أنان: الأمم المتحدة لايمكنها لعب دور إيجابي في الأزمات الدولية من دون واشنطن

TT

بيترسبرغ (الولايات المتحدة) ـ رويترز: قال كوفي انان امين عام الامم المتحدة انه بالرغم من التوجس الناجم عن الغزو الاميركي للعراق فان الولايات المتحدة والامم المتحدة كل منهما بحاجة للاخرى لاقامة عالم يسوده السلام.

وشدد انان في كلمة له بجامعة بيترسبرغ الاميركية على علاقات الولايات المتحدة مع المنظمة الدولية التي ساهمت واشنطن بفاعلية في انشائها. وقال «عادة ما تسمع حديثا انتقاديا او تقرأ في الصحف عن خلافات او حتى صراعات بين الولايات المتحدة والامم المتحدة كما لو ان الطرفين متنافسان او متعارضان بشكل ما». ووصف مثل هذا الكلام بانه «يضر بالمصالح العامة».

واكد انان ان الولايات المتحدة والامم المتحدة يحتاج كل منها الاخر، لكن انان شكك في سياسة ادارة الرئيس بوش بشأن (التدخل الوقائي) وفي الحرب على العراق باعتبارها انحرافا عن النظام الدولي. وقال «يجد العديد من الناس الامر مزعجا ومربكا عندما تبدو الولايات المتحدة وكأنها تتخلى عن الوسائل الدولية التي تحمل بصماتها وتتطابق الى حد بعيد مع الاهداف والمثل التي رفعها هذا البلد». واضاف ان هناك مخاوف واسعة تتعلق بافتراضات مفادها ان النظام الدولي ربما يكون في حالة انهيار. واثارت الولايات المتحدة ضيقا لدى العديد من الدول عندما غزت العراق بدون تأييد من مجلس الامن الدولي او موافقة واسعة من اعضاء الامم المتحدة. وقال انان «انا نفسي اشاركهم نفس المخاوف». ودعا في الوقت نفسه الى ان العالم بحاجة الى ان يواجه ببسالة المخاوف التي تجعل بعض الدول تشعر انها معرضة للعدوان. واوضح قائلا «القبول بقوة اميركا وهيمنتها لا يعني ان الاخرين ممن لهم وجهات نظر مختلفة تجاه قضية معينة ليسوا على صواب». واشار انان الى ان الولايات المتحدة بحاجة الى الامم المتحدة لاحلال السلام في كمبوديا وموزمبيق والسلفادور وسيراليون وكوسوفو وتيمور الشرقية وفي دول اخرى. واستطرد قائلا «ولكن ايضا وعلى نفس القدر فان الامم المتحدة لا يمكنها ابدا ان تلعب الدور الذي تقوم به في كل تلك البلدان بدون الولايات المتحدة، وانه يجب ان ينظر للعلاقة بينهما كعلاقة اعتماد ايجابي متبادلة». وعلق انان على الهجوم الذي وقع في 19 اغسطس (اب) الماضي على مقر الامم المتحدة في بغداد وراح ضحيته 22 بان الامم المتحدة لاتزال عازمة على ان تفعل ما بوسعها لمساعدة الشعب العراقي. ولكنه قال «بعد تلك التجربة والهجوم الاخر الذي وقع الشهر الماضي فسيتعين على ان اتحلى بحذر بالغ تجاه المخاطرة بارواح موظفي الامم المتحدة العاملين في العراق».