قريع يلتقي بيرنز في مطار القاهرة ويجري مباحثات مع ماهر وموسى

TT

شهدت استراحة كبار الزوار بمطار القاهرة أمس أول لقاء اميركي مع رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع (أبو علاء) منذ توليه منصبه، استمر أكثر من نصف ساعة.

وقال أحمد قريع عقب لقائه مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الأوسط وليم بيرنز ان اللقاء اقتصر عليهما فقط هو والمسؤول الاميركي، مشيرا الى أنه تبادل الرأي حول مجمل القضايا ذات الشأن والمعاناة التي يمر بها الشعب الفلسطيني، كما تم بحث الدور الاميركي الذي يجب أن يكون حريصا على تنفيذ «خارطة الطريق».

وحول القضايا التي طرحت خلال الاجتماع، قال قريع لقد بحثنا القضايا الاساسية التي تهم شعبنا الفلسطيني ومسألة الجدار العازل الاسرائيلي والاستيطان والقدس ووقف العدوان وازالة الحواجز.

وحول ما اذا كان بيرنز قد عرض موقفا معينا، قال قريع «لقد استمع بيرنز لوجهة نظرنا ووعد بأنه سينقلها الى وزير الخارجية كولن باول والمسؤولين الاميركيين واخبرنا انهم يحاولون التحرك في المنطقة».

وكان بيرنز قد توقف بمطار القاهرة قادما من نيويورك في طريقه الى شرم الشيخ حيث التقى باستراحة كبار الزوار رئيس الوزراء الفلسطيني الذي كان قد انهى زيارة لمصر واستقل طائرة خاصة الى عمان في طريق عودته الى رام الله.

وكان قريع قد التقى صباح أمس وزير الخارجية المصري أحمد ماهر الذي قال للصحافيين عقب اللقاء ردا على سؤال عما اذا كان قريع قد طلب وساطة مصرية بينه وبين الرئيس عرفات لم اشعر بأن هناك حاجة لوساطة من أحد أو «هناك ما يتطلب وساطة».

وشدد ماهر في الوقت نفسه على اهمية الدور الذي يلعبه الرئيس عرفات وطالب باحترام هذا الدور باعتبار ان عرفات هو الرئيس المنتخب ويلتف حوله الشعب الفلسطيني.

وردا على سؤال حول سلسلة التصريحات الاسرائيلية الاخيرة التي تحمل طابعا استفزازيا تجاه الفلسطينيين والعديد من دول المنطقة، قال ماهر «ان التصريحات الاسرائيلية الاستفزازية لا تهزنا وهي تهدف اساسا للفت الانظار عما تقوم به من عمليات تدمير واغتيال وممارسات مرفوضة من الجميع».

وأكد ماهر ان مصر قادرة على الدفاع عن نفسها، وقال: نحن نعرف ان مصر اتخذت مباردة السلام وهي التي تعمل من أجل السلام الحقيقي الذي يحقق مصالح الشعب الفلسطيني والشعب الاسرائيلي واستقرار المنطقة كلها، أما هذه التصرفات والتصريحات الاسرائيلية التي تنم عن عصبية ازاء فشل سياسة كانت تدعي انها تستهدف الامن والسلام فلا حققت أمنا ولا سلاما، بل حققت مزيدا من اراقة الدماء من الجانبين وهدم المنازل وخلق جو متوتر ليس من شأنه المساعدة على التوصل لتسوية لصالح جميع الاطراف، وبالتالي فان هذه التصريحات العصبية التي تنم عن سوء نية وعن محاولة للتهرب من مواجهة الحقيقة لا تستحق العناية بها. ان مصر قادرة على الدفاع عن نفسها وان تتصدى لاي محاولات للتشويه أو للاساءة اليها والعالم كله يعرف من هي مصر ومن هو حسني مبارك وما هو الدور الذي تقوم به مصر ويقوم به الرئيس مبارك من اجل السلام في العالم كله. وان هذه التصريحات تدخل في اطار عمليات الكذب التي لا يستحق الا الاحتقار وقال انه رغم ان الولايات المتحدة اختارت الا تصوت الى جانب القرار الاخير للجمعية العامة، الا ان لها مواقف ضد هذا الجدار، وان عليها ان تترجم هذه المواقف التي سبق أن عبرت عنها الى اجراءات تتخذها ازاء استمرار بناء الجدار. وقال ان اسرائيل تعتقد من جانبها ان الفيتو الاميركي أنما يعطيها ضوءا اخضر للمضي قدما في سياساتها، وبالتالي فالمطلوب من الذين يستخدمون الفيتو ولا يقصدون به اعطاء اسرائيل ضوءا اخضر أن يؤكدوا ذلك وان يتخذوا من الاجراءات ما يتفق مع هذا المفهوم.

وحول ما يعرف باتفاق سويسرا الاخير بين شخصيات فلسطينية واسرائيلية، قال ماهر ان الوثيقة التي توصل اليها عقلاء من الجانبين وبصرف النظر عما بها هي نفي كامل لادعاء اسرائيل بأنه ليس هناك محاور فلسطيني وانه ليست هناك امكانية في تسوية المسائل التي اثارتها الوثيقة. وأضاف ان اهمية هذه الوثيقة تتمثل في أنها تستطيع أن تبلور رأيا عاما داخل اسرائيل ينفي المقولات والادعاءات بأنه لا أمل في تحقيق تسوية وأنه يجب حل المسألة عن طريق الاستمرار في استخدام القوة.

من جهة أخرى، استقبل عمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية أحمد قريع رئيس الوزراء الفلسطيني بمقر الامانة العامة للجامعة العربية.

ووصف موسى اللقاء بانه كان مهما ومفيدا في ظل التدهور الحالي للوضع في الاراضي الفلسطينية المحتلة والحرب التي تشنها اسرائيل على الشعب الفلسطيني، مستفيدة بذلك من حالة تراخي رد الفعل الدولي. وقال انه تم خلال الاجتماع الاتفاق على التحرك العربي خلال المرحلة القادمة.