السويد تعتقل أصوليا لبنانيا متهما بعلاقته بأبو حمزة المصري

TT

اعتقلت الشرطة السويدية امس الاصولي اللبناني اسامة قصير، لورود اسمه في قضية جيمس اوجاما، الذي قال إن ابو حمزة المصري ارسله الى اوريجون «لاقامة معسكرات تدريب جهادية للاصوليين على الاسلحة في اميركا». وقالت المصادر السويدية ان الاصولي اللبناني يتهم كذلك بخلفية علاقته باسامة بن لادن زعيم تنظيم «القاعدة» الذي تلاحقه واشنطن كمتهم رئيسي في الهجمات الارهابية على نيويورك وواشنطن سبتمبر (ايلول) 2001. واضافت ان ملف الادعاء الاميركي يتهم اللبناني قصير بانه «منفذ مهمات ابن لادن». واوضحت المصادر السويدية ان اسامة قصير، وكنيته «عبد الله» يتهم كذلك بعلاقته بابو حمزة المصري المثير للجدل مسؤول منظمة «انصار الشريعة» بلندن، الذي جردته السلطات البريطانية من جنسيته فبراير (شباط) الماضي. واعترف جيمس اوجاما في صفقة مع مدعين فيدراليين اميركيين في ابريل (نيسان) الماضي بتزويده حركة طالبان في افغانستان بمعدات، وكذلك اعترف ضمن الصفقة القضائية بعلاقته بابو حمزة المصري.

وكان اسما ابو حمزة المصري والاصولي اللبناني اسامة قصير قد وردا في لائحة الاتهامات الاميركية الموجهة الى جيمس اوجاما عام 2001 . وكشفت مصادر سويدية ان عددا من ضباط المباحث الاميركية سافروا الى استوكهولم قبل اسابيع لمناقشة نتائج التحقيقات التي جرت مع اوجاما، وورد اسم الاصولي اللبناني قصير في اكثر من موضع منها. ووصف الادعاء الاميركي اللبناني قصير بانه «قاتل مأجور لابن لادن». ويحمل اسامة قصير الجنسية السويدية، وهو من مواليد عام 1966، عاش في لندن لفترة قبل رحيله بصفة نهائية الى السويد، وكان احد المترددين بصفة منتظمة على مسجد فنسبري بارك بحسب لائحة الاتهام الاميركية. وعاش المتهم الاميركي اوجاما لفترة هو الاخر في لندن ، وكان يتردد هو الاخر على مسجد فنسبري بارك، وكان يشرف على موقع «انصار الشريعة» الالكتروني على الانترنت. واعترف اوجاما، المتهم بدعم متطرفين من تنظيم «القاعدة» عن طريق محاولته اقامة مركز تدريب لهم في اوريغون بالولايات المتحدة، بالذنب، ووافق على الادلاء بمعلومات تتعلق باصوليين آخرين من بينهم ابو حمزة المصري. ويعتبر المحققون الاميركيون ان التوصل الى صفقة مع اوجاما في حد ذاته انجاز لصالح العدالة الاميركية، لانه سيفتح الباب على كشف مزيد من الاشخاص المحسوبين على «القاعدة».

وحسب لائحة الاتهامات الاميركية ارسل جيمس اوجاما فاكسا الى ابو حمزة المصري عام 1999، يبلغه فيه انه عثر على قطعة ارض في شمالي اوريجون باميركا، تشابه الطبيعة الجغرافية لافغانستان، وتصلح لاقامة معسكرات جهادية للاصوليين القادمين من لندن. وكشفت اوراق الادعاء الاميركية ان ابو حمزة المصري ارسل في اكتوبر (تشرين الاول) عام 1999، الاسلامي اللبناني اسامة قصير وشخصا اخر اسمه هارون اوسط (باكستاني الاصل قتل في الغارات الاميركية على افغانستان)، لمعاينة «معسكرات الجهاد» الاميركية. وتقول اوراق الادعاء الاميركية ان مبعوثي ابو حمزة المصري التقيا في اوريجون بجيمس اوجاما، وعدد اخر من الاصوليين في مسجد دار الاسلام في وسط سياتل، الذي اغلق بعد ذلك بعد تكشف قضة اوجاما. وتشتبه الولايات المتحدة في علاقة الاصولي المصري بشبكة «القاعدة» وقد جمدت اصوله. وتراقبه المخابرات البريطانية عن كثب. وينفي المصري اي صلات رسمية مع اسامة بن لادن وشبكته.

ولم يتضح نوع المعلومات التي قدمها اوجاما على الفور الى السلطات الاميركية، الا ان مصادر المباحث الاميركية (إف.بي.آي) تشير الى انها تتعلق بعلاقته بالاصولي المصري أبو حمزة مسؤول منظمة «انصار الشريعة» بلندن، الذي سحبت لندن جنسيته البريطانية الشهر الجاري. ومن جهته قال ابو حمزة المصري الذي اعفي من مهامه في جامع فينسبري بارك السلفي شمال لندن، بسبب خطبه المتشددة واتهامه بالتحريض على العنف انه سمع ان قصير اعتقل قبل ذلك في السويد وحققوا معه، ثم اطلقوا سراحه، «لانهم لم يجدوا ادلة من قبل تدعم تلك الاتهامات». واضاف الاصولي المصري ان «رجال المباحث الاميركية هددوا اوجاما، بانه اذا لم يشهد ضده، فانه سيسجن 20 عاما، ولكن صدر ضده بعد الصفقة السجن لمدة عامين». وقال ابو حمزة ان الرد على تلك الاتهامات بالتفصيل سيكون على موقعه الجديد الالكتروني وذلك في اطار حوار حضاري ومناقشات تهم التيار الاسلامي. واشار ابو حمزة الذي اثار ضجة اعلامية بعد اعتداءات سبتمبر، عندما اشاد باسامة بن لادن، ووصفه بانه رجل جيد، معتبرا ان منفذي الاعتداءات «شهداء»، بان اميركا تضغط على السويد لتحصل منها على مالم تستطع الحصول عليه من قضية اوجاما، من ادعاءات الهدف منها اسكات صوته الى الابد. ووصف الصفقة التي وقعها اوجاما مع المباحث الاميركية بأنها «غير اخلاقية» ونوع من الابتزاز للرجل نفسه، وكذلك لشخصه. واشار ابو حمزة الى ان اوجاما اميركي الاصل اعتنق الاسلام، وتعرض الى كل هذه الضغوط والسجن، «فما بالك بهؤلاء الذين لا يحملون الجنسية البريطانية مثله او المهددين بالطرد والترحيل». وقال ان الاصولي اللبناني قصير ربما كان يبيت في مسجد فنسبري بارك عندما كان في لندن، مثل المئات من الاسلاميين الذين كانوا يترددون على المسجد الوحيد المفتوح طوال الليل في اوروبا. واشار الى ان الاعلام الصهيوني عمل كل ما بوسعه من الضغط والابتزاز، باستصدار القوانين الواحد تلو الاخر من سحب جنسيته البريطانية، وتجميد امواله، وقطع الاعانة الاجتماعية عنه، وتشويه صورته في الاعلام، ثم الهجوم على المسجد لاغلاقه لاجل غير مسمى، الى تلقيه تهديدات بالقتل». الا انه مقتنع ان الموت هو الشيء الوحيد الذي سيوقفه عن قول الحق. وخضع ابو حمزة لتحقيق اجرته معه الشرطة البريطانية (سكوتلانديارد) في اطار التحقيق في اعمال ارهابية وقعت في اليمن. وابو حمزة متهم باقامة علاقات مع جيش «عدن ابين» الاسلامي المرتبط بـ«القاعدة»، والذي اقدم على خطف سياح غربيين في نهاية ديسمبر (كانون الاول) في اليمن، وقد لقي اربعة من المخطوفين حتفهم خلال العملية. =