الحكومة الأميركية تستأنف برنامج «فولبرايت» للمنح الدراسية مع العراق بعد توقف 14 سنة

TT

أعلنت وزارة الخارجية الأميركية امس عن استئناف برنامج المنح الدراسية المعروف باسم «فولبرايت» مع العراق بعد توقف دام 14 سنة، مشيرة الى أن 20 عراقياً على الاقل سيتم اختيارهم خلال هذه السنة. وقالت باتريشا هاريسون، مساعدة وزير الخارجية للشؤون التعليمية والثقافية، في لقاء صحافي عقد في لندن امس، ان البرنامج سيبدأ في يناير (كانون الثاني) 2004، مضيفة ان برنامج «فولبرايت» لن يفيد فقط العراقيين وإنما أيضاً الأميركيين لأنه سيزيد من معرفتهم بالعالم العربي ويقلص «الهوة الثقافية» الموجودة في الولايات المتحدة حول العالم العربي.

يشار الى ان «فولبرايت» هو برنامج تعليمي ترعاه الحكومة الاميركية بهدف «زيادة التفاهم المتبادل بين شعب الولايات المتحدة وشعوب بلدان أخرى»، حسبما تفيد نشرة وزعتها الخارجية الاميركية. وأوضحت هاريسون التي كانت تتحدث بعد عودتها من العراق انها توجهت على رأس وفد تعليمي التقى برؤساء الجامعات العراقية الذين «أكدوا لنا حاجتهم الى كل شيء، بما في ذلك الكراسي وابسط الاشياء» المطلوبة للتعلم. وذكرت انها التقت خصوصاً بنساء كن يشرفن على برامج مختلفة في عهد نظام صدام حسين، و«قالت لنا إحداهن اننا بحاجة الى اكثر مما تتوقعون. اننا نريد ان نلعب دوراً، لكننا ما زلنا خائفات ولم نصل بعد الى نقطة الثقة في أي شيء».

وأكدت انها وقفت على احتياجات كثيرة في مجال التعليم والثقافة بالعراق، لكن الولايات المتحدة «لا تملك حلولاً معجزة ورحلتي هي للنظر في ما نستطيع فعله بشكل واقعي».

ولدى سؤالها المتكرر حول تدخل الولايات المتحدة في البرامج ونصوص الكتب المدرسية الجديدة واحتمال ضغطها من اجل عدم تضمينها نصوصاً دينية او بعثية، شددت على ان مكتبها يعنى «بالتبادل الثقافي» و«قضية النصوص ينظر فيها الوزراء بوزارة التعليم (الاميركية) والكتب قد ارسلت اصلاً عبر «العون الاميركي» والامم المتحدة». واشارت في مناسبة اخرى الى ان قضية النصوص المدرسية «يتولاها العراقيون بأنفسهم».

وكشفت هاريسون عن اعداد الولايات المتحدة لمؤتمر تعليمي سيعقد في اسطنبول في الثالث من ديسمبر (كانون الاول) المقبل. وأوضحت ان «مؤتمر الشراكة من اجل التعلم»، سيشارك فيه اثنان على الاقل من رؤساء الجامعات العراقية اضافة الى مسؤولين في مجال التعليم من بريطانيا وايطاليا، اضافة الى الولايات المتحدة.

واضافت ان مكان المؤتمر اختير في اسطنبول حتى يكون قريباً من العراقيين ويسهل عليهم حضوره.

وفي معرض حديثها عن رؤية الحكومة الاميركية لقضية التواصل التعليمي مع العالم الاسلامي، اشارت الى معرض نظم اخيراً في تايلاند وتضمن صوراً ووثائق عن آثار هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001، بينها رسالة جاء فيها «الارهاب هو عدونا المشترك». وقالت ان الولايات المتحدة تريد ان «تصل» الى عقول الشبان في العالم الاسلامي ولكنها ايضاً تريد ان تجعل الاميركيين «يفهمون العالم العربي بعيداً عن الافلام وبعيداً عن فكرة الجمال»، في اشارة الى ان العديد من الاميركيين لا يعرفون عن العرب سوى فكرة انهم يستخدمون الجمال للتنقل. ويبدو ان الدبلوماسية الاميركية اكتشفت مدى «الهوة الثقافية» من خلال زيارتها المتكررة الى العالم العربي، الى درجة ان اختارت عنوان «بعيداً عن الجمال» لكتاب جديد تعده.

وتقول نشرة تابعة لوزارة الخارجية الاميركية ان برنامج «فولبرايت»، قبل تعليقه عام 1991، شهد «تاريخاً ثرياً في مجالي الاحترام والتفاهم عبر التبادل التعليمي والثقافي». وتوضح ان البرنامج بدأ عام 1952 ومكن 190 عراقياً من الدراسة والتدريس أو البحث في الولايات المتحدة.

وأوضحت هاريسون ان الوفد الذي ترأسته زار ايضاً متحف بغداد ومنحه مليوني دولار، والتقى فنانين عراقيين تقرر ان يتم تضمين بعضهم ضمن برنامج «فولبرايت» حيث سيتم نقلهم في ديسمبر المقبل الى مركز كينيدي. وقالت ان مكتبها سيحدد منحاً خاصة بالفن، لأن هذا المجال «قد عانى كثيراً هو الآخر» في عهد صدام حسين.