً لذلك بأن يساهم التجمع في توصيل المعونات لأهل الشرق عن طريق بورسودان بدلاً من أن تأتي عن طريق الدول المجاورة. وطلب من سفراء الدول الأوروبية الاسهام بكل الامكانيات في اعادة بناء سودان ما بعد الحرب والاستعداد لمرحلة السلام القادم، وكان المسؤول البريطاني، قد التقى بمسؤول ملف السودان في جامعة الدول العربية في اطار زيارته للقاهرة الذي كشف له عن خطط الجامعة التنموية تجاه السودان عقب توقيع اتفاق السلام. ثم غادر غولتي القاهرة أمس متوجهاً الى العاصمة الإرتيرية أسمرة للاجتماع بالقيادة الإرتيرية بشأن تقديم المساعدة لشرق السودان. ويتوجه اليوم الى نيروبي لمتابعة سير المفاوضات الجارية حالياً في نيفاشا بخصوص قضيتي السلطة والثروة والمناطق الثلاث.