في ظل استمرار القتل والعمليات الحربية: وزير إسرائيلي يقوم بزيارة «استفزازية» لباحة «الأقصى»

الجيش الإسرائيلي يقتحم رام الله والخليل ومقتل 5 فلسطينيين بينهم عنصران من «فتح» و«الشعبية»

TT

إلى جانب التصعيد المستمر في العمليات الحربية الاحتلالية ضد الفلسطينيين، والتي تركزت امس في الخليل ورام الله، قام وزير الأمن الداخلي والشرطة في اسرائيل، تساحي هنغبي، بزيارة استفزازية الى باحة الحرم القدسي الشريف (المسجد الأقصى المبارك والصخرة المشرفة)، ليثبت مجددا ان اسرائيل هي صاحبة السيادة في هذا الموقع الذي يعتبر من أقدس أقداس المسلمين ويعرف بكونه أولى القبلتين وثالث الحرمين. وقد قتل خمسة فلسطينيين على الأقل خلال الاعتداءات الاسرائيلية واعتقل اكثر من 20 شخصا، بينهم فتاة من مدينة غزة وتم هدم بيت فلسطيني.

وقد فاجأ الوزير هنغبي عندما قام بزيارته الاستفزازية برفقة نائبه ميخائيل راتسون وقادة جهاز الشرطة، إذ لم يخبر الصحافيين «حتى لا تقام ضجة فارغة». وزعم بأنه جاء في اطار مهمته الوظيفية وليس في مهمة سياسية. وزاد الطين بلة حين فسر هدف هذه المهمة الوظيفية فبدت كعذر أقبح من ذنب اذ قال: «نحن نقترب من شهر رمضان ولا بد من الاطلاع على مجرى التحضيرات».

والحقيقة ان الوزير هنغبي كان قد وعد عصابة «أمناء الهيكل»، المؤلفة من مجموعة متطرفين يهود، بأن يقوم بزيارة رسمية للحرم حتى يؤكد انه تحت السيادة الاسرائيلية. وهذه المجموعة تؤمن بان الحرم الشريف أقيم على انقاض هيكل سليمان، المقدس لدى الهيود. ويقولون ان هدفهم الاسمى والبعيد هو ان يهدموا الحرم ويعيدوا بناء الهيكل مكانه وهم ينظمون زيارات استفزازية باستمرار لباحة الحرم. وفي الاسبوع الماضي حاولوا وضع حجر الاساس للهيكل في باحة الاقصى، الا ان الشرطة الاسرائيلية منعتهم من ذلك.

وقد فرض الوزير الاسرائيلي نفسه ليس فقط على الباحة، بل دخل مكتب مدير المسجد الأقصى، الشيخ محمد الحسيني، وراح يسأله عن احواله وعن التحضيرات لرمضان. وقد وصف الحسيني الزيارة بالقول: «انها عملية استفزازية اتمنى ان تمر بسلام، فالوزير الاسرائيلي جاء الى هنا من دون تنسيق معنا، كما تتم كل الزيارات الاستفزازية في الشهرين الاخيرين، بقوة الاحتلال والشرطة».

* العمليات الحربية

* وكانت قوات الاحتلال الاسرائيلي قد واصلت عملياتها الحربية امس ايضا بلا توقف، ليل نهار، ضد الفلسطينيين. واستهلت ذلك في ساعات المساء اول من امس، عندما اجتاحت مدينة رام الله بدعوى التفتيش عن الشبان الثلاثة من حركة «حماس» الذين قتلوا ثلاثة جنود اسرائيليين قرب رام الله في اليوم السابق. وبقيت في مركز المدينة وفي الشارع الممتد الى مدينة البيرة حتى ساعات الفجر، لكنها لم تخرج قبل ان تقتحم مسجد جمال عبد الناصر في رام الله وتستفز المواطنين واعتقلت 15 شخصا زعمت انهم مطلوبون، واصابت 23 شابا فلسطينيا ممن تصدوا لها، باصابات ما بين خفيفة ومتوسطة.

وفي ساعات الفجر اجتاحت مدينة الخليل لتهدم بيت الشاب شادي غالب ابو شخيدم، عضو جبهة التحرير العربية، المعتقل في السجون الاسرائيلية وزعمت انه اعترف بانه كان قد ارسل تغريد دقادقة الى سوق في القدس يوم 12 نيسان (ابريل) 2003 لتفجر نفسها، مما اسفر عن مقتل 6 اسرائيليين. ونفذت قوات الاحتلال حصارا على الحي ومنعت المواطنين من الخروج وراحت تعتدي على المصلين المتوجهين الى المساجد والعمال المتوجهين الى العمل وتعيدهم بالقوة الى بيوتهم فاشتبك معها الشبان وظهر مسلح فلسطيني راح يطلق الرصاص على بعض عناصر القوة فأصاب منهم جنديين، فقام مستوطن يهودي مسلح من المستعمرين في المدينة باطلاق الرصاص عليه من الخلف فأرداه. وقد اشاد قائد قوة الاحتلال بذلك المستعمر المدني المسلح، متجاهلا ان مثل هذه الاشادة تتيح للمستعمرين المتطرفين اخذ القانون بأيديهم والقيام باعتداءات دامية على الفلسطينيين في ظروف اخرى.

وفي مدخل احد المستشفيات في مدينة القدس، قام احد الحراس باطلاق الرصاص على شابين فلسطينيين بدعوى انهما لم يمتثلا لأوامره بالتوقف وانهما بدوا له مشبوهين. وتبين فيما بعد انهما من الباعة المتجولين الذين يكثرون من الظهور في المستشفى لكن الحارس الجديد لم يتعرف عليهما بينما هما اعتقدا انه يمازحهما.

واستمرت العمليات الحربية جنوب قطاع غزة، وفي يوم امس اجتاحت بلدة القرارة واعتقلت فتاة من عائلة ابو ضاهر تبلغ العشرين من العمر.

وفي قلقيلية قتلت قوات الاحتلال الشاب احمد خميس عطية، 29 عاما، من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين زعم الناطق الاسرائيلي هنا ايضا انه حاول الفرار من ايدي الجنود وانه عثر على جثته وعلى مسدس ورصاص.

وذكر مصدر عسكري اسرائيلي امس، ان قواته قتلت شابين فلسطينيين على الجدار الفاصل بين اسرائيل وقطاع غزة بحجة انهما كانا يزرعان عبوة ناسفة وزنها 40 كغم على الطريق العسكري التي يسلكها الجيش الاسرائيلي في دورياته وتبين انهما من عناصر «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين». وهددت «الجبهة» و«حماس» بالانتقام لهذه العمليات.