نواب بحرينيون يعترفون بهزيمتهم أمام المطربة اللبنانية نانسي عجرم

النائب خالد: زميلي تراجع وهزمنا * نانسي: جئت للبحرين لأن شعبها محب للفن وأعترف بعمليتي تجميل فقط

TT

شن 5 نواب في البحرين هجمة طوال 3 أيام على المطربة نانسي عجرم، الموصوفة في أوساط المعجبين وغيرهم بأنها «صاروخ» فني لبناني متجول، لمنعها من احياء حفلة غناء بالمنامة. لكن رياح العاصفة التي أثاروها داخل المجلس وخارجه ارتدت الى ما لا تشتهيه سفينتهم تماما، لأن المطربة البالغة من العمر 20 سنة أحيت الحفلة مساء أمس وغنت لساعات أمام أكثر من 5 آلاف «مشاهد» ومستمع، وهي تمضي بعض هذا اليوم لتلملم حوائجها وتعود الى بيروت، وكأن الزوبعة كانت في فنجان.

وكان متزعم الهجمة في البرلمان، الذي انتخب أعضاؤه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، هو النائب الشيخ عادل المعايدة، عن الدائرة لخامسة في المحرّق، ويرأس جمعية «الأصالة» الموصوفة بالسلفية في المملكة، ولها أعضاء آخرون في أول مجلس نيابي تعرفه البحرين في تاريخها، فقدم بندا لجدول المناقشات في المجلس، مرفقا بطلب عاجل بضرورة منع المطربة من الغناء «لأنها تفسد الناشئة» كما قال.

ولأن دستور المجلس لا يسمح بضم أي بند الى جدول مناقشاته الا اذا تقدم به 5 أعضاء، لذلك قام المعايدة وجمع 4 نواب آخرين، هم الشيخ محمد خالد وحمد المهندي وعلي مطر وعبد الله العالي، ممن تكاتفوا معا وطلبوا من البرلمان منع نانسي عجرم من إحياء الحفل. كما أنهم وجهوا خطابا بالمعنى ذاته الى وزارة الاعلام، لكنها لم تعره أي اهتمام، وأحالتهم الى الشركة المستضيفة للفنانين، وهي «الشركة البحرينية للترفيه العائلي» التي قررت اقامة الحفل لمناسبة مرور عامين على افتتاح مطعم «بنيجنز» التابع لها في العاصمة.

وفوجئ النواب الخمسة خلال جلسة يوم الأول من أمس بأن رئيس البرلمان «تجاهل» البند ولم يطرحه للمناقشة، باعتبار أن المعايدة نفسه تراجع عنه، مما حمل النائب الشيخ محمد خالد على معاتبته «شخصيا» فيما بعد، وفق ما رواه مع «الشرق الأوسط» أمس عبر هاتف البيت بالمنامة.

وقال النائب خالد، وهو عن الدائرة السادسة في المنطقة الشمالية: «نحن لا نريد هذه المطربة السيئة الذكر في المملكة.. ما الذي يأتي بها غير نيتها بافساد المناخ العام»؟

* إنها فنانة ومطربة يا شيخ خالد، وجاءت لتغني لبعض الوقت فقط، ثم ترحل.

ـ لتغني في مكان آخر، فالدنيا واسعة. أما هنا في البحرين فلا نريدها يا أخي.

* المجلس لم يناقش البند.. يعني تغاضى عن طلبكم المستعجل بالمرة.

ـ أعرف ذلك، وكان هذا بسبب تراجع البعض.

* تقصد النائب المعايدة؟

ـ نعم. لقد تراجع وسبب لنا بهزيمة أمام مطربة، ولكننا لن نسكت.

* الوقت أمامكم قليل للتصرف؟

ـ رفعنا عريضة لجلالة الملك وسنستمر في الضجة.

* واذا لم تنجح المحاولة؟

ـ سنكرر اعلان هزيمتنا هذه المرة. ولكننا بهذه الطريقة سجلنا موقفا على الأقل. يا أخي هذه المطربة ليست على شيء من الفن، وتأتي هنا لتتراقص وتتدلل فقط.

* ألم تحضر لها ولا حفلة في الخارج مثلا ؟

ـ أبدا.. أعوذ بالله من شرها.

* ولا على التلفزيون؟

ـ ولا على التلفزيون أيضا.

* كيف تعرف اذن بأنها تتغنج وتتدلل وهي تغني؟

ـ أسمع عنها من الطلاب، ومعظمهم شكوا لنا في المدة الأخيرة من طريقتها بالغناء.

* ماذا يضايقك فيها تماما؟

ـ لنقل ثيابها وطريقة لبسها ونفحاتها وألفاظها وتعتعاتها، وما تبثه من آهات.. يعني، كل هذا يؤذي الشعور العام.

* ولكنه فن. فن حديث ويعجب الكثيرين، الى درجة أن 5 آلاف شخص سيحضرونها.

ـ والله ذنبهم كلهم يقع عليها. وهم مثلها على ما أعتقد، أي تائهون ويفسدون الأجواء في بلاد محافظة كهذه المملكة. نحن لا نريدها.. لتذهب وتغني في مكان آخر. وكانت «الشرق الأوسط» قد اتصلت ببشارة عبود، المسؤول عن بيع التذاكر للحفل الذي أقيم في «مركز البحرين الدولي للمعارض» الواقع بين مجمعي ديانا والبحرين، وهما من أكبر المجمعات التجارية في المنامة، فأكد أن التذاكر كلها مباعة، وأن القاعة الكبرى ستكون مكتظة بالمستمعين، وكانت كذلك فعلا أمس، وملأتها كراسي 3 درجات، الأولى دفع أصحابها 10 دنانير ثمنا للتذكرة، والثانية 20 والثالثة 30 دينارا، أي المعدل هو 100 ألف دينار، تساوي أكثر من 265 ألف دولار أميركي.

* ماذا تقول نانسي؟

وقبله تحدثت «الشرق الأوسط» أيضا الى المطربة نانسي عجرم، وكانت في جناحها بفندق «غالف» الشهير، فاستغربت قبل ساعات من الحفل ضجة النواب الخمسة، وقالت عبر الهاتف: « أنا.. أنا ببلاد حضارية، جئت لأغني عن براءة. أنا عربية ومحتشمة دائما، فلماذا هذه الظنون».

* نعرف ذلك، ولكن هناك 5 نواب، أي 8 في المائة من المجلس النيابي بالبحرين، لا يريدونك في المملكة ويخشون منك عواقب متنوعة على الشبان، فهم يقولون إنك تتغنجين وتتدللين وتتراقصين حين الغناء، وهذا لا ينفع، فلماذا لا تلغين مشاركتك في الحفل وتريحين وتسترحين؟ ـ جئت من بيروت مع فرقة كاملة لأغني، وسيغني أيضا راغب علامة (غنى في الحفلة التي شاركت فيها فرقة جاز بحرينية) وأنا لست كما يقولون، بل أغني عن فن، وهذه مهنتي منذ كان عمري 10 سنوات.

* احترفت بهذا العمر، مش معقول؟

ـ احترفت منذ سنة واحدة فقط، ولكني كنت أغني وأنا صغيرة.

* كم عدد أغنياتك في هذا العام؟

ـ عشر أغنيات، وكلها ناجحة ونالت الاعجاب في جميع الدول العربية.

* لنعد الى الموضوع. يقولون أيضا ان ملابسك لا تكون محتشمة حين تصعدين على المسرح، اضافة الى ما تلفظينه من آهات وتأوهات مع غنج ودلال، كالذي نراه في كل فيديو كليب لك على التلفزيون، كأغنيات «أخصماك آه» و«يا واد يا تقيل» أو «ياي» وغيرها، وكل هذا يثير.

ـ صدقني، كل هذا وهم. أنا أغني فقط. وجئت الى البحرين لأن شعبها محب للفن وحضاري. تصور أن عشرات الأشخاص جاؤوا معنا من لبنان ونزلوا في الفندق، وكلهم سيحضرون الحفل. جاء أشخاص أيضا من معظم دول الخليج. وأنا أدعو الذين يحتجون لحضور الحفلة بأنفسهم، لأنهم يرونها خالية مما يتصورون تماما.

* لن يحضرها أحد منهم، فهذا مستحيل، لكنهم يضيفون أيضا أنك تسعين حثيثا وعن قصد للاغراء، الى درجة أنك قمت بأكثر من 30 عملية تجميل لهذا الغرض، وهذا يقلق الخائفين على الشبان فيخشون العواقب على المناخ العام.. فما ردك؟

ـ ثلاثين عملية تجميل؟ أنا عمري 20 سنة، فكيف أقوم بكل هذا العدد من العمليات.. أتصدقهم؟

* بكم عملية تعترفين؟

ـ بعمليتين.

* أين؟

ـ واحدة بالأنف، والثانية في الشفة.

* أي شفة؟

ـ السفلى.

* ماذا أصلحت من الأنف والشفة؟

ـ لا أريد الاجابة على هذا السؤال.. ممكن؟

* ممكن.. لنتحدث عن حصتك من الحفلة اذن..

ـ ولا عن حصتي أيضا.. هذا موضوع بين سكرتيري والشركة المستضيفة. أنا لا أعرف بالعائدات.

* في أول هذا العام غنت المطربة نوال الزغبي في بغداد لعدي صدام حسين، فلو كنت مكانها لغنيت له أيضا؟

* عدي؟ مين عدي؟ يمكن سكرتيري يعرفه.

والتقط سكرتيرها الشخصي، وهو اللبناني جيجي لامار، الهاتف عن المطربة اللبنانية، وقال: «صدقني، إنها لا تعرف صدام حسين نفسه ولم تسمع باسمه، فكيف تعرف ابنه»؟

وذكر جيجي أنه لا يعرف حجم العائدات من الحفل، وهي عائدات سيتم تقسيمها مع المطرب راغب علامة وفرقته «فنحن جئنا معه من بيروت الى البحرين، وهي بلاد نحبها ونحترم شعبها، لأنها راقية وحضارية وشعبها مضياف، وكل هذه الضجة مستندة الى أوهام، فنانسي من أفضل المطربات وهي بريئة وتعطي لكل شيء حقه، وأتوقع لها مستقبلا باهرا في عالم الفن» بحسب تعبيره.