إيران تتعهد بتسليم وثائق عن برنامجها النووي وخامنئي يؤكد العزم على توليد الطاقة الذرية

أجواء تفاؤل حذر في فيينا بانتظار تقرير البرادعي

TT

أكد مسؤول ايراني كبير أن ايران ستسلم وثائق عن أنشطتها النووية السابقة للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقال ردا على اسئلة الصحافيين ان موعد التسليم سيكون «ليلة» أمس. وبدوره أكد مندوب ايران الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، علي اكبر صالحي، ان الوثائق جاهزة للتسليم، وقال للتلفزيون الحكومي «التقرير كامل ويتعلق بالأنشطة النووية لايران في السنوات الثلاثين الاخيرة».

الا ان المرشد الاعلى للجمهورية الايرانية، علي خامنئي، أعاد التأكيد أمس، وبعد يوم من قبول ايران بالمطالب الدولية فتح برنامجها النووي امام عمليات تفتيش دولية مشددة، بأن ايران عازمة على توليد الطاقة النووية الا انها لن تطور اسلحة نووية. ونقل التلفزيون الايراني الرسمي عن خامنئي قوله «لقد قلنا على الدوام اننا لسنا بحاجة الى اسلحة نووية لان امتلاك مثل تلك الاسلحة ليس دليل قوة. نحن نعتقد ان امتلاك قدرات بشرية قوية قادرة على استيعاب العلوم الحديثة وتتمتع بالايمان وبارادة المقاومة هي مصدر القوة». وأوضح خامنئي ان المزاعم الغربية بأن ايران تسعى لامتلاك اسلحة نووية ليست الا جزء من مؤامرة «لمنع ايران من الحصول على العلوم والتكنولوجيا النووية ولابقاء ايران معتمدة على التكنولوجيا الغربية».

وكانت الوكالة الدولية قد منحت ايران مهلة حتى 31 اكتوبر (تشرين الاول) الحالي لتبديد الشكوك بشأن برنامجها النووي، وقالت ان اهتمامها ينصب حاليا على ضمان الحصول على معلومات كاملة عن أصل وتاريخ نظام تخصيب اليورانيوم المتطور في ايران. وعثرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية على اثار يورانيوم مخصب بالدرجة المستخدمة في صنع اسلحة في منشأتين في ايران هذا العام. وعزت ايران وجود هذا اليورانيوم الى تلوث اجزاء اشترتها من الخارج في السوق السوداء.

وتؤكد ايران انها تزمع تخصيب اليورانيوم الى مستوى منخفض يستخدم وقودا للمفاعلات النووية للبرنامج المدني وليس الى المستوى المستخدم في صنع اسلحة.

وفيما اشاد زعماء العالم، ووفي مقدمتهم الرئيس الاميركي جورج بوش، امس بتعهد ايران الالتزام بالمطالب الدولية الصارمة المتعلقة ببرنامجها النووي واعتبروه «تطورا ايجابيا جدا»، اعرب وزير الخارجية الاميركي كولن باول أمس عن ترحيبه الحذر بالقرار الايراني الا انه قال ان «الاداء هو ما يهمنا». واضاف «يجب ان نعرف بالضبط الامور المستعدة ايران لتقديمها وما هم مستعدون لتقديمه للوكالة الدولية». وفي اجابة على سؤال حول ما اذا عدلت الولايات المتحدة عن التفكير في رفع القضية الى مجلس الامن الدولي بهدف فرض عقوبات على ايران قال باول «لا استطيع ان اذهب الى ذلك الحد»، مضيفا «نريد ان نرى الاداء الذي سنحصل عليه لاننا نعلم انه خلال ساعات كان المسؤولون الايرانيون يدلون بتصريحات اخرى في ما يتعلق بمعنى تعليق (عمليات تخصيب اليورانيوم) او فترة التعليق». وكانت أجواء الوكالة الدولية للطاقة، أمس، أقرب الى التفاؤل الحذر الذي أعرب عنه وزير الخارجية الاميركي إذ اعلن مصدر رفيع فيها أن الوكالة ستفتح «صفحة تعامل جديدة» مع ايران. ولكنه أضاف ان خبراء الوكالة «صقلتهم التجارب فتعلموا ألا يبالغوا في ردود فعلهم وان يكون محكهم الاساسي هو البينات العملية». وأوضح المصدر المذكور ان المحك الرئيسي، الآن، لتنفيذ ايران وعودها سيكون التقرير الذي سيرفعه المدير العام للوكالة، محمد البرادعي، بعد انتهاء مهمته في ايران.

وقال هذا المصدر ان اخطر ما لاحظه المتابعون لعمليات التفتيش في ايران كان استخدام الايرانيين لكلمة «مؤقتا» بعد لحظات فقط من تأكيدهم على تعاون «كامل» مع وكالة الطاقة.

والجدير بالذكر انه في حالة عدم ايفاء طهران بطلبات الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد تواجه ايران خطر رفع المسألة الى مجلس الامن الدولي الذي قد يقرر فرض عقوبات عليها.