العقيد الإسرائيلي تاننباوم تورط في القمار ووصل إلى «حزب الله» بحثا عن المال

TT

اتضح من المعلومات المتوفرة لدى المخابرات الاسرائيلية، وكشفت امس في المحكمة، ان الحنان تاننباوم، العقيد في جيش الاحتياط الذي وقع في اسر «حزب الله» كان قد وصل الى هذه الحالة بعد ان تدهور وضعه المالي، فبحث عن صفقة تثريه ووصل الى ابوظبي، ومن هناك «خطف» الى لبنان وهو مخدر.

وتننباوم كان قائدا واعدا في الجيش. وحصل عمليا على المرتبة الثالثة بعد رئيس الاركان. لكنه تورط في لعب القمار، وترك الجيش. وذهب الى عالم رجال الاعمال. وكالعادة، كان الميزان دائما في هذه النشاطات لصالح الكازينوهات، حتى نفد كل ما يملكه من مال.

في هذه الفترة كان يقيم علاقات صداقة مع عائلة عبيد في مدينة الطيبة، وهي عائلة عربية من فلسطينيي 1948، فعرض عليه احد ابنائها، قيس عبيد، ان يساعده على الخروج من ازمته عبر اجراء صفقات تجارية مع رجال اعمال عرب في الخليج. وكان قيس قد ارتبط مع «حزب الله»، حسب المعلومات الاسرائيلية، وبدأ يجند له مؤيدين من بين صفوف فلسطينيي 1948، فوجد في الحنان تننباوم صيدا ثمينا على اعتبار ان الرجل قائد كبير في الجيش. ولا بد انه سيساهم في خدمة المقاومة اللبنانية، ان لم يكن في المعلومات العسكرية التي يملكها ففي المفاوضات لاطلاق سراح الاسرى.

ونجح قيس عبيد في ترتيب دخول تننباوم الى دولة الامارات العربية. وهناك عمد الى تحذيره وترتيب وصوله الى حزب الله اللبناني عام 2000. ويذكر ان اسرائيل تخوض مفاوضات مع «حزب الله» لاطلاق سراح تننباوم واستعادة جثث ثلاثة جنود اسرائيليين مقابل مئات الاسرى العرب والفلسطينيين. وقد خرجت قوى من كبار قادة الجيش ومعهم وزير الدفاع، شاؤول موفاز، بحملة ضد تنفيذ هذه الصفقة الا اذا اشتملت على معلومات عن مصير الطيار الاسرائيلي الاسير، رون اراد. وبادرت الى ادارة هذه المعركة عائلة رون اراد.

وضمن هذه الحملة راحوا يلمحون الى ان تننباوم لم يؤسر بوصفه ضابطا كبيرا في الجيش بل لانه متورط في اعمال لا اخلاقية. وطلبوا من المحكمة ان تكشف عن ظروف وقوعه في الاسر، وذلك حتى تقنع الجمهور بالضغط على حكومة ارييل شارون بداعي انه لا يستحق ان يطلق سراح مئات الاسرى من اجله. وقد وافقت المحكمة على هذا المطلب وسمحت امس بنشر المعلومات.

وبالمقابل دافع رئيس الدولة الاسرائيلية، موشيه قصاب، عن الصفقة، فقال ان هناك سلطات قضائية في اسرائيل هي المخولة فقط في محاسبة تننباوم اذا اخطأ بشيء. لكن المهمة الان هي حماية الرجل وانقاذ حياته وعدم ابقائه في الاسر اللبناني. وهو الموقف نفسه الذي ينتهجه ارييل شارون.