المؤتمر الوزاري لدول غرب المتوسط حول الهجرة يبدأ أعماله في الرباط وسط تباين في الآراء بين الدول المغاربية والأوروبية

TT

انطلقت أمس في الرباط أعمال المؤتمر الوزاري الثاني لدول غرب البحر الأبيض المتوسط الخاص بالحوار حول التعاون في مجال الهجرة،بمشاركة الوزراء المكلفين قضايا الهجرة في 10 دول أو ما يعرف بمجموعة «خمسة زائد خمسة». وتضم فرنسا واسبانيا والبرتغال ومالطا وايطاليا وليبيا والجزائر وتونس وموريتانيا للمغرب.

ويبحث المؤتمر الوزراي للمجموعة خلال يومين سبل تفعيل التعاون بين دول الضفتين في مجال الهجرة وخصوصا الهجرة السرية التي باتت تثير مشاكل وتحديات كبيرة في علاقات الدول المغاربية بنظيراتها الأوروبية، وتتجاوز أبعاده النطاق المتوسطي نظرا لتنامي حجم ظاهرة المهاجرين السريين الوافدين من دول جنوب الصحراء.

واستنادا الى مصادر مطلعة فإن المؤتمر سيسعى الى التوصل الى مقاربة مشتركة حول التعاون في مجال الهجرة ،وتقريب وجهات النظر المتباينة للمجموعتين المغاربية والأوروبية. وتنتقد البلدان المغاربية نظيرتها الأوروبية لتغليبها الاعتبارات الأمنية في معالجة مشاكل الهجرة، وتملصها من تقديم مساعدات جدية لتنمية المناطق الفقيرة والتي تشكل مصادر للهجرة. ومن جهتها ، تنحو العواصم الأوروبية باللائمة على نظيراتها المغاربية وتتهمها بالتقصير الأمني.

واكدت نزهة الشقروني الوزيرة المغربية المنتدبة لشؤون الجالية المغربية بالخارج، ان المسؤولية مشتركة بين دول ضفتي المتوسط في مجال الهجرة وتنمية المناطق التي تشكل مصدرا للهجرة.

واوضحت الشقروني امس في تصريحات صحافية، ان اجتماع الرباط يكستي طابع تشاوري وسيبحث سبل تقوية التعاون بين دول المجموعتين المغاربية والأوروبية. واضافت الشقروني ان الاجتماع يهدف الى اعداد مقاربة مشتركة للدول المشاركة، تمهيدا لانعقاد قمة «خمسة زائد خمسة» في تونس، انطلاقا من وثيقة «اعلان تونس» الذي صادقت عليه الدول المنخرطة في مسلسل «خمسة زائد خمسة»، في اكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي.

من جهته، قال برونسون ماكينلي أمين عام المنظمة الدولية للهجرة في جنيف إن الاجتماع الذي ينظم بتعاون بين الحكومة المغربية والمنظمة الدولية ، سيتركز على «تحديد المقتضيات الرامية إلى تفعيل إعلان تونس، الذي يتضمن قرارات بتبادل منتظم على مستوى المعلومات ومحاربة الهجرة السرية ومعاملة المهاجرين بطريقة مدروسة والنهوض ببرامج الهجرة المرتبطة بالشغل والعمل والتنسيق مع الجاليات المهاجرة بدول الاستقبال.

واكد أمين عام المنظمة الدولية ان الحوار في مجال الهجرة بغرب المتوسط يشكل نموذجا يحتذى، مشيرا الى إقامة شراكة إقليمية لتدبير وتنظيم الهجرة يعد أفضل السبل لمحاربة ومواجهة الهجرة السرية وعواقبها.