السفير الأميركي بالقاهرة يجدد هجومه على الصحافة المصرية

رئيس تحرير«الجمهورية» يعرب عن دهشته بانتقادات وولش لصحيفته

TT

يبدو ان السفير الاميركي في مصر ديفيد وولش سيدخل معركة جديدة واكثر شراسة مع الصحافة المصرية متهما اياها بالعدوانية والتزييف والخروج عن التقاليد المعروفة في الاعلام. وتأتي المواجهة الجديدة في وقت لا يزال يتردد فيه صدى معركته السابقة مع الصحافة المصرية، عقب نشره مقالا بصحيفة «الاهرام» انتقد فيه صحف المعارضة ومطالبا بفرض رقابة عليها لانتقاداتها المستمرة لبلاده. وجاء تركيز السفير الاميركي هذه المرة على صحيفة الجمهورية التي وصفها بأنها عدائية وغير أمينة. كذلك شن هجوما عنيفا على العاملين في الصحيفة متهما اياهم بعدم المسؤولية وعدم مراعاة الدقة في تحليلاتهم والمادة المنشورة بها. ولمح وولش الى رئيس مجلس ادارة وتحرير المؤسسة الصحافي سمير رجب رغم انه لم يوجه له أية انتقادات مباشرة لكن قال، ان شخصا ما سمح لهؤلاء بان يتصرفوا بهذه الطريقة غير المسؤولة. هذا الاتهام جاء اثناء محاضرة للسفير وولش في الجامعة الاميركية في القاهرة اول من امس تساءل فيه عن كيف «تقوم صحيفة قومية كبرى مثل الجمهورية بوصف عمل ارهابي دنيء في احد المطاعم الاسرائيلية بحيفا منذ اسبوعين بأنه عمل فدائي». واضاف «بدلا من ان تقوم الجريدة بوصفه بالعمل الارهابي تقول انها عملية فدائية شجاعة، وهذا الكلام تزييف للحقائق وعدائي واضح»، واصفا الجريدة بعدم الامانة.

وقال وولش «اية شجاعة هي عندما يقتل 21 شخصا في مطعم بعضهم من العرب الاسرائيليين والآخرون من اليهود. وتعتبر الجريدة ذلك العمل بطوليا وتصفه بالاستشهادي». وهذا في نظر وولش «تصرف غير مسؤول وعكس للحقائق أي شهادة في عمل ارهابي دنيء واعمى، فليس هناك بطولة في مثل تلك الاعمال. انها اعمال مقززة ودنيئة فالجميع كانوا ضحايا ولا علاقة لهم بالعنف ضد الفلسطينيين، فهم ضحايا وأصدقاؤهم وعائلاتهم كذلك» ولم يكتف السفير بذلك بل اضاف قائلا «وهناك مثال آخر للتجاوزات العدائية وغير الاخلاقية مثل اتهام الولايات المتحدة بارتكاب عمل فاحش ودنيء وغير اخلاقي، وهو ضلوعها بشكل أو بآخر في التفجير الذي وقع بمسجد الامام علي في مدينة النجف العراقية من دون ان تسوق دليلا واحدا واضحا على هذا الاتهام الباطل».

يذكر أن وولش كان قد طالب في مقال نشر العام الماضي بجريدة الاهرام بضرورة قيام رؤساء التحرير بمراقبة ما ينشر في صحفهم والتحلي بالمسؤولية، وهو ما آثار حفيظة وسائل الاعلام المصرية. كما هاجم اكثر من مرة احد كبار الصحافيين المصريين وهو سلامة احمد سلامة وعاد اول امس كذلك ليتهم رئيس تحرير الجمهورية وان كان لم يصرح باسمه. وفي رد فعل لصحيفة «الجمهورية» قال الكاتب الصحافي سمير رجب رئيس التحرير في اتصال هاتفي لـ«الشرق الاوسط»: «دهشت كثيرا من التصريحات التي اطلقها السفير الاميركي أمس تجاه جريدة الجمهورية والصحافة المصرية بوجه عام، التي تقف مساندة للقضية الفلسطينية. ونحن نعتبر هنا في مصر جميع أعمال المقاومة الفلسطينية مقاومة مشروعة طبقا للقانون الدولي حتى تقام الدولة الفلسطينية جنبا الى جنب مع اسرائيل كما أعلن الرئيس الاميركي بوش ذلك بنفسه». واضاف رجب «اني أجد غرابة شديدة في وصف أية مقاومة فلسطينية بالإرهاب مقابل السكوت على المجازر التي ترتكبها القوات الاسرائيلية يوميا بحق الفلسطينيين وآخرها الطائرات الاسرائيلية التي قصفت البيوت وأدت الى مقتل ما يزيد على عشرين فردا في قطاع غزة وحده».