قتل جنديان اميركيان واصيب عدد آخر في هجمات متفرقة، حسبما افادت مصادر عسكرية اميركية وشهود عيان. من ناحية ثانية، اشار الجنرال الاميركي الذي يقود القوات البرية لـ«التحالف» الى زيادة في عدد الهجمات التي تتعرض لها قواته فيما اعلن الجيش الاميركي عن اعتقال عدد من «المستهدفين»، بينهم ضابط سابق برتبة لواء، في مداهمات في تكريت وبعقوبة.
واكد مصدر مسؤول في الشرطة في مدينة كركوك امس مقتل جنديين اميركيين واصابة 3 آخرين في بلدة (ليلان) ذات الغالبية الكردية التي تبعد 15 كيلومترا عن المدينة. وقال العقيد خطاب عبد الله ضابط الحركات لـ«الشرق الأوسط» ان قذائف هاون اطلقت على دورية اميركية كانت تقوم بمداهمة منازل بحثا عن عدد من المشتبه فيهم في الهجمات التي تشن على تلك القوات والمؤسسات النفطية يوميا. واكد الطبيب سلام فاروق في مستشفى كركوك ان اصابة احد الجنود الاميركيين خطيرة وهو بحاجة الى العلاج خارج العراق.
من ناحية ثانية، قال متحدث باسم الجيش الاميركي ان قنبلة موضوعة على جانب طريق في بغداد انفجرت فجر امس فأصابت جنديين اميركيين في دورية بجروح طفيفة. واضاف المتحدث ان الانفجار وقع في نفق بطريق سريع في وسط بغداد واصاب مركبة عسكرية اثناء مرورها. وتابع «على اغلب الترجيحات فانها من تلك العبوات الناسفة البدائية الصنع». من جهة اخرى، افاد شهود ان اربعة جنود اميركيين اصيبوا امس بجروح بالغة اثر انفجار عبوة ناسفة لدى عبور عربتهم العسكرية في مدينة الفلوجة. وقال نوري صباح البائع المتجول وكمال علي، وهو طالب، ان قافلة اميركية من خمس عربات مصفحة كانت تعبر المدينة التي تقع على بعد 50 كلم غرب بغداد عندما انفجرت عبوة ناسفة لدى مرورها مما ادى الى تدمير العربة والقذف بها الى الحافة اليمنى من الطريق. واضاف صباح ان «الجنود الاربعة الذين كانوا في سيارة الجيب اصيبوا وتم نقلهم على الفور من قبل عسكريين آخرين». وتجمع عدد كبير من الناس حول العربة وهم يهتفون بشعارات معادية لقوات التحالف. ومن الشعارات التي رفعت حول العربة التي كانت لا تزال تشتعل «خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود». وتعذر الحصول على تأكيد لهذه المعلومات من متحدث في الجيش الاميركي.
الى ذلك، قال الليفتنانت جنرال ريكاردو سانشيز، قائد القوات البرية لـ«التحالف»، للصحافيين امس ان متوسط الهجمات على قواته ارتفع في الآونة الاخيرة من نحو 25 هجوما يوميا الى 35، رافضا الادلاء بمزيد من التفاصيل. في الوقت نفسه اعلن مصدر عسكري اميركي عن مداهمات قامت بها القوات الاميركية في تكريت وبعقوبة الليلة قبل الماضية أسفرت عن اعتقال 10 اشخاص. واضاف المصدر ان ستة من المعتقلين «كانوا مستهدفين» وان بينهم ضابط سابق برتبة لواء، لم يسمه، اعتقل في بعقوبة. وفي النجف هاجم مسلحون الليلة قبل الماضية مقر المجلس الاعلى للثورة الاسلامية ولكن من دون وقوع ضحايا. وقال متحدث باسم المجلس ان اربعة من المهاجمين الستة اعتقلوا وتبين انهم من الموالين لحزب البعث.
كما ذكر شهود ان نحو 250 شخصاً نظموا احتجاجا امام مكتب رئيس بلدية الفلوجة امس مطالبين بالافراج عن رجل الدين الشيخ جمال شاكر النزال ويقولون ان القوات الاميركية اعتقلته هو واربعة من طلبته منذ اسبوع. وفي الخالدية القريبة من الفلوجة تظاهر ايضا مئات الاشخاص صباح امس للمطالبة باطلاق سراح ثلاث نساء اعتقلتهن القوات الاميركية. وتم اعتقال النساء الثلاث قبل ثلاثة ايام بدلا من ازواجهن المتهمين بالمشاركة في المقاومة، على ما افاد مصدر امني محلي. وكان الجنود الاميركيون توجهوا الى منازل المشتبه فيهم لاعتقالهم غير انهم لم يعثروا عليهم فقاموا باعتقال زوجاتهم. وتجمع المتظاهرون الذين كانوا يرفعون العلم العراقي امام القائمقامية وهم يهتفون «ايها الاميركيون اطلقوا سراح النساء فورا». وقال الشيخ عامر فليح إمام وخطيب مسجد الصديقية في البلدة «نطالب باطلاق سراح النساء فورا». واكد «ان العراقيين الذين كانوا هادئين اصبحوا شهداء مستقبليين لمقاومة الاميركيين». وانضمت عناصر الشرطة العراقية الذين يحفظون الامن الى المتظاهرين وهتفوا وهم يرفعون قبضاتهم بشعارات تنادي باطلاق سراح النساء المعتقلات. وقال الشيخ ظافر العبيدي إمام مسجد سعد «طلبنا من عناصر الشرطة العراقية المشاركة في التجمع لمنع اي شخص من اطلاق النار على الاميركيين». وقال احد منظمي التجمع «نسعى الى الحفاظ على الطابع السلمي للمظاهرة. لا نريد ان يقوم احدهم باطلاق النار على الاميركيين فيردون ويقتل ابرياء». ومرت خمس عربات جيب اميركية قرب التجمع دون ان تتدخل.